صنعاء: 60 مسلحا حوثيا و30 متعاونة معهم سلموا أنفسهم

السلطات اليمنية تعلن اعتقال عنصرين من القاعدة في مأرب

صورة وزعها الجيش اليمني أمس لجندي خلال معارك في صعدة مع الحوثيين (إ.ب.أ)
TT

اعتقلت قوات الأمن اليمنية مساء أمس في مدينة مأرب بشرقي البلاد عنصرين يُعتقد أنهما ينتميان إلى تنظيم القاعدة، وذلك قبل أن تشتبك مع عناصر مسلحة من القاعدة في شرقي المدينة، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية أن الاشتباكات اندلعت بين قوة أمنية بعد إطلاق المسلحين النار على طقم أمني في المدينة وإعطابه بالقرب من مبنى المجمع الحكومي الذي يضم مكاتب المحافظ وفروع الوزارات والأجهزة التنفيذية في المحافظة، وقالت مصادر أمنية يمنية إن الشخصين المقبوض عليهما من العناصر المطلوبة أمنيا التي كانت تتم ملاحقتها منذ فترة. ويعتقد أن تنظيم القاعدة المصنف بالإرهابي دوليا، ينشط ومنذ فترة ليست بالوجيزة في المحافظات الشرقية اليمنية: مأرب والجوف ومأرب، وسبق للرئيس اليمني أن زار تلك المنطقة قبل أشهر وطالب زعماء القبائل هناك بالتعاون في الحرب على الإرهاب وعدم إيواء عناصر القاعدة، في تلك المحافظات التي تحتفظ في باطنها بثروة كبيرة من النفط والغاز. على صعيد التطورات في مدينة صعدة القديمة، قالت مصادر أمنية إن أكثر من 60 مسلحا حوثيا و30 امرأة من المتعاونات معهم، سلموا أنفسهم إلى القوات الحكومية منذ بدء العملية العسكرية الواسعة في المدينة القديمة قبل خمسة أيام، وتواصل قوات يمنية مشتركة تنفيذ عملية عسكرية واسعة في مدينة صعدة القديمة لتطهيرها من المسلحين الحوثيين الذين يتمركزون داخل الأحياء القديمة من المدينة والتي لا تستطيع الآليات العسكرية الدخول إليها نظرا إلى ضيق طرق تلك الأحياء، وقالت مصادر محلية في المدينة إن العشرات من الجانبين سقطوا بين قتيل وجريح في اليوم الرابع للعملية التي تنفذها قوات من الحرس الجمهوري ومكافحة الإرهاب.

من جانب آخر، يتواصل العصيان المدني في مدينة زنجبار بمحافظة أبين الجنوبية والذي بدأ الثلاثاء الماضي، والذي دعا إليه الشيخ طارق الفضلي، القيادي السابق في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، والجهادي السابق في أفغانستان، في حين شهد باقي المحافظات هدوءا نسبيا بعد تظاهرات في عدة محافظات واشتباكات في مدينة الحوطة بمحافظة لحج.

فقد شهدت عدة محافظات وبلدات جنوبية اليومين الماضيين مسيرات وتظاهرات لقوى ما يُعرف بـ«الحراك الجنوبي السلمي»، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح عشرات المعتقلين في سجون السلطات على خلفية مشاركتهم في فعاليات وأنشطة الحراك، وتراجعت قوى وفصائل الحراك الجنوبي عن قرار اتخذته بتصعيد فعالياتها السلمية وذلك بالدعوة إلى عصيان مدني في المحافظات الجنوبية، وأقرت إقامة مسيرات في المحافظات الجنوبية كافة كل يوم خميس، غير أن الشيخ طارق الفضلي الذي يقود الحراك في محافظة أبين ويحتمي بالعشرات من المسلحين من أتباعه، تمكن من إنجاح العصيان المدني في مدينة زنجبار، مركز المحافظة، منذ الثلاثاء الماضي.

وعاد الهدوء إلى مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج، بعد أربعة أيام من التظاهرات وأعمال الشغب والاشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن، جرى خلالها إحراق ثلاثة محال تجارية وسط المدينة، في حين أكد شهود عيان أن سبعة مواطنين سقطوا جرحى برصاص رجال الأمن في أثناء قمع تظاهرات اليومين الماضيين، وبدأت أحداث الحوطة بتظاهرات لسائقي الموتوسيكلات الذين يشكون المضايقة الحكومية لهم في عملهم، حيث تُستخدم الدراجات النارية في كثير من المناطق اليمنية وسيلة نقل في المدن، خصوصا في ظل الظروف المعيشية الصعبة، غير أنه بُعيد قمع السلطات الأمنية لتلك التظاهرات فقد توسعت بعد انضمام قوى الحراك الجنوبي إلى المتظاهرين وتحولت إلى أعمال شغب.

وأعلنت أجهزة الأمن في محافظة لحج اعتقال قرابة 40 شخصا من المشاركين في تلك التظاهرات وقالت إنهم سيحالون إلى القضاء، مشيرة إلى أن من وصفتهم بـ«العناصر الخارجة عن القانون التابعة للحراك التخريبي»، قامت بأعمال شغب في شوارع وأحياء مدينة الحوطة محافظة لحج، وأقدمت على «افتعال أعمال الشغب والتخريب وذلك بتشكيل مجامع تخريبية قامت بإحراق الإطارات ومواجهة أطقم الأمن وإطلاق الرصاص وإلقاء الحجارة من الأزقة على المارة في الشوارع العامة والمحلات الخاصة تسببت في إصابة عدد من المواطنين»، ونشرت السلطات أسماء من قالت إنهم أبرز من قاموا بأعمال الشغب.