الإسلاميون في طرابلس يلتحقون بقطار المصالحة الوطنية

أسعد هرموش: الجماعة الإسلامية طموحها إنهاء التشرذم السني

TT

بدأت آثار المصالحات بين الزعامات اللبنانية المتخاصمة من موالاة ومعارضة، تنعكس إيجابا على الحركات الإسلامية التي تناحرت في الفترات السابقة وانقسمت بين مؤيد لـ14آذار وموالٍ لفريق 8 آذار.

وإثر الحوادث الأمنية التي شهدتها مدينة طرابلس الأسبوع الماضي، وبعد اشتباكات بين «حركة التوحيد الإسلامي» المحسوبة على المعارضة، وأفراد من عائلة حسون المحسوبة على الموالاة، دعت «الجماعة الإسلامية» التي خاضت الانتخابات الأخيرة مع «تيار المستقبل» إلى لقاء موسع مساء أول من أمس، دعيت له مختلف الجمعيات والتيارات الإسلامية في المدينة، على تنوع انتماءاتها، بهدف إجراء مصالحة شاملة تجنب طرابلس الاقتتال، وتكرار المعارك التي حدثت بين المنازل وفي مناطق سكنية آمنة.

ويقول النائب السابق عن الجماعة الإسلامية أسعد هرموش الذي ترأس الاجتماع إن «الدعوة كانت قد أطلقتها الجماعة الإسلامية، منذ عدة أيام، وبعد حدوث الاشتباكات مباشرة، للوصول إلى مخرج قانوني وشرعي يحقق المصالحة، وكدنا نصل إلى حل. لكن تدخلات حصلت طالبت بإشراك نواب المدينة. وبعد اجتماع النواب أصدروا بيانا تحدثوا فيه عن ضرورة إلغاء المربعات الأمنية وهو ما استفز حركة التوحيد، لأن كل من يمشي في المدينة يعرف أن شوارعها كلها مفتوحة ولا مربعات أمنية فيها. لذلك عدنا من جديد ودعونا كافة التيارات والحركات الإسلامية إلى اجتماع موسع، وحضر مختلف الأفرقاء وكانت الأجواء إيجابية، وأصدرنا بيانا، وشكلنا لجنة اتصالات، اجتمعت مع حركة التوحيد وعائلة حسون، على أمل أن نصل إلى اتفاق ودي ينهي هذا الوضع المتوتر والمستمر منذ سنتين بين الطرفين». وردا على سؤال حول غياب الشيخ داعي الإسلام الشهال عن الاجتماع قال هرموش: «دعونا كل الجمعيات والحركات الإسلامية، ولا أدري لماذا لم يحضر الشيخ داعي، لكن اللقاء الإسلامي كان ممثلا، والمشايخ على اختلاف مشاربهم حضروا». ويوافق هرموش على أن أجواء المصالحات السائدة في البلد تنعكس إيجابا على الجو الإسلامي في مدينة طرابلس، ويضيف: «من غير المقبول أن يكون البلد ذاهبا إلى تقارب بين الأفرقاء، ويبقى الإسلاميون وحدهم هم من يقيمون الحواجز في ما بينهم. طرابلس مدينة ذات ثقل إسلامي، والتبعثر الموجود حاليا والتشتت، لا بد أن يتم العثور له على صيغة تؤمن التوافق ولو بحده الأدنى». ويشرح هرموش بأن الجماعة الإسلامية «كانت قد قدمت وثيقة عمل تنبذ العنف والإرهاب وتسعى لعمل سياسي اجتماعي بروح عصرية». ويرى هرموش أن ما يتم تظهيره الآن هو «حالة سنية متطرفة لا تمتلك نظرة موضوعية، فيما الطرف الآخر مقاوم وعنده مشروع متماسك»، ويقصد النائب السابق بكلامه حزب الله مقابل التطرف السني الذي حمّل مسؤولية الكثير من الأعمال التخريبية كما عدد من الانفجارات والاغتيالات خلال السنوات القليلة السابقة. لكن هرموش يستطرد قائلا: «ليس المقصود من المصالحات الوقوف في وجه الطرف الآخر، لكن الإسلاميين في مدينة طرابلس، على اختلاف أفكارهم وأسمائهم بمقدورهم أن يجدوا ثوابت للاتفاق عليها».

وكان اللقاء الإسلامي الموسع الذي عقد أول من أمس، ضم ممثلين عن دار الفتوى في الشمال والجماعة الإسلامية وحركة التوحيد الإسلامي وجبهة العمل الإسلامي وجمعية الإصلاح الإسلامية وجمعية الاتحاد الإسلامي وجمعية الدكتور فتحي يكن الفكرية والمنتدى الإسلامي اللبناني للدعوة والحوار وجمعية دعوة العدل والإحسان الإسلامية وملتقى الثقافة والفكر وجمعية التربية الإسلامية وملتقى الحقوقيين الإسلاميين وممثلين عن التيار السلفي وأئمة وخطباء جمعة. وصدر عن اللقاء بيان قال فيه المجتمعون: «نرفض بالمطلق أن تتحول مناطقنا السكنية الآمنة، والتي لا يوجد فيها أي مربع أمني، إلى ساحة لتصفية الحسابات أو تبادل الرسائل بطريقة لا تمت بأية مصلحة للمدينة واستقرارها وأمنها بل على العكس تأتي على حساب حياة المواطنين وممتلكاتهم». من جهته أكد الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان «أن الحركة مع مصالحة شاملة تقتلع أسباب الخلاف من جذورها وتطوي صفحة الماضي والسنوات الأربع الأليمة».