قادة ومسؤولون عرب: الأمير سلطان رجل دولة.. وعطاء لا ينضب.. ويحمل قلبا مفعما بالحب

الراحل الشيخ زايد بن نهيان: شخصية فريدة في القيادة الواعية * الشيخ خليفة بن زايد: مزاياه فريدة وسجاياه حميدة

الأمير سلطان والملك عبد الله الثاني والرئيس اليمني والأمير سلمان يبتسمون لالتقاط صورة تذكارية أثناء زيارة الزعماء الخاصة للاطمئنان على ولي العهد في المغرب (تصوير: بندر بن سلمان)
TT

أجمع عدد من القادة والمسؤولين العرب على تميز شخصية الأمير سلطان واتفقوا على البعد الإنساني والفكري لشخصيته، لافتين إلى أن للأمير احتراما وتقديرا قل مثيله، كما أكدوا على أن ولي العهد السعودي يمثل نموذجا فريدا في القيادة الواعية المخلصة والحازمة التي تضع مصلحة الوطن والأمة فوق كل اعتبار، كما لفتوا إلى أن الأمير يتمتع بخصال ومزايا فريدة وسجايا حميدة، وأنه عطاء لا ينضب ويحمل قلبا مفعما بالحب وله مكانه في قلوب الجميع.

وهنا رصد لبعض ما قيل وسجل عن الأمير سلطان في مناسبات عدة وفي فترات زمنية مختلفة، ولعل القاسم المشترك الذي يجمع بينها هو الحب لسلطان وتميز لشخصيته. الشيخ زايد: شخصية فريدة تتجسد فيه كل الصفات الحميدة

* يؤكد الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود يمثل نموذجا فريدا في القيادة الواعية المخلصة والحازمة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وهو كذلك نموذج متميز لإنسان فيه كل صفات الود والتسامح وبعد النظر، مما قرب بينه وبين إخوانه، سواء في داخل المملكة أو خارجها، وجعله يحتل مكانة مرموقة على المستويات السياسية والإنسانية.

«لقد عرفنا الأمير سلطان منذ سنوات طويلة، فلم تزدد علاقتنا ببعضنا بعضا إلا وثوقا وعمقا، واحتراما وتقديرا متبادلين. كيف لا والأمير سلطان سليل أسرة كريمة كان لها ولا يزال الدور البارز في بناء المملكة العربية السعودية الشقيقة وتحقيق نهضتها وتقدمها، وكذلك في توثيق العلاقات بينها وبين أشقائها، في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي العالمين العربي والدولي.

وإذا كان الرجال يعرفون بأفعالهم المجيدة وقراراتهم الصائبة، فإن للأمير سلطان اليد الطولى في هذا الميدان. وإذا كان الرجال يتميزون بصفاتهم الحميدة ومزاياهم النبيلة، فالأمير سلطان أيضا هو تجسيد لهذه الصفات والمزايا».

الشيخ خليفة بن زايد: خصاله ومزاياه فريدة وسجاياه حميدة

* ويشدد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على أن الأمير سلطان يتمتع بخصال ومزايا فريدة وسجايا حميدة وقال: «الحديث عن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود يطول، لأنه حديث عن شخصية كبيرة كان لها ولا يزال الأثر البارز والبصمات الواضحة في كل ما تشهده المملكة العربية السعودية الشقيقة من تقدم وازدهار.

إن ما يتمتع به الأمير سلطان من خصال ومزايا فريدة، جعلت منه قائدا يعرف كيف يقود وكيف يتخذ القرارات الصائبة ويعمل ليل نهار من أجل أن يراها تنفذ وترى النور، لتكون رافدا إضافيا للجهود الكبيرة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وباقي أفراد القيادة السعودية الحكيمة.

