المناخ: الدول النامية تحتج على «وثيقة سرية».. وكوبنهاغن: مجرد مسودة عمل

الصين تدعو أميركا لزيادة خفض انبعاثاتها.. وتطالب باتفاق ملزم

مشاركان في قمة المناخ يتحدثان معا قبل بدء اجتماع عام في كوبنهاغن أمس (رويترز)
TT

حاول مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ في كوبنهاغن، أمس، إحراز تقدم بعد أن طالبت الدول النامية باتفاق قادر على «حماية السكان الأكثر فقرا»، وأعربت عن قلقها من قلة التزام الدول الغنية بتمويله.

وصرحت ديسيما ويليامز، ممثلة جزيرة غرانادا ومجموعة جزر صغيرة: «علينا إحراز تقدم. يجب التوصل إلى اتفاق يكون ملزما من الناحية القانونية يحمي كوكبنا والسكان الأكثر فقرا. وكل الأمور الأخرى مجرد تفاصيل». من جهته قال مسؤول أوروبي: «آمل في أن تهدأ الأمور، وأن نعود إلى الموضوع الأساسي».

وجاءت هذه الدعوة بعد أن أثار تسرب نصي يتضمن اقتراحات صاغتها الدنمارك التي تترأس مؤتمر المناخ غضب الدول النامية التي نددت «بانتهاك خطير يهدد نجاح عملية التفاوض»، وفقا للمندوب السوداني، لومومبا ستانيسلاس ديا بينغ، الذي تحدث باسم مجموعة الـ77 (تحالف 130 دولة نامية)، الذي استبعد مع ذلك الانسحاب من المؤتمر. وقال المندوب السوداني: «لن نقبل باتفاق يحكم على 80% من سكان العالم بمعاناة أكبر وظلم أكبر». واعتبر أن عدم ذكر بروتوكول كيوتو في الاقتراحات الدنماركية، وهو المعاهدة الوحيدة التي تفرض حتى نهاية 2012 قيودا على الدول الصناعية وهدفا شاملا بخفض انبعاث الغازات الملوثة (خفض 50% في 2050، مقارنة مع 1990)، محاولة لفرض التزامات على الدول النامية. وكانت الرئاسة الدنماركية للمؤتمر قد نفت وجود «نص دنماركي سري» بشأن اتفاق جديد، وقالت إن الأوراق التي تسربت مجرد «مسودات عمل تشكل الأساس لمشاورات غير رسمية».

إلى ذلك، دعا رئيس الوفد الصيني إلى قمة المناخ، أمس، الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى زيادة العرض الأميركي بخفض انبعاثات الغازات، وقال إن الجانب الصيني سيناقش هدف خفض الانبعاثات عام 2050 فقط إذا قدمت الدول الغنية أموالا أكثر وخفضت ثاني أكسيد الكربون. وقال رئيس الوفد الصيني إن الدول الصناعية يجب أن تلتزم بخفض 40% على الأقل من الغازات في 2020 مقارنة بمستويات عام 1990. وأضاف أن بكين تأمل في التوصل إلى اتفاقية ملزمة خلال قمة كوبنهاغن التي انطلقت في السابع من الشهر الحالي، وتستمر حتى الـ18 منه، على الرغم من أن الدولة المستضيفة للقمة، الدنمارك، اعتبرت ذلك أمرا مستحيلا.

من جانبها لا تزال الدول الأوروبية منقسمة بشأن جدوى زيادة وعودها بخفض انبعاثات غازات الدفيئة وهو الخفض الذي قد يرتفع من 20% إلى 30% قبل 2020 (مقارنة بعام 1990) إذا تم التوصل إلى اتفاق عالمي طموح في نهاية القمة خلال 10 أيام.

وجرت مناقشات مطولة حول مسألة التمويلات التي ستقدمها الدول المتقدمة لمساعدة الدول الأكثر عرضة للتأثر بالتغير المناخي على مواجهة تبعاته. وقال برونو سيلكولي، مندوب مملكة ليسوتو الصغيرة المحاصرة داخل جنوب أفريقيا، الذي يترأس مجموعة الدول الأقل تقدما «نحن في حاجة إلى تعهدات قوية وأرقام وجدول زمني»، مشيدا، مع ذلك، بالمفاوضات التي قال إنها «صريحة وفاعلة وديناميكية».

من ناحية أخرى، أعلنت الرئيسة الدنماركية لمؤتمر كوبنهاغن كوني هيديغارد، أمس، أن جنوب أفريقيا ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة الـ17 حول المناخ في عام 2011، علما بأن المؤتمر المقبل سيعقد في مكسيكو في 2010. وبالتالي سيعقد المؤتمر الـ18 في عام 2012 في آسيا، حسبما أضافت هيديغارد.