«الشرق الأوسط» ترصد رحلة الأمير سلطان العلاجية

زعماء دول ومسؤولون حكوميون يهاتفون ولي العهد السعودي ويزورونه للاطمئنان عليه

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لدى زيارته للأمير سلمان في المغرب أثناء الرحلة العلاجية ويبدو الأمير سلمان (تصوير: بندر بن سلمان)
TT

في الثالث والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 يعلن الديوان الملكي السعودي عن مغادرة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، مدينة جدة متوجها إلى الولايات المتحدة لإجراء بعض الفحوصات الطبية، حيث وصل في وقت لاحق بعد رحلة طيران طويلة إلى مدينة نيويورك يرافقه أخوه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي سجل أكبر معنى للأخوة والإيثار بملازمته لشقيقه ولي العهد خطوة بخطوة، ولحظة بأخرى، في رحلة استشفائية امتدت لعام، تاركا لأخيه ونائبه القوي الأمين الأمير سطام بن عبد العزيز مهام تولي إمارة منطقة بحجم الرياض.

وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول) وبعد أيام من وصوله يتلقى الأمير سلطان أول اتصالات هاتفية من زعماء عرب أبرزهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، وفي اليوم الثاني من ديسمبر يلتقي الأمير سلطان بن عبد العزيز في مقر إقامته بنيويورك أبناءه من الطلاب والطالبات السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة، والذين وجه لهم كلمة خلال اللقاء، وقال «إنني على استعداد لقبول أي ملاحظة أو وجهة نظر من أبنائنا الطلبة والطالبات سواء كان ذلك شخصيا أو كتابيا وإن شاء الله ولي الأمر وأنا في خدمتكم جميعاً». كما أعلن عن تقديم هدية لأبنائه عبارة عن مبلغ عشرة آلاف دولار لكل طالب وطالبة، وفي ذات اليوم وجه شكره للمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي ومنسوبي وكالة الوزارة للثروة المعدنية على ما قامت به الوزارة لإنجاز التقرير الفني المالي والإحصائي لأنشطة حاملي الرخص التعدينية للعام المالي 2007. ليستقبل في الـ9 من ديسمبر في مقر إقامته بنيويورك، الأمراء والسفير عادل بن أحمد الجبير سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية وأعضاء السفارة الذين قدموا له التهاني بعيد الأضحى المبارك.

أما في 23 ديسمبر 2008 لم ينس ولي العهد السعودي أن يثني على الجهد الذي بذلته وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها خلال موسم حج 1429هـ، حيث عد نجاح الموسم «إنجازا غير مسبوق ونجاحا لا مجال للمجادلة حوله»، وذلك في برقية شكر جوابية تلقاها وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا. ليستقبل في ذات اليوم رئيس الجمعية العامة لدورة الأمم المتحدة الثالثة والستين ميغيل ديسكوتو بروكمان، ورئيس البعثة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زادة، ورئيس وكبير التنفيذيين في مجموعة بوينغ لأنظمة الدفاع المتكاملة ونائب الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ جيمس البو، ووزير خارجية العراق هوشيار زيباري.

وفي أوج أزمة مدينة غزة خلال العدوان الإسرائيلي آنذاك، أعلن في الرياض في يوم 28 ديسمبر ‏2008 أنه بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أصدر الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي أمره لرئيس هيئة الأركان العامة، ومدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية بتنفيذ توجيه خادم الحرمين الشريفين القاضي بتأمين كل ما يمكن من جميع المستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع جميع المستشفيات في القطاعات كافة وشحنها حالا للأشقاء الفلسطينيين عن طريق مصر. كما تضمن التوجيه تأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين من العريش في مصر إلى السعودية، لمعالجتهم في مستشفيات المملكة التخصصية.

وفي الرابع من يناير (كانون الثاني) مطلع عام ‏2009‏‏‏‏ حيث كانت حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة تتلقى التبرعات العينية والنقدية من المواطنين السعوديين والمقيمين في أنحاء المملكة كافة، تكشف عن دعم سخي للحملة من ولي العهد السعودي، قوامه مبلغ عشرة ملايين ريال، دعما لأبنائه وأشقائه في فلسطين المحتلة.

