أردوغان يدعو من واشنطن إلى حل دبلوماسي للملف الإيراني ونزع جميع الأسلحة النووية

رئيس الوزراء التركي ندد بممارسات إسرائيل في غزة ونفى انتقال سياسة أنقرة من الغرب إلى الشرق

TT

شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على أهمية التمسك بالدبلوماسية في حل الملف النووي الإيراني خلال زيارته إلى واشنطن، لكنه في الوقت نفسه حذّر من تبعات حصول إيران على أسلحة نووية واعتبار الأسلحة النووية تهديدا لأمن المنطقة والعالم. وقال أوباما خلال لقائه مع أردوغان: «لقد أشرت لرئيس الوزراء إلى أهمية حل قضية قدرات إيران النووية بطريقة تسمح لإيران بأن تسعى إلى طاقة نووية سلمية ولكن تزود الضمانات بأنها ستلتزم بالقوانين الدولية». وأضاف أوباما: «أعتقد أن تركيا يمكن أن تكون لاعبا مهما في محاولة تحريك إيران بهذا الاتجاه». وناقش أردوغان مع أوباما الأوضاع في العراق وأفغانستان والسلام في المنطقة. وقال أردوغان: «نحن مستعدون لفعل كل ما يمكننا للتأكد من حل دبلوماسي للقضية النووية في منطقتنا، ونحن مستعدون أن نفعل كل ما يمكننا في ما يخص العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، وإسرائيل وسورية، لأنني أومن أولا أن الولايات المتحدة لديها مسؤولية مهمة في محاولة تحقيق السلام العالمي». وتحدث أوباما بعد استقباله أردوغان في البيت الأبيض عن اهتمام الولايات المتحدة بتركيا بسبب عضويتها في حلف «الناتو» «مما يعني أننا نتعهد بالدفاع عن بعضنا بعضا»، بالإضافة إلى دور الجالية التركية ـ الأميركية وعضوية تركيا في مجموعة العشرين. ولفت أوباما إلى أن «تاريخ تركيا كدولة علمانية ديمقراطية تحترم سيادة القانون وكونها دولة ذات غالبية مسلمة، (يعني) أنها تلعب دورا أساسيا في محاولة تجسيد التفاهم المتبادل والاستقرار والسلام ليس فقط في محيطها وإنما حول العالم». وحمل أردوغان رسائل عدة في زيارته إلى واشنطن التي اختتمت أمس بعد لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس وعدد من المسؤولين الأميركيين منهم نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي جيمس جونز. وكان على رأس تلك الرسائل تنديده بالممارسات الإسرائيلية حيث كرر في خطابين ألقاهما في واشنطن ضرورة الانتباه إلى غزة والتوصل إلى «حل عادل» فيها. ونبه أردوغان إلى أن اهتمامه بغزة «ليس لأنني مسلم، بل لأنني إنسان». وبينما تحدث أردوغان في خطابه في جامعة «جون هوبكنز» في واشنطن عن «السجن المفتوح» الذي يسكن فيه أهالي غزة، قال رئيس الوزراء التركي إن «أمن إسرائيل مهم وضروري»، مضيفا أن «حجة الأمن ومكافحة الإرهاب لا تبرران الهجوم على غزة». وتحدث أردوغان عن «العلاقات الإيجابية جدا مع سورية»، في تطور قال إنه يأتي ضمن سياسة خارجية نشطة لتركيا منذ تولى حزبه الحكومة، مضيفا أن «هذا التحسن انعكس على تحسن العلاقات بين سورية والولايات المتحدة والتحرك الدبلوماسي من الغرب إلى سورية». ورسالة أخرى تحدث عنها أردوغان في «جون هوبكنز»، ولاحقا في خطاب ألقاه أمام المعهد الفكري «سيتا» وهو معهد تركي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية دشن فرعا له في واشنطن أمس بخطاب أردوغان، وهي نفي أن تكون تركيا قد تخلت عن اهتمامها بالغرب مقابل اهتمام أوسع بالشرق. وقال أردوغان: «هناك إشاعة بأن تركيا تنقل اهتمامها، وهذه إشاعة خاطئة». وأضاف: «ليس أمام تركيا حل غير العمل بنشاط في السياسة الخارجية» بسبب محيطها وموقعها الجغرافي، مؤكدا أن الهدف من كل أعمالها «إحلال السلام»، موضحا: «لا يمكن لنا النظر شرقا من دون النظر غربا، ولا يمكن النظر جنوبا من دون النظر شمالا».

وكرر أردوغان مرات عدة التزام بلاده بالسعي لعضوية الاتحاد الأوروبي، قائلا: «عضوية الاتحاد الأوروبي هدف استراتيجي وسنواصل التقدم باتجاه هدفنا بعزم وسنعمل كل ما نستطيعه من أجل أن نحصل عليه». ورفض أردوغان مقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ببحث عضوية خاصة لتركيا، مختلفة عن العضوية الكاملة، قائلا: «لا داعي لمثل هذه اللعبة، ويجب أن تبقى استمرارية» في مناقشات العضوية. وعلى الصعيد الاقتصادي، اتفق أردوغان مع أوباما على تأسيس فريق عمل استراتيجي بين الطرفين حول القضايا الاقتصادية ومن أجل تحسين الروابط التجارية بين البلدين، يترأسها وزير التجارة الأميركي غاري لوك ونائب رئيس الوزراء التركي علي بابجان مع مندوبين أميركي وتركي.