الكويت: 30 نائبا يدعمون رئيس الحكومة ردا على طلب المعارضة عدم إمكان التعاون معه

الوزير البصيري: حكومة دولة الكويت سطرت تاريخا يقتدى به في دول العالم كافة

النائب الكويتي مسلم البراك يتحدث للاعلام أول من أمس بعد جلسة البرلمان (أ. ف. ب)
TT

انحسرت أمس أجواء التصعيد السياسي التي خيمت على الكويت بعد تقديم نواب في البرلمان طلبا بعدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد على خلفية استجوابه من النائب فيصل المسلم، أول من أمس.

وأكد رئيس البرلمان الكويتي جاسم الخرافي أن هناك 30 نائبا (من أصل 50 نائبا يتألف منهم البرلمان) يدعمون رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد في مواجهة عشرة نواب تقدموا بطلب عدم التعاون معه، وهو ما يعني أن الأكثرية في صف رئيس الحكومة، وهي التي ستبرز في جلسة 16 ديسمبر (كانون الأول) وهو موعد التصويت على الطلب الذي بين أنه «سينتهي لصالح رئيس الوزراء».

وكان البرلمان الكويتي قد شهد يوم أول من أمس أطول جلسة في تاريخه، حيث شهدت مناقشة 4 استجوابات، انتهت بطلب عدم تعاون مع رئيس الحكومة وحجب الثقة عن وزير الداخلية، فيما انقضى الاستجوابان الآخران بمجرد مناقشة وزيري الدفاع والأشغال.

ومن جانبه أشاد رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي أمس برقي مناقشة استجواب النائب فيصل المسلم لرئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، كما أشيد بالحوار الراقي الذي ساد الاستجواب، وبالروح العالية والطيبة لرئيس الوزراء والتواضع الجم والحرص الشديد على الشفافية في الإجابة عن محاور الاستجواب.

وتمنى الخرافي أن يتم الانتهاء من الاستجوابات والتصويت على الطلبات المتعلقة بها، «لنركز على الأولويات، وأن نعي جميعا أن المواطن الآن أصبح ينتظر إنجازات مجلس الأمة لا سيما المواضيع التي تمسه بما يعزز التنمية في بلدنا العزيز؛ الكويت».

ومن جهته، أشار وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة محمد البصيري إلى أن حكومة دولة الكويت سطرت بمواجهتها الاستجوابات الأربعة تاريخا يقتدى به في دول العالم كافة، فدولة الكويت صغيرة في حجمها، كبيرة بشعبها وديمقراطيتها وتكاتفها وتعاون سلطتيها التشريعية والتنفيذية وتعاملهما وفقا للأطر الدستورية والقانونية.

وعبر البصيري عن تفاؤل الحكومة بعدم حصول طلب عدم إمكان التعاون مع رئيس الوزراء على العدد المطلوب لإقراره، كما أن الحكومة ستدخل كاملة جلسة 16 ديسمبر بكل ثقة واعتزاز، لنكمل هذا اليوم الديمقراطي والعمل بالأسس الدستورية التي وعدْنا بها المواطن الكويتي والعالم بكامله.

وعن وجود أغلبية نيابية تؤيد رئيس الحكومة، قال البصيري إن «هذا بحد ذاته صك نجاح ساحق للرئيس، ونحييه على هذا الصك الذي سطر اليوم، ويعتبر سابقة تاريخية في كثير من دول العالم الثالث، حيث اعتلى رئيس وزراء دولة نامية المنصة، وفند ما وجه إليه من استجواب وفق الأطر الدستورية والقانونية، وهذا يدعو أهل الكويت للاحتفال بما حصل عليه رئيس مجلس الوزراء وما تم سواء من قبل النواب المستجوبين أو الوزراء المستجوبين».

إلا أن النائب المعارض مسلم البراك، أحد مقدمي طلب عدم التعاون مع رئيس الحكومة، أكد في بيان له أن وجود 30 نائبا في البرلمان يدعمون رئيس الحكومة، لا يلغي وجود طلب عدم إمكان التعاون معه، كما أن الطلب فيه رسالة يجب أن يقرأها رئيس الحكومة جيدا».

يذكر أن البرلمان الكويتي شهد أول من أمس جلسة ماراثونية امتدت 20 ساعة نوقشت خلالها 4 استجوابات، بدأت في العاشرة صباحا باستجواب رئيس الحكومة قدمه النائب فيصل المسلم، وتمت مناقشته في جلسة سرية، وانتهى في الرابعة عصرا بتقديم 10 نواب طلب عدم إمكان التعاون مع رئيس الوزراء، والذي يعادل دستوريا طلبا بحجب الثقة عنه، ثم بدأ استجوب النائب مبارك الوعلان لوزير الأشغال فاضل صفر حول تجاوزات إدارية ومالية في وزارته، في الخامسة مساء، وتم نقاشه في جلسة علنية، وانتهى اكتفاء بالمناقشة، أما الاستجواب الثالث فكان في العاشرة مساء لوزير الداخلية الشيخ جابر الخالد من النائب مسلم البراك، حول تقديمه معلومات مضللة للنواب على خلفية قضية مرتبطة بالمال العام، وانتهى بتقديم عشرة نواب طلبا لحجب الثقة عنه، قرر البرلمان التصويت عليه الأربعاء المقبل 17 ديسمبر، رغم أن الوزير أبدى استعداده للمثول أمام لجنة تحقيق وزارية للتحقيق بموضوع الاستجواب، ليبدأ عند الساعة الثانية صباحا استجواب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك من قبل النائب ضيف الله بو رمية، وذلك في جلسة سرية، والذي رد خلالها على الاتهامات بعدم تعاون الوزارة مع ديوان المحاسبة ووجود مخالفات في مشاريع للجيش ومسؤوليته عن أخطاء أدت إلى حدوث انفجار في ميدان تدريب تابع للجيش، وانتهى الاستجواب بالمناقشة عند الرابعة والنصف فجرا.