ويأتي يوم التاسع من يناير 2009 حيث يعلن بيان الديوان الملكي السعودي، أن الأمير سلطان، وصل إلى المغرب قادما من الولايات المتحدة بعد إجراء فحوصات طبية وصف البيان نتائجها بـ«المطمئنة»، ليأتي يوم الـ15 يناير من هذا العام، حيث أكد الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية في السعودية، أن نتائج علاج ولي العهد كلها مطمئنة، وأنه في نقاهة في المملكة المغربية وسيعود إلى نيويورك بعد شهر تقريبا لاستكمال العلاج والفحوصات.

وفي الـ16 من فبراير (شباط) 2009 تلقى اتصالات هاتفية من الرئيس المصري وأمير دولة الكويت، وولي عهده، فيما كان قد أجرى قبل مغادرته إلى نيويورك في التاسع عشر من فبراير 2009، اتصالا هاتفيا مع ملك البحرين، ويستقبل في ذات اليوم في قصره بأغادير الأمير رشيد بن الحسن الثاني، بحضور الأمير سلمان بن عبد العزيز.

وفي الـ21 من فبراير يعلن الديوان الملكي السعودي في بيان عن وصوله إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، لمتابعة الفحوصات الطبية اللازمة والعلاج، وذلك إثر إنهائه لفترة نقاهة محددة بشكل مطمئن، قضاها في مدينة أغادير بالمغرب، ليجد في مقدمة مستقبليه أخاه الأمير نايف بن عبد العزيز، والأمراء، بالإضافة إلى أنجال ولي العهد.

وفي لفتة إنسانية منه تجاه ذوي الإعاقة، يعلن في الثاني والعشرين من ذات الشهر في العاصمة السعودية عن موافقة الأمير سلطان أن تكون الخطوط الجوية السعودية ناقلا رسميا للمؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل الذي عقد بالرياض خلال الفترة من 22 إلى 26 مارس (آذار) 2008، بيد أنه في يوم الرابع والعشرين من فبراير تأتي بشرى من أخيه الأمير نايف بن عبد العزيز ليزف لكافة أبناء بلاده والمقيمين فيها نبأ نجاح العملية الجراحية التي أجريت لولي العهد السعودي، مؤكدا أن «الجراحة» تكللت بالنجاح. وقال الأمير نايف للتلفزيون السعودي في تلك الليلة «إن سمو ولي العهد في كامل صحته، وجميع أعضاء جسده سليمة، ولا يشكو من أي شيء»، فيما كان الأمير سلطان بن عبد العزيز في تلك اللحظات يتلقى اتصالات هاتفية من عدد من الزعماء العرب من ضمنهم الرئيس المصري، والعاهل الأردني، وأمير الكويت وولي عهده، ملك البحرين، الرئيس اليمني، الذين اطمأنوا على صحته بعد العملية الناجحة.

وفي الفترة من 25 فبراير وحتى السادس من مارس 2009 يتلقى تهاني كل من العاهل الإسباني خوان كارلوس، وأمير دولة قطر، ورئيس وزراء البحرين، والرئيس الجيبوتي، ورئيس دولة الإمارات ونائبه حاكم دبي والرئيس البوسني نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس وزراء قطر، وولي أبوظبي، والذين اطمأنوا على صحته.

فيما تلقى في الـ19 من مارس، برقية من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي نقل خلالها تحياته والرئيس الأميركي باراك أوباما وتمنياتهما له بالشفاء العاجل، وأكد في برقيته تقدير بلاده للشراكة الوثيقة القائمة بين واشنطن والرياض. وقال بايدن في خطابه «إن لديكم أصدقاء ومعجبين كثيرين في الولايات المتحدة الأميركية وفي إدارة الرئيس باراك أوباما الذي يقدر دوركم في البناء والمحافظة على الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة والسعودية». كما تلقى أيضا برقية من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، أعربت فيها عن تمنياتها له بالشفاء، وبموفور الصحة والعافية.

