أوباما يعتزم الرد على منتقدي تسلمه «نوبل» خلال خطابه بالمناسبة اليوم

استياء وسط النرويجيين لقصر زيارة الرئيس الأميركي لبلدهم خلال تسلمه الجائزة

مسؤولو أمن نرويجيون وأميركيون يحملون، أمس، زجاجا مضادا للرصاص لوضعه في سقف الفندق الذي سيقيم فيه الرئيس أوباما في أوسلو، خلال فترة وجوده لتسلم جائزة نوبل للسلام (أ.ب)
TT

غادر الرئيس الأميركي باراك أوباما واشنطن مساء أمس باتجاه العاصمة النرويجية أوسلو لتسلم جائزة «نوبل» للسلام مساء اليوم، وسط تساؤلات حول ما إذا كان منح هذه الجائزة مناسبا لرئيس قرر إرسال 30 ألف جندي إضافي لمواجهة مقاتلي طالبان في أفغانستان. وبدا أن الرئيس أوباما تفطن لهذا الجدل الصادر خاصة من الأوساط اليسارية، وسيتعمد طرق هذا الأمر في خطابه مساء اليوم.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن أوباما سيتطرق إلى أفغانستان، وقراره بإرسال مزيد من القوات هناك. وأضاف «الرئيس سيواجه مباشرة تساؤلات الكثيرين حول تزامن (منحه) جائزة السلام والتزامها مع إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان». وفي رده على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول تسلم أوباما جائزة «سلام» وهو «رئيس حرب»، قال غيبس «هذا بالضبط، ما سيتطرق إليه أوباما عند تسلمه الجائزة».

من جانبه، أجاب مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيم جونز على سؤال مشابه في مؤتمر صحافي يوم الجمعة الماضي، قائلا إن جهود أوباما في أفغانستان «تسعى في نهاية المطاف لتحقيق السلام». ومن المرتقب أن تكون هذه من بين الملاحظات التي سيدلي بها أوباما خلال إلقاء خطابه اليوم. ومن المرتقب أن يحضر حفل تسليم أوباما جائزة نوبل العاهل النرويجي وكبار المسؤولين النرويجيين ومجلس منح الجائزة، بالإضافة إلى زوجة أوباما ميشيل التي ترافقه إلى أوسلو.

ويذكر أنه عند الإعلان عن منحه جائزة السلام، التي تشمل نحو مليون دولار إضافة إلى ميدالية السلام، أعلن أوباما عزمه التبرع بالمبلغ لمجموعة من المنظمات الخيرية. وحتى يوم أمس، لم يعلن البيت الأبيض، اسم المنظمات التي ستحصل على جزء من الجائزة. وهناك بعض الجمهوريين الذين يقولون إن على أوباما أن يسلم الأموال إلى الحكومة الأميركية بدلا من اختيار الجهة التي ستحصل عليها، ولكن لم يتم حسم وجهة الأموال بعد.

ومع تسلمه الجائزة في أوسلو، يراقب البيت الأبيض رد فعل الشعب الأميركي لهذه الجائزة، بالإضافة إلى شعبية أوباما. وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة «كوينيبياك» أن 26% فقط من الأميركيين يعتبرون أن أوباما يستحق الجائزة، و8% فقط من الجمهوريين يتفقون مع منحه الجائزة. ويأتي ذلك وسط تراجع عام لشعبية أوباما التي وصلت إلى 48%، إلا أن نسبة المؤيدين لخوضه الحرب في أفغانستان وإرساله مزيدا من القوات هناك ارتفعت لتصل إلى 60%.

ويبدو أن الأميركيين ليسوا وحدهم غير الراضين عن أوباما، إذ إن استطلاعا للرأي أجري في النرويج أظهر أن معظم النرويجيين يعتبرون قرار أوباما اختصار زيارته إلى بلدهم «قلة تهذيب». وكان أوباما، الفائز غير المتوقع بجائزة نوبل للسلام التي سيتسلمها اليوم، قد قرر قصر مشاركته في المناسبات المقررة بهذه المناسبة على الحد الأدنى. وفي هذا الإطار اعتذر الرئيس أوباما، الذي يواجه حربين في العراق وأفغانستان وتبعات أزمة اقتصادية في بلاده، عن عدم تلبية دعوة للغداء مع ملك النرويج، وعن عدم عقد مؤتمر صحافي والمشاركة في حفل نوبل الموسيقي. ونشرت صحيفة «فيردنس غانغ» النرويجية نتائج استطلاع قامت به مؤسسة «اينفاكت» أوضح أن 44% من الألف الذين شملهم الاستطلاع رأوا أنه «قلة تهذيب» من قبل أوباما عدم تناول الغداء مع العاهل النرويجي في مقابل 34% كان لهم رأي معاكس. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بنيامين أندريه لارسن، زعيم منظمة «فريدزينيشياتيفيت» التي دعت إلى مظاهرة يتوقع أن يشارك فيها خمسة آلاف شخص مع زيارة أوباما قوله «نعتبر أن أوباما حصل على الجائزة قبل الأوان، ولكن بما أنه حصل عليها الآن فعليه أن يبرهن أنه أهل لها». وأكدت شرطة أوسلو أنها ستبذل ما في وسعها من أجل تمكين كل أصحاب الآراء من التعبير عن أنفسهم على مرأى من أوباما، لكنها أعدت ألفين من عناصرها، بينهم قناصة ووحدات من النخبة، لضمان أمن الرئيس الأميركي.

ورصدت الحكومة النرويجية موازنة استثنائية قدرها 92 مليون كورون (10.9 مليون يورو) للانتشار الأمني خلال زيارة أوباما، أي ما يوازي 11 ضعف قيمة الجائزة التي سيتسلمها الرئيس الأميركي بالإضافة إلى شهادة وميدالية.

ومن جهة أخرى، كان من المرتقب أن يتوجه أوباما إلى كوبنهاغن لحضور قمة مكافحة التغير المناخي بعد حضوره حفل جائزة نوبل، إلا أنه قرر تأجيل تلك الزيارة إلى ختام القمة في 18 ديسمبر (كانون الثاني) الحالي.