وزير الإعلام المغربي: أمينتو حيدر تعرف الطريق الذي يؤدي إلى المغرب

قال إنها مطالبة بالاعتراف بذنبها والاعتذار عن إهانتها لرموز البلاد

TT

قال خالد الناصري، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق باسم الحكومة المغربية، إن الصحراوية أمينتو حيدر، التي تخوض إضرابا عن الطعام في مطار لانثاروتي بجزر الكناري الإسبانية، مطالبة بالاعتذار عن إهانتها لرموز البلاد، حتى يسمح لها بالعودة إلى المغرب.

وأوضح الناصري، الذي كان يتحدث في لقاء صحافي عقد أمس بالرباط، أن حيدر «تعرف الطريق الذي يؤدي إلى المغرب، وهو الاعتراف بذنبها، والاعتذار عن إهانتها لرموز البلاد».

وأضاف أن «العملية البهلوانية» التي تقوم بها، لم ولن تأتي أكلها، لأنه لا يمكن الاستمرار في المناورة والخداع، مشددا على أنه لا بد للحقيقة أن تنكشف في نهاية المطاف.

وبخصوص ردود الأفعال التي خلفها تصرفها على المستوى الدولي، أضاف الوزير المغربي أن حيدر هي التي تخلت عن جواز سفرها، وتنكرت لجنسيتها، مبرزا أنه يتعين على العالم أن يتذكر أن هناك آلاف المحتجزين المغاربة بمخيمات تندوف (جنوب غربي الجزائر) تمنعهم السلطات الجزائرية من العودة إلى بلدهم المغرب.

وشدد الناصري على أنه يتم تسجيل خروقات يومية وممنهجة لحقوق الإنسان في تلك المخيمات، مضيفا أنه حان الوقت لأن ينتبه العالم إلى المآسي التي يعانيها هؤلاء المحتجزون، وما يترتب على ذلك من عرقلة للبناء المغاربي.

إلى ذلك، تحول الخلاف بين الرباط ومدريد بشأن الناشطة الصحراوية المضربة عن الطعام إلى أكبر اختبار حتى الآن لشهر عسل دبلوماسي أسفر عن تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والهجرة غير الشرعية والتجارة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» أمس.

وقال محللون إن هناك مبالغة في الحديث عن ضرر دائم في العلاقات بين البلدين بسبب قضية حيدر.

وتكتفي أمينتو بشرب الماء المحلى بالسكر فقط منذ 25 يوما، بعدما أبعدتها السلطات المغربية عن الصحراء بعد رحلة لها إلى الخارج، ووضعتها على متن طائرة متوجهة إلى جزيرة لانثاروتي في جزر الكناري الإسبانية.

وناشدت الحكومة الإسبانية المحرجة في مدريد حيدر من أجل إنهاء الإضراب، كما دعت المغرب إلى السماح لها بالعودة إليه. ويرفض المغرب عودة حيدر ما لم تقسم يمين الولاء للعاهل المغربي الملك محمد السادس.

يذكر أن العلاقات التي كثيرا ما كانت شائكة بين إسبانيا وجارتها الجنوبية تحسنت منذ تولي رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو السلطة عام 2004. وجعل ثاباتيرو سياسته الخارجية أقرب إلى سياسة فرنسا الحليف القوي للمغرب.

وعاد تحسن العلاقات بالفائدة على البلدين. وتتطلع الشركات الإسبانية التي تعاني من ركود للاستفادة من القاعدة الصناعية الرخيصة في المغرب لتقليل التكاليف، بينما يحتاج المغرب لجذب الاستثمارات حتى يكافح الفقر.

وقدم المغرب أدلة، واعتقل مشتبها بهم، بعد تفجيرات القطارات في مدريد، والتي قتل فيها 191 شخصا عام 2004. وأدى تعزيز التعاون الأمني على الحدود إلى الحد من تهريب المخدرات وتقليل عدد المهاجرين الأفارقة الفقراء الذين يعبرون إلى أوروبا بطريقة غير شرعية.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «ال باييس» الإسبانية أول من أمس أن طبيبا فحص الناشطة الصحراوية مطلع الاسبوع الحالي، وأعلن أن حياتها ليست في خطر، وأن الأعضاء الحيوية في جسدها تعمل على ما يرام. وأضافت أن الطبيب يستبعد حتى الآن نقلها إلى المستشفى.

ويشير رفض المغرب عودة حيدر إلى شعوره بأنه قوي ما يكفي ـ كما تقول وكالة «رويترز» ـ لاختبار أعصاب واحدة من أقرب الحلفاء له. وسمح المغرب لحيدر وغيرها من مساندي انفصال الصحراء بالسفر إلى الخارج في الأعوام الأخيرة. لكن الملك محمد السادس غير هذه السياسة الشهر الماضي،عندما دعا لخطوات ضد الخونة الذين يهددون سلامة الأراضي المغربية.

وقال جيوف بورتر، من مجموعة أوراسيا «لست متأكدا من أن إضراب أمينتو حيدر عن الطعام سيكون له تأثير كبير على الإطلاق. ففي نهاية الأمر يفضل المجتمع الدولي أن تكون الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية بدلا من أن تكون دولة مستقلة بين المحيط والصحراء».