وفي 21 من مارس، يتسلم الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، رسالة من الملك محمد السادس عاهل المغرب، خلال استقباله الأمير مولاي رشيد بن الحسن الثاني، بمقر إقامته في مدينة نيويورك، وقال العاهل المغربي في رسالته: «لقد تتبعت بكل ارتياح الأنباء السارة المطمئنة عن حالتكم الصحية، وحمدت الله كثيرا على سلامتكم، حتى تواصلوا النهوض بمهامكم السامية على المعهود فيكم من نبل وشهامة وتفان، تشدون أزر أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز».

وفي الثالث والعشرين من الشهر نفسه يجدد الأمير نايف بن عبد العزيز طمأنته للجميع على صحة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وقال في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت «أود أن أؤكد والحمد لله أن صحة سمو سيدي ولي العهد في مستوى جيد جدا، ويتمتع بالصحة الكاملة لكل أعضاء الجسد».

وفي 30 مارس، يبرق الأمير سلطان معزيا ومواسيا الرئيسين الإندونيسي الدكتور الحاج سوسيلو بامبانغ يودويونو في ضحايا انهيار السد المائي الواقع بمشارف جاكرتا، والباكستاني آصف علي زرداري في قتلى وجرحى تفجير أحد المساجد شمال غربي باكستان، راجيا من الله أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. وفي الخامس من أبريل (نيسان)، يعلن عن استقباله في مقره بنيويورك، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، يرافقه الشيخ جبر بن يوسف بن جاسم آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام مدير وكالة الأنباء القطرية، ويتلقى اتصالا هاتفياً من ولي العهد الكويتي، ومن الرئيس محمود عباس. وفي السابع من أبريل يتلقى اتصالا هاتفيا من ولي عهد أبوظبي، وفي اليوم الثاني يستقبل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون والوفد المرافق له. الذي أعرب له عن تهنئته لولي العهد بنجاح العملية الجراحية وخروجه من المستشفى، متمنيا له دوام الصحة وموفور العافية، وكان قد تلقى رسالة من وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أعرب فيها عن تهانيه بنجاح العملية، ليستقبل في اليوم الذي يليه الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي.

وفي السابع عشر من أبريل يتلقى رسالة من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، أعرب له فيها عن تهانيه بنجاح العملية الجراحية، فيما يستقبل أيضا بمقر إقامته في نيويورك أخاه الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية السعودي السابق الذي قدم للسلام عليه، وتهنئته بنجاح العملية الجراحية.

وفي الثامن والعشرين من أبريل يزف نجله أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان نبأ شفاء والده الأمير سلطان حيث كان في رفقته خلال رحلته العلاجية في الولايات المتحدة. وأكد الأمير فهد خلال استقباله في مكتبه كبار مسؤولي المنطقة بقوله: «أطمئنكم على صحة سمو سيدي ولي العهد، وهو بخير وعافية، وسوف يغادر خلال الساعات القادمة الولايات المتحدة الأميركية بعد مرحلة العلاج متوجها إلى المملكة المغربية بمشيئة الله تعالى لقضاء فترة النقاهة والراحة، ومن ثم يعود إلى أرض الوطن قريبا إن شاء الله ليقوم بأعماله وواجباته لخدمة دينه ووطنه».

بينما طمأن نجله الأمير تركي بن سلطان مساعد وزير الثقافة والإعلام السعودي، شخصيات إعلامية التقاها في الرياض على صحته، مؤكدا أنه يتمتع بصحة جيدة، وأنه سيعود قريبا إلى أرض الوطن «ليواصل مع أخيه خادم الحرمين الشريفين مسيرة الخير والعطاء»، فيما أعلن الديوان الملكي في بيانه في 29 أبريل أن ولي العهد السعودي، وصل مساء ذلك اليوم إلى المملكة المغربية قادماً من الولايات المتحدة الأميركية، لقضاء بعض الوقت للراحة والاستجمام. وكشف الديوان حينها أن الأمير سلطان أنهى في مدينة نيويورك جميع العلاجات اللازمة بعد العملية الجراحية التي سبق وأجريت له.

