سفير الجزائر قبيل مغادرته القاهرة: لم أستدع للتشاور وسأعود لعملي قريبا

TT

قال السفير الجزائري في القاهرة عبد القادر حجار لـ«الشرق الأوسط» أمس إن سفره إلى الجزائر ليس استدعاء من بلاده على خلفية مباراة الكرة التي جرت الشهر الماضي بين منتخبي البلدين في السودان، موضحا أن مغادرته العاصمة المصرية تأتي بشكل اعتيادي، في إجازة عائلية مدتها 10 أيام، وأكد: «سأعود لعملي قريبا ولم أستدع للتشاور». وقال إن العلاقات بين الرئيسين المصري حسني مبارك ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ممتازة وأخوية وحميمية.

وأثارت مغادرة السفير الجزائري بمصر، وهو أيضا مندوب بلاده الدائم لدى الجامعة العربية، تكهنات بشأن استمرار تداعيات تلك المباراة ـ التي تأهلت فيها الجزائر للمونديال بجنوب أفريقيا العام المقبل ـ على العلاقات بين البلدين، وذلك بعد نحو أسبوعين من استدعاء مصر لسفيرها بالجزائر للتشاور حول مزاعم عن اعتداءات تعرض لها مصريون على أيدي مناصرين للفريق الجزائري، في كل من الجزائر والخرطوم. ويتولى حجار منصب سفير بلاده في القاهرة منذ نحو خمس سنوات. ووقع في محيط سفارته مظاهرات لمصريين تطالب بطرده من العاصمة المصرية. وواجه حجار عزلة دبلوماسية، وقالت مصادر جزائرية ومصرية لـ«الشرق الأوسط» إن السفير اعتاد مؤخرا تلقى شتائم وتهديدات عبر هاتفه المحمول من مصريين متعصبين.

وقال حجار إنه سيعود عقب هذه العطلة لمواصلة عمله في القاهرة، على الرغم مما وصفه بالأجواء السلبية. وأضاف أن مثل هذه الاتصالات لم تتوقف بل تتصاعد يوما بعد يوم، لافتا إلى أنه شكا لمسؤولين في الأمن المصري من خطورة ما يحدث. وأقام أحد المحامين المصريين دعوى قضائية أمام محكمة جنوب القاهرة، ضد حجار، مطالبا بتعويض قدره 100 مليون دولار، عما سماه المحامي «خسائر فادحة لحقت بالاستثمارات المصرية بالجزائر». ولوحظ تراجع الحملات الإعلامية بين البلدين في الأيام الأخيرة، وكذا تراجع التعزيزات الأمنية التي كانت تحيط بالسفارة الجزائرية التي يقع في محيطها أيضا منزل السفير حجار، في ضاحية الزمالك. وقال مسؤول أمني مصري في المكان: «يبدو أن الأمور بدأت تعود إلى وضعها الطبيعي، لدينا تعليمات بتخفيف الوجود الأمني المكثف بدرجة أقل مما كان عليه الحال قبل بضعة أيام».

وكان الرئيس مبارك أعلن مؤخرا خلال افتتاحه مشروعات محلية، رفضه وجود مشكلات مع الجزائر بوصفها دولة عربية شقيقة، معتبرا أن عمق العلاقات بين البلدين لا تهزه بعض الأحداث العارضة.