إن معرفتنا بالأمير سلطان بن عبد العزيز وعلاقتنا الشخصية به، تجعلنا نقول بكل ثقة إنه أخ عزيز وصديق حميم يعرف معنى الأخوة وكنه الصداقة ومستلزماتها، مما يجعل من الصعوبة بمكان أن نجد الكلمات التي تبين ما يتمتع به من سجايا حميدة وعواطف نبيلة صادقة تجاه الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان وتجاه شعب الإمارات.

إننا نتمنى من صميم قلوبنا للأمير سلطان دوام الصحة وموفور العافية والتوفيق، وللقيادة السعودية والشعب السعودي الشقيق الازدهار والنجاح». صباح الأحمد: له دور تاريخي لا ينسى

* ويذكر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي أن معرفته بأخيه الأمير سلطان بن عبد العزيز تمتد إلى بدايات العمر وسنوات الصغر، «فهو سليل الملك عبد العزيز بن سعود طيب الله ثراه، الذي اشتهر بالحنكة السياسية والفزعة والكرم. لذا كان طبيعيا أن يكتسب الأخ سلطان تلك الصفات والخصائل الحميدة المتوارثة، وأن يحافظ عليها ويترجمها إلى أفعال يشهد بها البعيد قبل القريب. فمكرماته ظهرت في مؤسساته الخيرية التي أقالت عثرات الكرام وكفكفت دموع المحتاجين، وشجاعته تجلت عندما تصدت القوات المسلحة السعودية لتعديات طاغية العراق البائد، وساهمت بدور تاريخي لا ينسى في تحرير بلدنا. كما ظهرت حنكته السياسية عندما ائتمنه إخواني بالمملكة العربية السعودية بتوجيهات سديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين، أكثر من مرة وفي أكثر من موقع، للتوسط في الإشكاليات المعقدة التي تقع بين الدول، وقد نجح بجدارة في تلك المهام المرة تلو الأخرى.

إن وجود الأمير سلطان بن عبد العزيز على رأس منظومة الدفاع السعودية ومشاركته البناءة في اجتماعات وزراء الدفاع في دولنا الخليجية، تضيف لهذه اللقاءات فكرا ثاقبا وبعدا استراتيجيا لا يخفى على أحد. فوفق الله أخي الأمير سلطان بن عبد العزيز بعد أن منّ الله تعالى عليه بالشفاء والعافية من الوعكة الطارئة التي ألمّت به، متمنين له دوام التوفيق والسداد لإكمال مسيرة البذل والعطاء التي عهدناها منه، لخدمة بلده وأمته العربية والإسلامية».

رفيق الحريري: الود والأريحية والمرونة من أبرز خصاله أما الراحل رفيق الحريري رئيس مجلس الوزراء اللبناني فيقول عن الأمير سلطان:

* «عرفت الأمير سلطان بن عبد العزيز أواخر السبعينات، وأذكر أن الحديث دار وقتها، بعد السلام، عن الأوضاع في لبنان التي عاد إليها التوتر عقب هدنة استمرت لأكثر من عام بعد دخول قوات الردع العربية. وعلى مدى خمسة وعشرين عاما استمرت الصلة وتوثقت، سواء لجهة التشاور في الأوضاع اللبنانية والعربية العامة، أو لجهة الود الشخصي، والتواصل الدائم في شتى الظروف والأحوال.

يملك الأمير سلطان، شأن كبار أبناء الملك عبد العزيز رحمه الله، حسا عاليا بمسؤوليات رجل الدولة؛ الدولة التي شارك في عمليات تحديثها وتطويرها الكبرى منذ أيام الملك فيصل وإلى أيام الملك خالد، وعهد خادم الحرمين الملك فهد. وقد بدا لي عبر الأحاديث المشتركة والمتابعة المستمرة، تلك المرونة في مواجهة المشكلات، التي يرى أنها تتصل بمسؤولياته، وتتصل بالوجه الطالع والبارز للمملكة. ففي السبعينات إلى التسعينات طرأت متغيرات كبرى، سواء على مستوى بناء المؤسسات وتطويرها بالداخل، أو على مستوى العلاقات العربية والإسلامية، وصولا إلى المواقع المتجددة والمتنامية للمملكة في العلاقات الدولية.