في الخامس من مايو (أيار) من هذا العام يصدر الأمير سلطان بن عبد العزيز توجيها للجهات المختصة بنقل منصور مبارك السمارة رئيس نادي العروبة سابقا، بطائرة الإخلاء الطبي من مستشفى الاستقلال بالأردن إلى أحد المستشفيات المتخصصة بالرياض لاستكمال علاجه على نفقة الدولة من الجلطة الدماغية التي أدت لإصابته بشلل نصفي.

ليستقبل في 10 من مايو بمدينة أغادير أخاه ونائبه الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز والنائب اللبناني حينها سعد الحريري، ليزوره في الثالث عشر من ذات الشهر أخوه الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة السعودي للاطمئنان على صحته. وفي السادس والعشرين من مايو يوافق الأمير سلطان على إضافة شرط أداء الطلبة الراغبين في الالتحاق بالكليات العسكرية للاختبار التحصيلي الذي يجريه المركز الوطني للقياس والتقويم، إضافة لاختبار القدرات العامة «قياس». وإضافة شرط أداء الخريجين الجامعيين الراغبين بالالتحاق بالقوات المسلحة لاختبار القدرات العامة «قياس» الخاص بالجامعيين وذلك اعتبارا من هذا العام 1430هـ. وتتواصل التطمينات الرسمية على صحة الأمير سلطان، ففي التاسع والعشرين من مايو طمأن مساعده للشؤون العسكرية الجميع، وأكد أن ولي العهد يتمتع بصحة جيدة وسيكون بين أبنائه وإخوانه المواطنين في القريب العاجل إن شاء الله بعد أن من الله عليه بالشفاء، عادّا شعور الفرحة لدى المواطنين بسلامة ولي العهد وعودته سالما بإذن الله إلى أرض الوطن دليلا على التلاحم والترابط بين الشعب والقيادة.

ليستقبل بعدها وتحديدا في الرابع من يونيو (حزيران) شقيقه، الأمير نايف الذي أصبح نائبا ثانيا بالإضافة لكونه وزيرا للداخلية، وفي الثامن من الشهر شقيقه الأمير تركي بن عبد العزيز الذي قدم للسلام والاطمئنان عليه. ورافق الأمير تركي خلال الزيارة الأمير خالد بن تركي بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن تركي المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية، والأمير عبد الرحمن بن تركي. أما في العشرين من يونيو يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري، بينما يعلن في المنطقة الشرقية عن تبنى مشروع الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشاريع السيدات، إطلاق حزمة من المشاريع التي تم تمويلها من قبل الصندوق ضمن برنامج «دعم ورعاية». وفي الثالث من يوليو، يتلقى اتصالا من عاهل الأردن، وفي الخامس من يوليو يتلقى ولي العهد السعودي برقية من خادم الحرمين الشريفين، يثمن خلالها وبصفة أن ولي العهد رئيسا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمناسبة صدور التقرير السنوي لأعمال المجلس الذي اشتمل على بعض الأعمال التي تقوم بها المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين في العالم، خاصة أن التقرير احتوى على مساعدات مالية بلغت أكثر من 84 مليون ريال استفاد منها 150 جهة إسلامية في خمس وخمسين دولة، ومن أبرز إنجازات المجلس الذي يرأسه الأمير سلطان المساعدة في إنشاء 22 جامعا، و16 مركزا إسلاميا في قارات العالم المختلفة.

وفي السابع من يوليو (تموز) يبرق معزيا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في وفاة والدته، ويأتي يوم الثالث والعشرين من يوليو حيث يعلن الديوان الملكي السعودي عن مغادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز البلاد ووصوله، إلى مدينة أغادير المغربية في زيارة خاصة لولي العهد للاطمئنان على صحته، ليجد الأمير سلطان في مقدمة مستقبليه، إلى جانب رفيقه في الرحلة الاستشفائية سلمان بن عبد العزيز، حيث حضر خادم الحرمين مأدبة الغداء التي أقامها الأمير سلطان له في قصره بأغادير، تكريما له. وفي الـ25 يوليو يبعث الأمير سلطان، برسالة إلى رئيس الوزراء اليمني تتعلق بالعلاقات التي تربط بين البلدين ومجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى الجوانب المتعلقة باجتماعات الدورة التاسعة عشرة لمجلس التنسيق السعودي ـ اليمني، ليأتي الثامن والعشرون من يوليو حيث أجرى ولي العهد السعودي اتصالا هاتفيا «بأخيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، اطمأن خلاله على صحته إثر العارض الذي مر به». وفي 30 من يوليو يتلقى اتصالا هاتفيا من نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، الذي اطمأن على صحته ليجري في الـ31 من يوليو اتصالا بالعاهل المغربي عبر فيه عن تهنئته بمناسبة ذكرى توليه مهام الحكم في بلاده، ويستقبل في ذات اليوم أخاه الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني الذي قدم للسلام والاطمئنان على صحته يرافقه الأمير طلال بن بدر، وفي السابع من أغسطس (آب) يجري اتصالا بالعاهل البحريني يعزيه خلاله في وفاة والدته الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة (رحمها الله).

