السودان: قيادات من حزب المؤتمر الوطني الحاكم في ولاية كردفان تنضم إلى التمرد

قيادي منشق لـ«الشرق الاوسط»: كنا نعاني من المرارات والتهميش * اغتيال نائب في دارفور

TT

أعلنت قيادات رفيعة في المؤتمر الوطني الحاكم، من ولاية شمال كردفان انسلاخها من الحزب، وانضمامها إلى حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور، وعبرت عن قناعتها لحمل السلاح لتغيير النظام في الخرطوم، وعزت خطوتها تلك، بسبب ما أسمته بالمرارات والتهميش داخل الحزب الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير. ورحبت الحركة المتمردة بالمنضمين الجدد الذين أدوا قسم الولاء أمام رئيس الحركة المتمردة، قبل يومين. في وقت أعلن فيه مسؤول في الشرطة السودانية أن نائبا من حزب المؤتمر الوطني الحاكم قتل بالرصاص أمس، في إقليم دارفور. وأبلغ أحمد وادي، وهو أحد المنشقين، وكان يشغل منصب نائب رئيس المجلس التشريعي لولاية شمال كردفان أحمد وادي «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من إحدى المناطق التي تسيطر عليها حركة العدل والمساواة في دارفور، أن مجموعة كبيرة من أبناء كردفان ظلوا طوال فترة العشرين عاماً من حكم الإنقاذ يعملون في خدمة الحزب الحاكم. وقال إن «التفكير للانسلاخ من المؤتمر الوطني بدأ منذ فترة بعد قناعة منهم أن العمل السلمي أصبح غير ذي جدوى»، وأضاف «تشاورنا في الداخل ثم اتجهنا إلى القاهرة وشكلنا التنظيم وكان الرأي اللحاق بحركة العدل والمساواة»، مشيراً إلى أن تنظيمه أصبح تحت مسمى حركة العدل والمساواة قطاع كردفان، وقال إن «الآلاف انضموا إلى الحركة وتوجهوا إلى الميدان من أجل نصرة أهل السودان والهامش»، نافياً وجود تنسيق مع آخرين انشقوا من المؤتمر الوطني في منطقة الجزيرة الشهر الماضي وأعلنوا تنظيما جديداً. وتوقع أن يخرج الكثيرون من حزب البشير لأنهم تجرعوا المرارات، على حد تعبيره، وقال «الوعي السياسي في السودان أصبح متزايداً ولن يبقى وقت للآخرين من الانتظار في حزب البشير الذي يحكم السودان من جزء صغير في البلاد». وحول بقائه طوال العشرين عاماً في حزب المؤتمر الوطني ومشاركته في الحكم، قال وادي «صحيح أننا كنا من الذين بنوا الحزب والإنقاذ طوبة طوبة ولا ننكر ذلك.. لكننا اكتشفنا أن هذا الحزب ليس لديه نوايا في إرضاء أهل كردفان»، وأضاف «لقد تأخرنا في اتخاذ هذا القرار، لكننا اتخذناه الآن لنعمل من أجل استرداد حقوق شعبنا في كردفان». وأقر بتصديه لحركات تمرد سابقة في الإقليم عندما كان ضمن الحكومة وأنه ليس نادماً على ذلك. وقال إن السبب في تصديهم لحركات التمرد في كردفان خلال الفترة الماضية ناجم عن قناعتهم ودعمهم لنظام المؤتمر الوطني. وأضاف «كل ما يحدث تمرد في كردفان كنا نتصدى له ونجهضه لإعطاء الفرصة للقيادة لكي تلتفت إلى قضايا المنطقة». وتابع «لسنا نادمون على تلك الفترة التي قضيناها في المؤتمر الوطني ولا على المحاولات التي أجهضنا فيها حركات متمردة، ولكن الآن نمد أيدينا لكل أبناء كردفان للعمل معاً»، نافياً أنه خرج عن المؤتمر الوطني بسبب قرب الانتخابات واحتمال ألا يتم ترشيحه فيها، وقال إن لديه قواعد كبيرة وظل يشغل منصب نائب رئيس المجلس التشريعي في شمال كردفان وليسوا جزءاً من أي صراعات قبلية، مشيراً إلى قيادات من المؤتمر الوطني أجرت معهم اتصالات قبل 45 يوماً، «لكننا رفضنا تلك الاتصالات ولم نعرها اهتماماً». وقال وادي إنه لا يعترف باتفاق السلام في جنوب كردفان باعتبار أن اتفاقية السلام الشامل عملت على تجزئة الحلول، وأضاف أن أكبر أخطاء المؤتمر الوطني تصميم اتفاق خاص للمناطق الثلاث في النيل الأزرق، وجنوب كردفان وأبيي، وتابع «نحن نعتبرها ضمن حدود كردفان التي كانت عند استقلال السودان عام 1956 ونحن ضد التجزئة». وأعلنت حركة العدل المساواة أن رئيس الحزب القومي السر جبريل تية عبد القادر وغالبية حزبه من جبال النوبة انضمامه إلى الحركة إلى جانب قيادات من المؤتمر الوطني وضباط سابقين في الجيش وحركتي تحرير السودان فصيل الوحدة ومني اركو مناوي بينهم المستشار السياسي للحركة، ورحبت بهم خلال احتفال أداء القسم للحركة بحضور رئيسها خليل إبراهيم.

إلى ذلك أعلن مسؤول في الشرطة السودانية أن نائبا من حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قتل بالرصاص أمس في إقليم دارفور بغرب السودان. وأوضح هذا المسؤول أن مسلحين مجهولين هاجموا بالقرب من نيالا، كبرى مدن إقليم جنوب دارفور، السيارة التي كانت تقل النائب حسن تاج الدين حسن الحلو. وقال إن «المسلحين طلبوا من سائق السيارة التوقف وفتحوا النار وقتلوا النائب واثنين آخرين من ركاب السيارة» ولكنه لم يعط إيضاحات إضافية.