على أن هذه المرونة في فهم العمل العام، والتصرف فيه، هي كما تبين لي، جزء أصيل في شخصيته، لا تعني التهاون في القضايا بقدر ما تعني طرح عدة خيارات، واختيار ما يلائم الموقف، دونما ضياع في التفاصيل التي تصرف عن الهدف. وفي الوقت نفسه، دونما جمود أو تحصن في مواقع ومواقف لا تخدم المقاصد والأولويات، فالمرونة المقرونة بالإقدام، حَرية أن توصل للحلول الملائمة دونما ادعاء أو مبالغة، ذلك أن المرونة وتوسيع الخيارات، وامتصاص الصدمات، خصلة طبيعية من خصال الأمير، تتصل بأخلاق الإنسان السوي الواثق بنفسه وبني قومه ووطنه وأمته. يتخذ الأمير سلطان موقفا في شأن خاص أو عام، ثم يتوسل الأسلوب الملائم لإنفاذ ذلك من دون أن يتزعزع لديه الاقتناع العميق بالقدرة على التعديل والتصويب دونما إخلال بالمقصد الأساسي، بسبب الثقة بنفسه وبمن حوله، والثقة بالود والتأني اللذين صدر ذلك الموقف عنهما.

وإذا كانت المرونة المستنيرة إحدى الخصال البارزة في سلوك الأمير سلطان خلال معرفتي الطويلة به، فإن الخصلة الثانية بين خصاله الحميدة الكثيرة، الود الذي يقرب الناس إليه ويدخله في قلوبهم، والحكمة التي تتمثل في وضع الأمور في نصابها الصحيح بعد تقليب المشكلات والموضوعات على وجوهها كافة. أذكر في إحدى المناسبات، عربيا بارزا من معارف الأمير، كان يعرض عليه شأنا من الشؤون، ويستغرب أن ذلك أثار سخط المسؤول الذي عرضه عليه، وقال الأمير سلطان باسما: الود يؤثر كثيرا، والأسلوب يؤثر كثيرا في جعل هذا الشيء أو ذاك حقا أو باطلا. فيا فلان، توسل بالتودد والبشاشة، واعرض الأمر من ضمن التودد. وقد علمت أن الرجل نجح في المرة الثانية في ما فشل فيه في المرة الأولى، للود غير المصطنع، والأسلوب المختلف. فـ(الحكمة ضالة المؤمن)، كما قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وهو يتلمسها ويأخذ بها حيثما وجدها. وقد رأيت الأمير سلطان يفضل أن تنفذ توجيهاته بالاقتناع والترحاب والود، لأن ذلك أدعى للنجاح والاستمرار. فرب الأسرة والمسؤول في أي موقع من المواقع، إنما يتعامل مع بشر تختلف مشاربهم وطباعهم، ويستطيع صاحب الأمر كما يقول الأمير، أن يأمر فيطاع، لكن الناس يتحمسون لما يقتنعون به، والود وحسن الخلق في ذلك رائد الوصول للهدف. فالغاية عند الأمير لا تبرر الوسيلة. لذلك فالود كما يتمثل في الغاية والمقصد، يتمثل أيضا في الوسيلة التي يراد بها الوصول إلى الغايات. وقد رأيت سموه يترسم خطى تلك الخصلة الشريفة حتى تجاه ضيوفه في مجلسه العام دائما، فيخص كلا منهم بلفتات ود وبشاشة، صادرة عن طبيعته السمحة، لكنها صادرة أيضا عن مرونته وحكمته، حتى لا يحس الضيف أنه مهمش أو مستبعد، والخصلة الثالثة البارزة في شخصية الأمير سلطان الكبيرة هي الأريحية، وهذه السمة بارزة في كل تصرفاته، من تعابير الوجه، وإلى حركة اليدين، وطريقة الخطو للتسليم أو الاستقبال، وإلى ترؤس المجالس الخاصة والعامة وإدارتها، فإلى الظهور في المجتمع السعودي والعربي الدولي. ينصرف إليك وأنت تحدثه ولو طال الزمن، كأنما ليس عنده عمل أو هم آخر. ولا تتغير ملامحه أو حركاته، ولا يبدو عليه الانزعاج حتى لو كان الأمر الذي يواجهه يسبب الضيق. ويضفي عليه سخاؤه الطبيعي هالة بالغة الروعة وهو يتصدى للمسائل الخاصة والعامة بحزم المسؤول، وأريحية الأب والراعي. ويحس دائما بأن الأريحية الشخصية ضرورة من ضرورات ممارسة الشأن العام، بل إنها جوهر السياسة في الشأنين الخاص والداخلي، فالتصرف بنبل وشرف وأريحية يضع الطرف الآخر في موضع مَن الكرة في ملعبه وعليه هو أن يبادل التحية بمثلها أو أحسن منها. عرفت مرونة الأمير سلطان وإقدامه منذ عرفته فترددت عليه. وعرفت وده فسعيت لصداقته. وعرفت أريحيته فأحببته، وفي ما بين المعرفة والصداقة والمحبة والود، تتدرج العلاقات بين المواطن والمسؤول، وفي التواصل بين الناس، ومع الكبار.

