العالم يعيش أعلى معدل لارتفاع حرارة الأرض منذ مطلع القرن

منظمة دولية: 2009 خامس أحر عام منذ 1850

TT

أفاد رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية خلال مؤتمر المناخ الذي تستضيفه كوبنهاغن بأن السنوات العشر الأولى من القرن الحادي والعشرين ستسجل أعلى معدل في ارتفاع حرارة الأرض. وقال الأمين العام للمنظمة ميشال جارو للصحافيين إن «العقد الممتد من 2000 إلى 2009 سيسجل على الأرجح الارتفاع الأكبر للحرارة، أعلى مما تم تسجيله في التسعينات». وأضاف جارو أن عام 2009 سيكون على الأرجح في المرتبة الخامسة من حيث ارتفاع الحرارة منذ 1850 عندما بدأ استخدام أجهزة الرصد الدقيقة.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع على المدى القريب، قال جارو: «نحن في نمط من ارتفاع الحرارة، ليس لدينا شك حول هذا، لكنني لن أطلق التكهنات للعام المقبل». وأشار إلى أن أحداثا غير متوقعة مثل فوران بركان كبير يطلق أطنانا من الحجارة التي تمتص الحرارة، يمكن أن يخفض درجات الحرارة.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنه تم رصد ظواهر مناخية قصوى مثل الفيضانات المدمرة والجفاف والعواصف الثلجية وموجات الحر والبرد المفاجئ، في مناطق عدة من العالم. وأضافت أنه تم تسجيل درجات حرارة فاقت المستوى الطبيعي في كل القارات باستثناء أميركا الشمالية التي تشهد انخفاضا بسيطا في درجات الحرارة عن الهدف المحدد للفترة 1961 ـ 1990. وبخلاف الولايات المتحدة، تم تسجيل تغيرات بارزة في مختلف المناطق. وقالت المنظمة إنه تم تسجيل ارتفاع كبير لدرجة الحرارة بوتيرة أكبر وأقوى في الجزء الجنوبي لأستراليا وجنوب آسيا وأميركا الجنوبية. وبلغت نسبة الثلج في بحر القطب الشمالي في فصل ذوبان الثلوج ثالث أدنى مستوى بعد النسبة التي سجلتها في 2007 وتلتها في 2008.

وستسجل الصين السنة الثالثة من حيث ارتفاع الحرارة منذ 1951 مع أن بعض المناطق سجلت في 2009 أكبر ارتفاع على الإطلاق. وعانت الصين من أسوأ جفاف في خمسة عقود، حيث بلغ منسوب المياه في أجزاء من نهري غان وشيانغجيانغ أدنى نسبة له في 50 عاما.

وفي الهند بلغت نسبة تساقط الأمطار أدنى من المعدل لفصل الأمطار ما أدى إلى جفاف شديد في 40 في المائة من المناطق، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ومعظم تلك الأنماط تتفق مع توقعات طويلة الأمد للجنة الأمم المتحدة الحكومية المعنية بالتغيرات المناخية، عن ارتفاع معدل حرارة الأرض بما يصل إلى 4.6 درجة مئوية (5.11 درجة فهرنهايت) ما لم يتم خفض كبير لانبعاثات الغازات الدفيئة.

ويستند تحليل منظمة الأرصاد المتعلق بالحرارة إلى ثلاث مجموعات من المعطيات، إحداها من وحدة أبحاث المناخ التابعة لجامعة «إيست انغليا» في بريطانيا. وشهد قسم علوم المناخ في جامعة «إيست انغليا»، في الأسابيع الماضية تدقيقا معمقا بعد سرقة ونشر رسائل إلكترونية تداولها علماؤه، ما أثار اتهامات عن تلاعب بالبيانات لتضخيم تهديد الاحتباس الحراري.

ودافع راجيندرا باتشاوري رئيس لجنة علماء الأمم المتحدة لمكافحة التغير المناخي بشدة عن الاكتشافات التي تفيد بأن البشر يسببون ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بعد أن قال مشككون إن الرسائل الإلكترونية التي تسربت من جامعة «إيست انغليا» تظهر أن العلماء تلاعبوا بالأدلة. وقال باتشاوري إن الاكتشافات بمعزل عن التلاعب لأنها تخضع لعملية مراجعة صارمة. وقالت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية في بيان لها أمس: «تؤيد جامعة إيست انغليا تأييدا تاما مكتب الأرصاد الجوية في جعل هذه البيانات متاحة للرأي العام».