موظف في وزارة المالية ينجو من الموت مرتين خلال 4 أشهر

جدران خرسانية قتلت العديد من الأشخاص لوقوعها عليهم بسبب قوة الانفجار

TT

يقول العراقي حسين علوان إنه نجا مرتين من الموت خلال أربعة أشهر هي المدة الفاصلة بين التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا وزارة المالية في وسط بغداد.

ويضيف علوان (42 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد نجوت حتى الآن من انفجارين استهدفا وزارة المالية، كان أولهما في 19 أغسطس (آب) الماضي والثاني وقع اليوم (أمس) بينما كنت في طريقي إلى المبنى». ويتابع «لم أمت من هول الانفجار لكنني كدت أموت خوفا وهلعا فقد وقع قبل وصولي إلى المبنى بدقيقة أو أقل فهرعت للاطمئنان على زملائي وأصدقائي».

ويؤكد علوان، الذي تمزق قميصه وخضبت ملابسه بالدم والتراب «ساعدت في نقل أربع جثث لنساء زميلاتي. لا أعرف ماذا أقول. أشكر الله (...) لا أصدق أنني لا أزال على قيد الحياة». ويختم حديثه «لقد دُمرت بعض المنازل القديمة فوق رؤوس ساكنيها» في هذا الحي من بغداد القديمة.

يشار إلى أن وزارة المالية انتقلت إلى موقع بديل إثر التفجير الانتحاري الذي ضربها في 19 أغسطس الماضي. ويقع المقر الجديد قرب شارع الرصافي القريب من منطقjjة الميدان، أقدم أحياء بغداد، حيث مئات من المنازل المبنية منذ مطلع القرن الماضي.

من جهته، يقول جمال أمين، الشاب الكردي العامل في مطعم قرب مبنى الوزارة وأصيب بجروح في رأسه، «كنت واقفا أمام المطعم عندما صرخ الناس انتحاري... انتحاري». ويضيف «نظرت باتجاه مصدر الصوت فرأيت حافلة ركاب صغيرة وبعدها بثانيتين وقع الانفجار فغبت عن الوعي. واستفقت في وقت لاحق في مستشفى مدينة الطب» غير البعيد عن مكان الانفجار. وشوهدت أعداد كبيرة من النساء والرجال أمام مدينة الطب بحثا عن أفراد عائلاتهم وسرعان ما ينتحب بعضهم فور معرفته بفقدانهم.

وقرب مجمع محكمة الكرخ الذي تدمر بشكل كامل، يقول الرقيب في الشرطة، عماد فاضل، (30 عاما) «سبق أن شاهدت تفجيرات مماثلة». ويضيف «وقع جدار إسمنتي على سيارة لا يزال بداخلها أحد الأشخاص (..) أتوقع بقاء خمسة أو ستة آخرين تحت الأنقاض». أما الممرض أبو عبدو فقال إن «الجدران الإسمنتية قتلت العديد من الأشخاص لوقوعها عليهم بسبب قوة الانفجار». وتابع «فور وصولي سارعت إلى الاعتناء بالجرحى والعديد منهم في حال الخطر».

من جهته، قال الإطفائي بشار ياسين «رأيت انفجارات كبيرة في الأعوام المنصرمة، لكن هذا ليس بجسامة انفجار وزارة العدل» في إشارة إلى هجوم استهدفها في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع مبنى المحافظة القريب مما أوقع 153 قتيلا ومئات الجرحى. ويضيف «بكيت كثيرا عندما بدأت مهنتي للمرة الأولى (...) لكن الأمر يصبح طبيعيا بعد ثلاثة أو أربعة انفجارات».