اتهامات بالرشوة الانتخابية ووعود بمزايا نقدية وعينية

قبل يومين من جولة الإعادة.. انتخابات نقابة الصحافيين المصريين على صفيح ساخن

TT

قبل يومين من جولة الإعادة في انتخابات نقيب الصحافيين المصريين، اشتعلت المعركة بين مكرم محمد أحمد النقيب الحالي، ومنافسه الرئيسي ضياء رشوان، وسط اتهامات متبادلة.

وزاد من سخونة المعركة الانتخابية تقارب الأصوات التي حصل عليها كل مرشح، إذ حصد مكرم محمد أحمد 1497 صوتا مقابل 1458 لرشوان، وكان يفصل النقيب الحالي عن الفوز بفترة ولاية ثانية 3 أصوات فقط، يكتمل بها النصاب القانوني.

وشن ضياء رشوان، في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر النقابة، هجوما على منافسه واتهم رؤساء المؤسسات الصحافية القومية (المقربة من الحكومة) بالعمل على تحريض الصحافيين على التصويت ضده وترهيبهم بالخصومات والعقوبات في حال انتخابهم له. في الوقت نفسه، كان مكرم محمد أحمد يعد الصحافيين بالمزيد من المزايا النقدية في حال فوزه في جولة الإعادة، وذلك خلال ندوة انتخابية عقدها بمقر وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

ورفض رشوان الاتهامات التي وجهها إليه صحافيون خلال المؤتمر الصحافي بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين وعمله مستشارا سياسيا لمرشدها العام قائلا: «مواقفي وقناعاتي السياسية معروفة منذ 20 عاما، ولن أغيرها، لكنها خارج هذا المبنى. ولكني هنا صحافي وانتمائي الأول والأخير إلى لأسرة الصحافية بعيدا عن أي قناعات سياسية».

وأضاف رشوان: «هناك أجهزة معينة في الدولة مختصة برصد الإخوان المسلمين، ولو كان لدى هذه الأجهزة ذرة شك أني انتمي إلى الجماعة ما كنت مرشحا اليوم»، مضيفا: «تلك الأجهزة استعانت بي بصفتي واحدا من خبراء الإسلام السياسي في مصر».

من جانبه، وعد مكرم محمد أحمد الصحافيين بمزيد من المزايا النقدية والعينية في حال إعادة انتخابه، مشيرا إلى أنه سينتهي من بناء مدينة سكنية للصحافيين في محافظة السادس من أكتوبر خلال عامين على الأكثر وبأقل الأسعار، كما وعد بحل مشكلة صحافيي جريدة «الشعب» الموقوفة. وقال مكرم: «تاريخي النقابي معروف، ولم يسبق خلال الدورات السابقة التي توليت فيها منصب النقيب أن وعدت بشيء ولم أنفذه».

وعلى صعيد متصل، بعث عبد الله حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة الشرق الأوسط، تعميما إلى جميع مراسلي الوكالة في الخارج أبلغهم فيه بتوفير تذاكر سفر وعودة إلى الدول التي يعملون فيها «لنعمل جميعا على انتخاب الأستاذ مكرم محمد أحمد من أجل حياة صحافية أفضل»، وهو الأمر الذي اعتبره رشوان محاولة حكومية مكشوفة لدعم منافسه.

ودعا عبد الله حسن في رسالة بريد إلكتروني أرسلها إلى 23 مراسلا للوكالة في الخارج، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، مراسلي الوكالة إلى الحضور إلى القاهرة بعد غد على أقصى تقدير للمشاركة في جولة الإعادة التي ستجرى يوم الأحد المقبل. وقال: «هذا وستصلكم جميعا تذاكر حضور وعودة اليوم أو غدا على أكثر تقدير، حيث يمكنكم مراجعة مدير مكتب شركة «مصر للطيران» في البلدان الذي تعملون به جميعا من أجل تسلمها».

وأقر حسن في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» بإرساله تلك الرسالة، وقال: «أعلن تأييدي الكامل لمكرم محمد أحمد، وأدعو زملائي في الوكالة إلى انتخابه»، إلا أنه نفى أن يكون قد حجز تذاكر سفر، مشيرا إلى أن حضور المراسلين سيكون على نفقتهم الشخصية إذا تمكنوا من ذلك.

ورفض الاتهامات التي وجهها إليه ضياء رشوان بتهديد الصحافيين العاملين في مؤسسته بالعقاب والحرمان من السفر إذا ما صوتوا لضياء رشوان مرشح تيار الاستقلال. وقال حسن: «قمت باستقبال رشوان بالوكالة وأفسحت له المجال لعرض برنامجه، وهو ما فعله مكرم».

واعتبر رشوان ما قامت به وكالة الأنباء المصرية منافيا كل أصول الحياد في المعركة الانتخابية ويمثل رشوة انتخابية، وقال: «لديّ معلومات أن مؤسسات صحافية قومية أخرى فعلت نفس الشيء وبلغ عدد الصحافيين الذين تم استدعاؤهم من الخارج للتصويت لصالح منافسي 100 صحافي، وبلغت قيمة تذاكر سفرهم (ذهابا وعودة) نحو 700 ألف جنيه من المال العام». وأضاف: «أعتقد أن هذا التصرف يعكس الخوف والذعر من المعركة الانتخابية القادمة ويزيدني ثقة في الفوز».