مسؤول في الخارجية السعودية لـ «الشرق الأوسط»: نستغرب التصريحات والمزاعم الإيرانية حول عميري

عمليات البحث لم تستدل على الخبير النووي المختفي.. والرياض بعثت بتساؤلات عن ملابسات اختفائه من البعثة الإيرانية واتصالاته ولم تتلق ردا من طهران

TT

استغربت الخارجية السعودية التصريحات والمزاعم الإيرانية حول اختفاء الخبير النووي الإيراني، شهرام عميري، الذي كان في السعودية في مايو (أيار) الماضي، وأن الرياض قامت بتسليمه إلى واشنطن. وقال السفير أسامة نقلي، رئيس الدائرة الإعلامية في الخارجية السعودية لـ«الشرق الأوسط» إن السعودية تستقبل مليون معتمر وحاج إيراني سنويا، ومثل بقية الدول فإنهم يخضعون لإشراف بعثات دولتهم، وأن السلطات السعودية بحثت عنه بعد معلومات اختفائه ولم تستدل عليه، الأمر الذي ولد الكثير من التساؤلات عن ظروف وملابسات اختفائه من مقر البعثة الإيرانية وكذلك اتصالاته، ونقل ذلك للبعثة الإيرانية ولسفارة طهران التي من المفترض أن تكون نقلت ذلك لحكومتها لإفادة الخارجية السعودية بالمعلومات المطلوبة التي تساعد على استجلاء حقيقة اختفائه، لكنها لم تتلق ردا رسميا حتى الآن من طهران. وفي واشنطن قالت مسؤولة في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس لديهم أي معلومات عن عميري.

وكانت الخارجية الإيرانية، التي أقرت لأول مرة بأن عميري يعمل في المجال النووي، قالت على لسان المتحدث باسمها، رامين مهمنباراست، أمس، حسب وكالة «مهر» للأنباء إن «شهرام عميري، الخبير النووي الإيراني الذي كان توجه إلى السعودية لأداء الحج، قامت الرياض بتسليمه إلى واشنطن».

وفي الوقت ذاته قال وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، أمس، إن الأميركيين «خطفوا» الخبير النووي الإيراني شهرام. وأضاف في مؤتمر صحافي نقلته قناة «برس تي في» الرسمية الناطقة بالإنجليزية، وترجمته «نملك أدلة تظهر أن الأميركيين أدوا دورا في خطف عميري. إن الأميركيين خطفوه». وأضاف: «ننتظر إذن أن تعيده إلينا الحكومة الأميركية».

وتابع متقي أن عميري «فقد في السعودية حينما كان هناك لأداء الحج»، و«ينبغي تحميل السعودية مسؤولية» ما حصل له، مؤكدا أن إيران «تحتفظ بحقها في إجراء ملاحقات قضائية في حالات مماثلة».

وبسؤال «الشرق الأوسط» السفير أسامة نقلي، رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية، أبدى استغرابه وأسفه لمثل هذه التصريحات والمزاعم، مشيرا إلى أن المملكة تستقبل سنويا ما يقرب من مليون حاج ومعتمر من جمهورية إيران الإسلامية، كما هو الحال لملايين الحجاج والمعتمرين من جميع الدول الإسلامية وكل أرجاء العالم.

وأضاف السفير أسامة نقلي أنه من المعروف أن حجاج ومعتمري ومواطني الدول الإسلامية، بل وغير الإسلامية ـ مثل بريطانيا ـ يقومون بأداء الشعيرة تحت إشراف بعثات دولهم الرسمية التي تتابع شؤونهم وتشرف على تسكينهم ومواصلاتهم وأدائهم مشاعرهم، بالتنسيق مع الجهات السعودية المختصة التي توفر لهم كل التسهيلات والرعاية المطلوبة.

وفي ما يتعلق باختفاء المعتمر الإيراني، قال رئيس الدائرة الإعلامية في الخارجية السعودية: «إنه بعد علم السلطات السعودية باختفائه من البعثة الإيرانية، قامت على الفور بتكثيف البحث عنه في كل من المدينة المنورة، وجميع مستشفيات وفنادق ومراكز منطقة مكة المكرمة، وحتى مقر سكنه، ولم يتم الاستدلال عليه. وهو الأمر الذي ولد الكثير من التساؤلات عن ظروف وملابسات اختفائه من مقر البعثة الإيرانية، واتصالاته، تقدمت بها للبعثة الإيرانية ولسفارة جمهورية إيران الإسلامية عبر القنوات الدبلوماسية التي من المفترض أن تنقلها لحكومتها لإفادتنا بالمعلومات المطلوبة، ومن أيضا شأنها أن تساعد على استجلاء حقيقة اختفائه، غير أننا للأسف لم نتلق أي رد رسمي من الحكومة الإيرانية حتى تاريخه».

وأفاد السفير نقلي أن هذا الإجراء يعتبر الإجراء المتبع مع بقية بعثات الحج وحكومات الدول في إطار تعامل المملكة مع ظاهرة تخلف المعتمرين والحجاج عقب كل موسم، وأيضا التعامل مع المقيمين على أراضيها بصورة غير قانونية، ويتعاون الكثير من الدول الإسلامية إيجابيا مع جهود المملكة الكبيرة حرصا على سلامة مواطنيها، وأضاف: «إننا نأمل في تعاون دول أخرى مع الجهود الإنسانية». وفي واشنطن قالت مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية ردا على استفسار «الشرق الأوسط»: «ليس لدينا أي معلومات حول أميري». وامتنعت المسؤولة عن الرد على أسئلة حول إذا كانت إيران قد وجهت استفسارات مباشرة إلى الولايات المتحدة حول مصير عميري من خلال باكستان التي ترعى المصالح الإيرانية في واشنطن أو السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران، مكررة: «ليس لدينا أي معلومات حول هذه القضية».

وبعد أن أثارت إيران هذه القضية في سبتمبر (أيلول) الماضي، التزم المسؤولون الأميركيون الصمت حيال هذه القضية، مكررة عدم معرفتها بمصير عميري.