بغداد تتهم البعثيين بالتفجيرات.. ودمشق تستنكرها بقوة

استنكار عربي ودولي للاعتداءات.. ودعوات للعراقيين للتكاتف

TT

قوبلت التفجيرات الدامية في بغداد أمس باستنكار عربي ودولي فيما اتهمت السلطات العراقية البعثيين بالمسؤولية عنها. واللافت هو الإدانة السورية القوية للتفجيرات سيما أن بغداد سبق أن اتهمت بعثيين يقيمون في سورية بتفجيرات مماثلة شهدتها العاصمة العراقية في أكتوبر (تشرين الأول) وأغسطس (آب) الماضيين.

وقال الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا إن «الأيادي التي ارتكبت تفجيرات الأربعاء والأحد الداميين هي ذاتها التي استهدفت المواطنين الأبرياء. نخوض معركة شرسة مع البعث وتنظيم القاعدة، والمعركة ما زالت مستمرة». وتابع أن «الهدف من هذه التفجيرات هو التأثير على العملية السياسية. وكان الناطق يشير إلى تفجيرات شهدتها بغداد يوم الأربعاء الموافق 19 أغسطس (آب) وأخرى أواخر أكتوبر أوقعت مئات القتلى والجرحى. وبعد التفجيرات الأولى طالب العراق سورية بتسليم بعثيين تؤويهم بدعوى علاقتهم بالتفجيرات لكنها رفضت مما دفع بغداد إلى استدعاء سفيرها لدى دمشق وردت الأخيرة بالمثل. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان أن سورية «تدين بقوة التفجيرات الإرهابية التي حدثت صباح اليوم (أمس الثلاثاء) والتي ذهب ضحيتها عدد كبير من العراقيين الأبرياء».وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أضاف المصدر: «تؤلمنا الخسائر الباهظة التي يتعرض لها شعب العراق الشقيق ومؤسساته»، معربا عن تعازيه «لأسر الضحايا وعن تطلعنا إلى عراق موحد ومستقل آمن ومستقر».

وبعث الملك عبد الله الثاني ملك الأردن أمس برسالة إلى الرئيس العراقي جلال طالباني أدان فيها التفجيرات «الإرهابية» وأعرب ملك الأردن في رسالته عن «دعمه وتضامنه مع الشعب العراقي في مواجهته لجميع أشكال الإرهاب».

كما أدانت مصر التفجيرات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكى إن «مثل هذه الأعمال الإجرامية تهدد وحدة واستقرار العراق في الوقت الذي يحتاج فيه أبناؤه إلى البناء والتنمية»، معربا عن تعازيه لأسر الضحايا ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين في هذه التفجيرات. وأكد المتحدث تضامن الخارجية المصرية مع الشعب والحكومة العراقية في هذه الظروف الصعبة، وقال: «إن مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية لا يريدون الخير للعراق، وعلى أبناء الشعب العراقي التضامن والتكاتف في مواجهة الإرهاب والعمل على بناء وتنمية العراق».

دوليا، أدان البيت الأبيض «بشدة» الاعتداءات، على ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس. وصرح غيبس للصحافيين: «ندين العنف بشدة». واستنكرت الرئاسة السويدية الحالية للاتحاد الأوروبي الانفجارات وقالت إن مثل هذه الأعمال الإرهابية تريد أن تخلق جوا من عدم الاستقرار في البلاد. ووصف وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني التفجيرات بأنها عمل بربري، وقال في برقية تعزية بعث بها إلى نظيره العراقي هوشيار زيباري إن التفجيرات في بغداد «أعمال بربرية تهدف إلى النيل من جهود الحكومة والشعب في العراق من أجل تعزيز مؤسسات الدولة والاستقرار والديمقراطية».

وفي لندن، أدان متحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون الهجمات التي شهدتها بغداد اليوم «بأقوى العبارات الممكنة». وقال الناطق: «على الرغم من استمرار التحديات، فقد حصل تقدم حقيقي في العراق في الأشهر الأخيرة في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وسنواصل تعاوننا الوثيق مع الحكومة العراقية من أجل إدامة هذا التقدم». وأضاف: «لن ينجح أولئك الذين يسعون لاستخدام العنف لعرقلة هذا التقدم في مسعاهم». وأدانت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها جيدو فيسترفيله التفجيرات، وقال الوزير الألماني اليوم في بروكسل: «أشعر بالصدمة الشديدة بسبب هذه السلسلة العنيفة من التفجيرات في بغداد التي أدت مجددا إلى مقتل وإصابة العشرات». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الوزير قوله: «أدين بشدة هذه التفجيرات المنافية للإنسانية»، كما أعرب الوزير عن تعاطفه مع أهالي الضحايا وتمنى للمصابين الشفاء العاجل.