أما في الثامن من أغسطس، فقد أوضحت إمارة منطقة الرياض، أنه تقرر تحويل الاحتفاء بعودة ولي العهد إلى أرض الوطن بعد رحلته العلاجية التي تكللت بالنجاح إلى برنامج لمشروعات إنسانية يحتاجها المجتمع تحت مسمى «برنامج الأمير سلطان للطوارئ والخدمات الإسعافية» يتكون من عدة مرافق. ودللت على ذلك أنه عند عودة الملك عبد العزيز (رحمه الله) من رحلته إلى مصر عام 1365هـ تقرر إقامة احتفال بهذه المناسبة، فوجه بتحويل تكلفة الاحتفال لإنشاء مدرسة سميت بالمدرسة التذكارية وهي قائمة إلى اليوم. وأشار البيان إلى أنه «وخلال حفل أهالي الرياض الذي أقيم في 27 محرم 1403هـ بمناسبة مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله) أعلن الأهالي عن مشروع تذكاري يتمثل في إنشاء مكتبة باسمه، فكان أن تم تأسيس مكتبة الملك فهد». واستذكر بيان الإمارة «حفل أهالي الرياض بمناسبة مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أقيم في 21 شوال 1426هـ، حيث تم الإعلان عن إقامة معلم حضاري بهذه المناسبة باسم حدائق الملك عبد الله العالمية على مساحة مليون ونصف المليون متر مربع». وفي العاشر من أغسطس، يستقبل الأمير سلطان بن عبد العزيز، في قصره بأغادير شهاب بن طارق آل سعيد ابن عم السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وممثله. وفي 15 أغسطس يعزي في برقيات مشتركة مع خادم الحرمين العاهل البحريني في وفاة الشيخ علي بن عبد الله بن خالد آل خليفة، ويستقبل في 18 أغسطس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يرافقه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. أما في 22 أغسطس فلا ينسى أن يهنئ جامعة الملك سعود، بمناسبة الإنجاز العلمي الذي حققته بالتعاون مع جامعة نيويورك الأميركية، في اكتشاف علاج مناعي جديد يحد من انتشار الخلايا السرطانية. وفي الخامس من رمضان 1430 الموافق 24 أغسطس يستقبل والي أغادير رشيد الفيلالي وعددا من المسؤولين في الولاية من مدنيين وعسكريين الذين قدموا التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، ليستقبل أيضا في الأول من سبتمبر (أيلول) العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، اللذين قدما للاطمئنان على صحته، حيث أقام للزعيمين عشاء تكريما لهما.

وفي الرابع عشر من سبتمبر 2009 يعرب في برقية، للرئيس التركي عبد الله غل، عن أحر تعازيه في ضحايا الفيضانات التي تعرضت لها مدينة اسطنبول، وما نتج عنها من وفيات ومفقودين وأضرار، ليستقبل في ذات اليوم رشيد الفيلالي والي أغادير، وعددا من المسؤولين في الولاية وسفير السعودية في المغرب بمناسبة عيد الفطر المبارك. كما يستقبل في 25 سبتمبر الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي والشيخ فهد بن سعد العبد الله الصباح المستشار بالديوان الأميري بدولة الكويت اللذين قدما له التهنئة بعيد الفطر المبارك.

