الملك الأردني يلتقي ساركوزي في الإليزيه.. ومبارك في باريس الأحد

مصادر تؤكد أن فرنسا تسعى لملء الفراغ الدبلوماسي الأميركي في المنطقة

TT

عاد ملف الشرق الأوسط إلى واجهة الاهتمامات الدبلوماسية والسياسية الفرنسية على أعلى المستويات، وهو ما تمثل أمس من خلال صدور بيان بخصوص القدس وعملية السلام والاستيطان قدمت فرنسا مسودته.

ومساء أمس، استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في جلسة عمل خصصت، كما قالت رئاسة الجمهورية، للعلاقات الثنائية ولملفات الشرق الأوسط وتحديدا موضوع السلام والملف النووي الإيراني.

وجاءت زيارة ملك الأردن إلى باريس قبل أربعة أيام من وصول الرئيس المصري حسني مبارك إلى العاصمة الفرنسية التي يحل فيها يوم الأحد على أن يلتقي الرئيس الفرنسي يوم الاثنين. وكان مبارك أجل زيارة إلى باريس كانت مقررة في الأساس الشهر الماضي.

وترى مصادر فرنسية أن باريس التي وسعت في الأسابيع الأخيرة دائرة اتصالاتها، تسعى إلى «ملء الفراغ الدبلوماسي» المتمثل في امتناع الإدارة الأميركية، حتى الآن، عن طرح خطة عمل من أجل استئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وهو ما ترتب عن عجزها عن حمل إسرائيل على وقف كامل نشاطاتها الاستيطانية وعجزها عن إقناع الجانب العربي بالإعلان عن استعداده لـ«مواكبة» تجميد إسرائيل للاستيطان من خلال تطبيع جزئي معها.

إزاء هذا الواقع، ما زال الرئيس ساركوزي متمسكا بطرح مشروع مؤتمر للسلام يعقد في باريس. غير أن تفاصيل مثل هذا المؤتمر لم تعرف بعد، كذلك لم يعرف بدقة موقف الأطراف التي يمكن أن تدعى إليه. وتفضل باريس دعوة الأطراف العربية وإسرائيل مع تمثيل للولايات المتحدة الأميركية وروسيا والأمم المتحدة لمؤتمر موسع. ويعد هذا المؤتمر أحد ثلاثة مشاريع قيد التداول، ثانيها الدعوة إلى اجتماع في إطار الاتحاد من أجل المتوسط مع تمثيل دولي أو مبادرة أوروبية للسلام لم تظهر صورتها بعد. وتريد باريس التي تدعو إلى استئناف مفاوضات السلام من غير تأخير، أن تركز الجهود من أجل إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تعتبره «الشريك الفلسطيني» للسلام، بقبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات حتى من غير تجميد إسرائيلي لكامل النشاطات الاستيطانية. كذلك تركز على ضرورة «توفير سلّم» لأبو مازن لكي «ينزل عن الشجرة» التي تسلقها ولكن بشكل لائق مما يمكنه من حفظ كرامته وتبرير عودته إلى التفاوض من غير أن يحصل على الشروط التي حددها أساسا. ومن بين الأفكار المطروحة قرار في مجلس الأمن الدولي أو قرار أوروبي ينص على العودة إلى المفاوضات مع تحديد غايتها سلفا أي إقامة الدولة الفلسطينية وتحديد مدة المفاوضات بحيث لا تدوم إلى ما لا نهاية. ويأتي اجتماع ساركوزي مع الملك عبد الله قبل يومين من القمة الأوروبية التي ستعقد في بروكسل والتي سيكون سلام الشرق الأوسط أحد أهم مواضيعها.