وحالات الزمان عليك شتى ـ وحالك واحد في كل حال».

رئيس وزراء البحرين: الأمير سلطان عطاء لا ينضب

* ويقول الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في مملكة البحرين:

«إن من يعرف الأخ العزيز الأمير سلطان عن قرب ويستشرف أفكاره ومشاعره وتطلعاته، لا بد أن يقف عند تلك الخصال المميزة التي يتمتع بها، والتي تجمع بين سلطان الإنسان وسلطان القيادي الفذ المتميز وسلطان السياسي المحنك، وهذا ما يجعله قريبا جدا إلى قلوب أبناء شعبه ومعبرا عن تطلعاته وحريصا على تحقيق آماله. لقد جمعتني وأخي العزيز الأمير سلطان بن عبد العزيز، الكثير من المناسبات، وأتيحت لي الفرصة أن أكتشف كل يوم جديدا في شخصية رجل الدولة والإنسان، وطريقة نظرته للأمور التي تأتي سلسة بسيطة، لكنها عميقة في المعاني والدلالات التي ترمي إليها، فهو من الرجال القلائل الذين يستطيعون أن يربطوا بين الماضي والحاضر والمستقبل، ضمن رؤية واحدة، تتمازج فيها الألوان الزاهية وتتوقد فيها الأفكار.

إنه بحق عطاء لا ينضب ليس لوطنه فحسب، إنما لكل محيطه العربي والإسلامي، وهو لم يتأخر يوما عن دعم وتأييد ومساندة أي جهد للعرب والمسلمين ولنشر السلام والمحبة وروح التسامح في العالم.

وطريق المستقبل واضح وسليم في عقل وقلب الأخ العزيز الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولكل من قابلوه واستمعوا إليه يتحدث عن ضرورة العطاء والتواصل وتحمل المسؤوليات، يدركون بلا شك كم هي التضحيات التي بذلها هذا الرجل بصمت ونكران للذات من أجل تشكيل الدرع الواقية للخليج التي نعتمد عليها بعد الله في حفظ أمننا واستقرارنا وكياننا، مهما هبت على المنطقة من أعاصير ومحن.

وإنه لمن دواعي عميق اعتزازنا ما يربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين من وشائج القربى والأخوة والمودة، التي تضرب جذورها عميقة في تاريخهما العريق، وما تحرص عليه القيادتان الحكيمتان من مواصلة تعزيز وترسيخ آفاق التعاون المشترك للبلدين في مختلف المجالات، تحقيقا لكل ما فيه خير الشعبين الشقيقين».