وفي السادس من أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام يقوم بتوقيع عقد مشروع برنامج استبدال وتطوير آليات ومعدات الإطفاء والإنقاذ بمطارات المملكة والبالغ عددها 27 مطارا مع شركة «روزن باور» النمساوية بتكلفة قدرها 498 مليون ريال. ويشير ولي العهد السعودي بهذه المناسبة إلى أن هذا العقد «يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الهيئة العامة للطيران المدني الإستراتيجية وفي مقدمتها أعلى مستويات الأمن والسلامة لرواد مطارات المملكة من المسافرين وطائرات الناقلات الجوية المشغلة منها وإليها».

وفي الثاني عشر من أكتوبر بعث برقية عزاء ومواساة لأمير دولة الكويت، في وفاة الشيخ خالد علي صباح الصباح سعود الصباح وفي السابع عشر من أكتوبر، يبعث أيضا برقية عزاء ومواساة لأمير دولة الكويت في وفاة الشيخة أنيسة عبد الله الأحمد الصباح. في حين يوجه في 21 أكتوبر شكره وتقديره إلى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وللمشاركين في مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية، الذي اختتم أعماله في جنيف، على ما بذلوه من جهود طيبة، وفي 20 من أكتوبر يتلقى اتصالا من الرئيس علي عبد الله صالح. أما في الحادي والعشرين من أكتوبر فيكشف في الرياض عن تبرع الأمير سلطان بن عبد العزيز بمبلغ 504 آلاف ريال سعودي ما يعادل (134 ألف دولار) لدعم تكاليف ونفقات 168 حاجا يمنيا من المعوقين لأداء مناسك حج عام 1430هـ الحالي. كما تبرع بمبلغ 370 ألف ريال سعودي (98 ألف دولار) لدعم نفقات وتكاليف 37 من المكفوفين اليمنيين مع مرافقيهم لأداء مناسك الحج العام الحالي. وفي الخامس والعشرين يتبرع ولي العهد الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، بمبلغ مليون ريال دعما للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، لما تقدمه من خدمات متنوعة وبرامج خيرية توعوية ضد هذا المرض.

أما في 29 أكتوبر فقد استعرض الأمير سلطان والرئيس الفلسطيني محمود عباس تطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى العلاقات الأخوية بين البلدين، وفي 31 من أكتوبر اطمأن عبر اتصال هاتفي أجراه بأخيه الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة على وضعه الصحي بعد تماثله للشفاء. أما في الرابع من نوفمبر فيلتقي ولي العهد السعودي بكل من الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت، والشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة. وأحاط الوزراء الأمير سلطان بأعمال الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى المستقبل الذي عقدت أعماله حينها في مدينة مراكش المغربية والتي ستسهم في تعزيز التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وأقام الأمير سلطان مأدبة غداء تكريما لهم، ليوقع في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) على عقد مشروع منظومة الرادارات الملاحية المدنية ACRC مع شركـة ريثيون الأميركية العالمية بقيمة إجمالية تبلغ 222 مليون ريال، كما أصدر موافقته على نظام مشروع «مسابقة الأمير سلطان للبناء الميسر»، الذي قدمته الهيئة السعودية للمهندسين أخيرا له. وفي التاسع من نوفمبر، بعث برقية عزاء ومواساة للملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، في وفاة الأمير محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة رحمه الله. وفي 21 من نوفمبر يتلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني الذي كان في زيارة رسمية حينها للسعودية، حيث اطمأن خلالها على صحته ولي العهد، متمنيا له دوام الصحة والعافية. ليأتي يوم التاسع والعشرين من نوفمبر حيث كشف الأمير خالد بن سلطان خلال حديثه للضباط والجنود المرابطين في الحدود الجنوبية للمملكة عن عودة قريبة للأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي لبلاده، مشيرا إلى أنه يتمتع بصحة جيدة، بعد توقفه من تناول الأدوية منذ شهرين «وسيصل أرض الوطن في غضون أيام قليلة لا تصل إلى أسابيع بإذن الله تعالى»، مضيفا أن الأمير سلطان تواق للعودة إلى أرض الوطن «وأنا أبشر الجميع أنه سيكون بيننا خلال أيام بإذن الله».