مبارك في باريس الأحد ومباحثاته مع ساركوزي تشمل تفعيل الاتحاد المتوسطي

باريس تعيد 5 قطع أثرية للقاهرة

TT

أعدت باريس برنامجا حافلا مكثفا للرئيس المصري حسني مبارك الذي يصل غدا الأحد إلى فرنسا في زيارة عمل تدوم حتى يوم الثلاثاء.

ويستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره المصري خلال زيارته ويقيم له حفل غداء لاستكمال البحث في ملفات العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية وعلى رأسها موضوع السلام في الشرق الأوسط والأفكار الفرنسية في هذا الصدد، فضلا عن موضوع معاودة إطلاق «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي يترأسه ساركوزي ومبارك معا. وتوقعت مصادر دبلوماسية في باريس أن يتطرق الاجتماع إلى الملف الإيراني.

يأتي الاجتماع بعد سلسلة من اللقاءات والمشاورات عالية المستوى التي أجراها الرئيس الفرنسي مع الرئيسين السوري والعراقي ومع الملك الأردني وكذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي فضلا عن تواصل مستمر مع الرئيس الفلسطيني. كذلك يعقب اللقاء البيان المهم الذي صدر عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبل أيام حول اعتبار القدس عاصمة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. يستقبل مبارك رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون ووزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد ووزير الخارجية برنار كوشنير. ويرافق مبارك وزراء الخارجية والاقتصاد والتجارة واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات كما يلحق به في باريس وزير الإعلام.

وقالت مصادر فرنسية دبلوماسية أمس، إن باريس والقاهرة «ترغبان في العمل معا» بخصوص الموضوعات الإقليمية والدولية.

وبمناسبة الزيارة، ستعيد فرنسا إلى القاهرة قطعا أثرية حصل عليها متحف «اللوفر» سابقا بشكل غير مشروع. وأخذت هذه القطع من وادي الملوك. وكانت قد أدت سابقا إلى نوع من السجال بين باريس والقاهرة. وعلم في باريس أن الرئيس ساركوزي سيسلم رمزيا قطعة من القطع الخمسة للرئيس المصري في قصر الإليزيه عقب الغداء.

وتوقعت المصادر الدبلوماسية أن يتناول مبارك وساركوزي موضوع إعادة تفعيل الاتحاد من أجل المتوسط، خاصة أن القمة المتوسطية الثانية حددت في شهر يونيو (حزيران) المقبل في برشلونة. وقبل أيام، عقد في باريس اجتماع تنسيقي فرنسي ـ مصري ـ إسباني على مستوى وزراء الخارجية لدراسة كيفية إكمال تعيين كوادر الاتحاد، وتحديدا أمينه العام والأمناء العامّون المساعدون.

أما في موضوع سلام الشرق الأوسط، فإن الموقف الفرنسي يقوم على أهمية العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات من غير انتظار التزام إسرائيل بتجميد كامل للنشاطات الاستيطانية بما فيها في القدس الشرقية، وهو الأمر الذي لا يقبل به الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وترى باريس «ضرورة البناء» على ما تحقق حتى الآن من تجميد إسرائيلي جزئي للاستيطان. ولا يبدو الموقف المصري بعيدا عن الموقف الفرنسي، علما أن الجانبين يطالبان بأن تكون المفاوضات من أجل الحل النهائي ومحددة زمنيا ومحكومة بالتوصل إلى اتفاق حول الدولة الفلسطينية.

بموازاة ذلك، ما زال الرئيس ساركوزي متمسكا بطرح مشروع مؤتمر للسلام يعقد في باريس. غير أن تفاصيل مثل هذا المؤتمر لم تعرف بعد، كذلك لم يعرف بدقة موقف الأطراف التي يمكن أن تدعى إليه. وتفضل باريس دعوة الأطراف العربية وإسرائيل مع تمثيل للولايات المتحدة الأميركية وروسيا والأمم المتحدة على مؤتمر موسع. ويعد هذا المؤتمر أحد ثلاثة مشاريع قيد التداول، ثانيها الدعوة إلى اجتماع في إطار الاتحاد من أجل المتوسط مع تمثيل دولي، أو مبادرة أوروبية للسلام لم تظهر صورتها بعد. وتريد فرنسا أن تركز الجهود اليوم من أجل إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تعتبره «الشريك الفلسطيني» للسلام، بقبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات.