السعوديون يفتحون قلوبهم احتفاء بعودة ولي العهد

الأمير سلطان.. حضور مميز في الميادين السياسية والاجتماعية والعسكرية.. والبعد الإنساني يمثل جانبا أساسيا فيه

TT

امتزج حب السعوديين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز مع حب الوطن، نظير ما قدماه وما يقدمانه من خدمات ومنجزات لصالح البلاد وأهلها، وهو ما جعل السعودية تتبوأ مكانا مرموقا على خارطة العالم، مسجلة منجزا تنمويا فريدا.

وأكدت عودة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لبلاده، بعد رحلة علاجية طويلة وناجحة، على أن ولي العهد رجل دولة من طراز فريد، لما يتمتع به من حنكة الساسة الكبار، وما يحمله من تجربة مثالية ثرية امتدت لأكثر من ستة عقود، ظهرت واضحة في الكثير من الميادين السياسية والاجتماعية والعسكرية، يمثل البعد الإنساني جانبا أساسيا فيها، إضافة إلى مساهمته الفاعلة واللافتة في تحقيق منجزات وطنية وإقليمية وعالمية.

وعكست الأفراح التي أبداها الجميع بعودة ولي العهد إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية قضاها خارج بلاده وتكللت بالنجاح، رافقه ولازمه فيها الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وعاد منها ولي العهد سليما معافى، أن للأمير مكانة عالمية وإقليمية ومحلية نظرا لشخصيته الديناميكية وحضوره المميز في كل المجالات.

وفتح السعوديون قلوبهم للاحتفاء بعودة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرض الوطن، بعد رحلة علاجية طويلة، وبلغت مشاعر الفرح ذروتها في مختلف المدن والمحافظات والقرى السعودية التي لبست أبهى حللها وزينت شوارعها بصور خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ترقبا لوصول الأمير سلطان إلى البلاد سليما معافى.

وأظهر المواطنون والمقيمون سعادتهم بعودة ولي العهد، ووضع الكثير منهم على صدورهم صور الأمير سلطان مذيلينها بعبارات تعبر عن محبتهم لأمير الإنسانية («سلطان في قلوبنا»، «نترقب بلهفة وشوق عودتك يا أبا خالد»، «حمدا لله على سلامتك»، «أبا خالد ننتظر عودتك»)، كما ألصقت صور الأمير سلطان على المركبات كتعبير عن المحبة التي يكنها الجميع لولي العهد وأكدتها هذه العودة الميمونة له إلى أرض الوطن.

وعبر أهالي الرياض عن احتفائهم بهذه المناسبة من خلال تقديم مقترح لإقامة مشروع لخدمة سكان العاصمة ومحافظاتها، والتأكيد أن يكون الاحتفاء بتقديم عمل ينفع الناس ويبقى، حيث قامت لجنة من الأهالي بمراجعة ومناقشة ما تم طرحه من أفكار ومشاريع، وانتهت إلى أن أفضل الخيارات هو تبني الاقتراح المتضمن إقامة مشروع تحت مسمى برنامج الأمير سلطان للطوارئ والخدمات الإسعافية.

وفي باقي مناطق ومحافظات السعودية بلغت الأفراح ذروتها للاحتفاء بهذه المناسبة الميمونة، وشكلت في هذه المناطق والمحافظات لجان اقترحت تبني أعمال إنسانية تزامنا مع هذه المناسبة السعيدة وأهميتها، حيث وجه أمراء المناطق والمحافظات لجانا استعرضت الخطط المقترحة للاحتفال بعودة الأمير إلى أرض الوطن وتوجيه هذه الفعاليات بما يخدم الأهالي والمقيمين، والاستغلال الأمثل للإمكانات والموارد، وإظهار فعاليات هذه المناسبة بأحسن صورها.

ويتمثل برنامج الأمير سلطان للطوارئ والخدمات الإسعافية في العاصمة الرياض بإقامة ثلاثة مشاريع إنسانية يتكامل بعضها مع بعض، وتقام بمدينة الرياض، وتسمى باسم الأمير سلطان، وهى مستشفى الأمير سلطان لعلاج الحالات الطارئة، وهو مرفق طبي يعمل على توفير مستوى علاجي متخصص من المستوى الأول لجميع أنواع الحالات الطارئة وبالأخص حالات الإصابة بمدينة الرياض والمحافظات التابعة لها في منطقة الرياض، وهو بذلك يعتبر الحلقة الأخيرة من الخدمات الإسعافية والتي تكتمل بها الخدمة المطلوبة. ويحتوي المستشفى على (180) سريرا، منها تسعة أسرة تخصص للحريق، وأخرى للعناية المركزة، إضافة إلى مراكز طبية إسعافية عاجلة، ومراكز رعاية صحية أولية باسم الأمير سلطان وهي عبارة عن خمسة عشر مركز إسعاف (طوارئ) مع خمسة عشر مركز رعاية صحية أولية في خمسة عشر موقعا بمدينة الرياض، وتستوعب المراكز الإسعافية 200 مريض يوميا. كما أن ميزة هذه المراكز أنها تقدم خدمة نقل أرضي وجوي وعلاج إسعاف في الوقت نفسه في مرافق معدة خصيصا لهذا الغرض تتيح الفرصة للمريض أن يتلقى علاجا سريريا لمدة محددة (أقل من 24 ساعة)، الأمر الذي يتناسب تماما مع الحالة التي تتطلبها طبيعة الحالات الطارئة، وسيسهم في إيجاد حلول جذرية لحاجة المرضى المصابين في مدينة الرياض فور تشغيله بإذن الله. بالإضافة إلى أن مراكز الرعاية الصحية الأولية ستستقبل الحالات المرضية التي ترد هذه المراكز ولا تتطلب حالتها التعامل معها كحالات إسعافية، كما يتضمن البرنامج إنشاء كلية الأمير سلطان العربية للعلوم الإسعافية، وهي مرفق تعليمي متخصص في مجال التأهيل والتدريب الطبي المتخصص في البرامج الإسعافية والسيطرة على الكوارث بجميع تخصصاتها، يهدف إلى تخريج وتأهيل (300 ـ 500) مسعف سنويا، وعدد من الدارسين بالدراسات العليا وبرامج التدريب المستمر. وكان افتقاد المملكة والعالم العربي للمؤسسات التعليمة المتخصصة في مجال علوم الإسعاف سببا رئيسيا للتفكير في هذا المشروع خاصة في ظل غياب برامج تأهيل إسعافية وطنية وحكومية تسمح باستقطاب وتأهيل الموظفين المطلوبين للعمل مع فريق الطوارئ. وفكرة المشروع غير مسبوقة في العالم العربي، والبديل لها يتوافر في بعض الكليات بالعالم الغربي.

«الشرق الأوسط» رصدت ملامح من شخصية الأمير سلطان الذي كان دوما في قلب السياسة السعودية وقبل ذلك في قلوب أبنائها، ونعترف بأن المهمة كبيرة في رصد هذه الشخصية المتميزة، ذلك أن الأمير سلطان له في كل شبر من هذه الأرض المباركة مكارم، وفي قلب كل مواطن له مساحة حب وولاء وتقديـر، وفي كل مسألـة له فيها رأي ثاقب وحل ناجع، وفي كل مناسبة يرعاها له حضور مميز، وكرمه الذي لا يتبعه منة أو أذى أمر لافت وملموس، فهو سلطان الخير وسلطان السعد وسلطان الوفاء ونصير الفقراء والمحتاجين، أبوابه مفتوحة وعطاياه كبيرة رغم كثرة الواردين، والكرم من شيمه منذ طفولته، فهو عطاء لا ينضب وصاحب أياد بيضاء بذلها بصمت من أجل رفعة وطنه والعرب والمسلمين، ونشر السلام والمحبة وروح التسامح في العالم، كما قاد حركة التحديث في القوات المسلحة السعودية وجعلها قوة من أجل السلام في المنطقة، وحوّل المدن العسكرية إلى مراكز حضارية للعلم والتعليم والتربية والتدريب والصحة.