مبعوث أميركي يزور بيونغ يانغ لإقناعها بالعودة للمحادثات النووية

واشنطن لن تقدم حوافز جديدة والكوريون قد يلينون موقفهم بسبب اقتصادهم المنهار

TT

توجه المبعوث الأميركي إلى كوريا الشمالية أمس في محاولة لإقناعها باستئناف المفاوضات حول نزع أسلحتها النووية، في أول مباحثات على هذا المستوى بين إدارة أوباما والدولة الشيوعية. وفيما أعلن مسؤول أميركي بواشنطن أن الموفد ستيفن بوسوورث لن يقدم حوافز جديدة، أفاد محللون بأن الاقتصاد المنهار لكوريا الشمالية قد يدفعها إلى العودة إلى طاولة المحادثات حيث تأمل في الحصول على مساعدات.

وبعد سنة من التوتر تخللها قيام كوريا الشمالية بتجارب نووية وإطلاق صواريخ، يستخدم الرئيس الأميركي باراك أوباما دبلوماسيته المتمثلة في إجراء محادثات مباشرة سعيا لإقناع بيونغ يانغ بالعودة إلى المحادثات السداسية التي انسحبت منها في أبريل (نيسان) الماضي. وغادر ستيفن بوسوورث وفريق يضم ستة أفراد من قاعدة لسلاح الجو الأميركي في أوسان بكوريا الجنوبية في مهمة تستمر ثلاثة أيام. وقال مسؤول أميركي رفيع في واشنطن أن بوسوورث لن يقدم حوافز جديدة لكنه أضاف أن كوريا الشمالية قد تكون مستعدة للعودة إلى المفاوضات أكثر مما تشير إليه بياناتها الرسمية الشديدة اللهجة. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها تأمل أن يتم إقناع بيونغ يانغ بالعودة إلى المحادثات السداسية، والسعي نحو نزع الأسلحة النووية ونحو «حزمة جديدة من العلاقات معنا ومع شركائنا». ويُتوقع أن يجري بوسوورث، السياسي المخضرم، محادثات مع النائب الأول لوزير الخارجية كانغ سوك ـ جو. لكن مسؤولين في سيول قالوا إنه من غير المرجح أن يلتقي الزعيم كيم جونغ ـ إيل. ومن المقرر أن يعود بوسوورث غدا الخميس إلى سيول لإطلاع المسؤولين على نتائج مهمته قبل أن يتوجه إلى بكين الجمعة فطوكيو السبت ثم موسكو الأحد.

وقال المسؤول الأميركي الكبير أول من أمس إن هناك مؤشرات على أن الكوريين الشماليين «قد يكونون منفتحين للعودة إلى المحادثات السداسية أكثر مما أشارت إليه بياناتهم الأولية». لكن المسؤول حذر من أن واشنطن «ستواصل التطبيق الشديد جدا» للعقوبات إذا استمرت بيونغ يانغ في رفض مسار المحادثات المتعددة الأطراف. وتفضل بيونغ يانغ محادثات مباشرة مع واشنطن على محادثات متعددة الأطراف.

وتقول بيونغ يانغ إنها بحاجة إلى ترسانتها النووية في وجه «العدائية» الأميركية وتؤكد أن اتفاق سلام مع واشنطن ينهي رسميا حرب 1950 ـ 1953 هو المفتاح لحل أزمة الملف النووي. وتبدو واشنطن حذرة من محاولات أحداث خلاف بين الأطراف المتحاورة. وتقول إن زيارة بوسوورث ستركز فقط على إعادة إحياء العملية السداسية وتأمين إعادة التزام كوريا الشمالية باتفاقية 2005.

وبموجب تلك الاتفاقية، وافقت بيونغ يانغ على التخلي عن برامجها النووية مقابل مساعدات ومكاسب دبلوماسية واتفاق سلام دائم على شبه الجزيرة الكورية. وقلل بوسوورث ومحللون من توقع احتمال التوصل إلى تقدم كبير. وتوقع سكوت سنايدر مدير مركز السياسة الأميركية ـالكورية الشمالية في «مؤسسة آسيا» «محادثة شاقة» لأن كوريا الشمالية تريد أن تعامل كقوة نووية بعد تجربتها الثانية. ومن جهتها، تصر واشنطن على أن ذلك لن يحصل.

وأعربت الصين عن الأمل في أن تعيد الزيارة إطلاق المحادثات التي تستضيفها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو إن الصين «تدعم الاتصالات والحوار الأميركي ـ الكوري الشمالي. نأمل أن يفضي هذا الحوار إلى التفاهم المتبادل بينهما وفي وضع حد لمخاوفهما المتبادلة». وأضافت: «نأمل أيضا أن يفضي الحوار إلى استئناف المحادثات السداسية».

ومحادثات نزع السلاح النووي بدأت في عام 2003 تحت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وتشترك فيها الكوريتان والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان. وشهدت السنوات الست التي تلت انطلاق المحادثات، تحقيق إنجازات واضحة تلتها إخفاقات وسط اتهامات متبادلة بسوء النيات خصوصا بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. وفي أبريل الماضي، وبعد تنديد مجلس الأمن الدولي بتجربة بيونغ يانغ إطلاق صاروخ بعيد المدى، أعلنت كوريا الشمالية وقف المحادثات. وقامت بيونغ يانغ بتجربتها النووية الثانية في الشهر التالي أعقبتها بسلسلة من تجارب إطلاق الصواريخ مما أدى إلى عقوبات دولية أشد.

وفي أغسطس (آب) الماضي وفيما زار الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بيونغ يانغ سعيا لإطلاق سراح صحافيتين أميركيتين، بدأت كوريا الشمالية تخفيف لهجتها. وقالت بيونغ يانغ لرئيس الوزراء الصيني وين جياباو خلال زيارته كوريا الشمالية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إنها مستعدة للعودة إلى المحادثات السداسية لكن فقط إذا كانت نتائج محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة مرضية.