بترايوس: النجاح ممكن في أفغانستان ولكنه سيكون أصعب من العراق

قائد القيادة المركزية الأميركية قال إن إيران تلعب «دورا مختلطا» في كابل

TT

شدد قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال ديفيد بترايوس، أمس، على أن النجاح ممكن في أفغانستان، ضمن جهوده لإقناع الكونغرس الأميركي بصواب قرار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان. وبعد أن كان بترايوس مثُل أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قبل سنتين للدفاع عن قرار إرسال المزيد من القوات إلى العراق، عاد إليها مجددا، أمس، للدفاع عن قرار إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان.

صرح بترايوس في شهادته في الكونغرس، أمس، بأن «النجاح ضروري وممكن في أفغانستان، ولكن التحديات عظيمة»، مضيفا أن القوات الأميركية قادرة على تحقيق هدف «تعطيل وتفكيك وهزم تنظيم القاعدة»، بالإضافة إلى «وضع الظروف التي ستمنع منح مأوى» لعناصرها في أفغانستان وعلى حدود باكستان. وسعى بترايوس إلى وضع التطورات في أفغانستان في إطار واضح، قائلا: «لن تكون هذه الأهداف سهلة.. وستصعب الأمور ويتصاعد العنف قبل أن يتحسن، وخصوصا في فصل الربيع».

وأشار بترايوس إلى العراق مرات عدة، أمس، قائلا إن الأوضاع في أفغانستان «أصعب في بعض النواحي من العراق، ولكن الأوضاع في أفغانستان ليست أكثر يأسا من الأوضاع في العراق، عندما توليت القيادة فيه في فبراير (شباط) 2007». ولفت إلى أن مستويات العنف في العراق كانت أعلى من مستويات العنف في أفغانستان الآن، ولكن كان من الممكن أن تتقدم القوات الأميركية في تقليلها نسبيا. ولفت بترايوس إلى السفير الأميركي السابق في العراق، ريان كروكر، قائلا: «مثلما كان السفير كروكر يقول عن العراق، كل شيء في أفغانستان صعب، وإنه صعب طوال الوقت».

ومن جهة أخرى، أشار بترايوس في شهادته إلى الدور الإيراني في أفغانستان، قائلا إن طهران تلعب «دورا مختلطا» في البلاد. وشرح أن «إيران تساعد من جهة في بعض جهود التنمية، بينما تدعم المتمردين جزئيا». ولفت إلى أن إيران تقدم دعما إلى المسلحين في أفغانستان «ولكن ليس على نفس مستوى الدعم الذي رأيناه للمسلحين في العراق». وقلل بترايوس من أهمية هذا الدعم في أفغانستان، ولكن إشارته إليه كانت ضمن تشديده على أهمية الانتباه إلى هذه القضية ضمن النظرة الإقليمية إلى أفغانستان.

وخصص بترايوس جزءا كبيرا من خطابه على أهمية مكافحة الفساد في الحكومة الأفغانية التي قال إنها «تهدر شرعية الحكومة». وكان نائب وزير الخارجية، جيكوب لو، يدلي بشهادته أمام اللجنة نفسها، وكرر فيها عزم الحكومة الأميركية مواجهة هذه الظاهرة. وقال السفير الأميركي في كابل، كارل ايكنبري، إن «من بين أكبر العقبات أمامنا فقدان حكومة (الرئيس الأفغاني حميد) كرزاي»، مضيفا أن الولايات المتحدة ستزيد من عدد «المستشارين» الأميركيين في الوزارات الأفغانية على عمل مكافحة هذه الظاهرة.