ولي عهد البحرين: يحمل قلبا مفعما بالحب

* ويقول الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي عهد البحرين:

«الحديث عن شخصية الأخ العزيز الأمير سلطان حفظه الله هو ذكر للخصال والسجايا الفريدة والمتميزة في تحمل المسؤوليات الجسام وإدارتها بكل حنكة ودراية، وأيضا حديث عن الأمير العربي والإنسان الذي يحمل بين جنباته قلبا مفعما بالمحبة والإيثار، لا يتأخر عن أعمال البر وما يخدم المجالات الإنسانية والأعمال التي تعود على شعبه وأمته بالخير والمنفعة.

وجدت في شخصية الأمير سلطان مثالا يجسد سمات القيادة الناجحة التي تستطيع أن تستلهم الماضي وتستشرف المستقبل، وتجلت كذلك فيه أسمى معاني العطاء والجهد من أجل راحة شعبه ومؤازرة القيادة في إدارة المملكة ومشاركتها الشأن الداخلي والخارجي.

فهو سياسي فذ وروح شفافة جعلته يمتلك قلوب أبناء الشعب السعودي الشقيق. رافقته فوجدته متلمسا لاحتياجات شعبه وابنا بارا للمملكة، كثير الزيارات لمختلف مناطق المملكة العربية السعودية، يفتح قلبه ليستمع، ويعطي من وقته وجهده من أجل أبناء شعبه الذين يبادلونه حبا بحب.

إن من يتابع المواقف المشرفة للمملكة الشقيقة على الصعيد العربي والإسلامي، يجد الرؤية الصائبة التي تعززها دائما شخصية الأمير سلطان الداعم لمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويكرر دائما أن هذه المنظومة الخليجية تشكل مصيرنا وهدفنا الواحد. وكنت بمعيته في عدد من الزيارات التي يحرص على القيام بها لقوات درع الجزيرة في حفر الباطن.

وتستشف فيه الشخصية العسكرية القيادية الملهمة، تراه موجها ومستمعا، وترى فيه القيادة الحريصة كل الحرص على جعل هذه القوة في مستوى التحديات التي تواجه المنطقة.

وكذلك تجده ـ حفظه الله ـ حاملا للهم والقضايا العربية والإسلامية ومناصرا وداعما لها.

إننا في مملكة البحرين نكن للأمير سلطان كل التقدير والحب، حيث إننا في البحرين ملكا وحكومة وشعبا نقدر له دوره الريادي الذي يضطلع به في المملكة العربية السعودية الشقيقة، لما يبديه من اهتمام خاص بدعم العلاقات البحرينية السعودية في ظل ما يربط البلدين والشعبين من وشائج الأخوة وصلات القربى. ونسأل الله العلي القدير أن يديم على الأمير سلطان نعمة الصحة والسعادة، وأن يكلل جهوده بالتوفيق والنجاح لخدمة بلده وأمته».

الشيخ عبد الله الأحمر: له مكانة خاصة في قلوب اليمنيين

* قال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني إن الأمير سلطان بن عبد العزيز له في نفوس الشعب اليمني مكانة كبيرة ومحبة ومودة واحترام وتقدير واصفا إياه بأنه أب لليمنيين.

وذكر الأحمر أن للأمير سلطان أيادي بيضاء نحو اليمن خاصة، والشعوب العربية والإسلامية كلها.

مشيرا إلى أن السنوات التي قضاها الأمير سلطان في وزارة الدفاع كانت كلها سنوات عطاء وبذل جهد وتفان في خدمة بلاده والشعوب العربية والإسلامية، وقال إن الأمير سلطان بمثابة المحرك في جسد الدولة السعودية، وأعماله الكبيرة يصعب وصفها وهو يصل الليل بالنهار في حركة دؤوبة لأجل بلاده، كما أنه يعمل على تحسين وتوطيد العلاقات مع الدول والشعوب العربية والإسلامية وفى مقدمتها العلاقات مع الجمهورية العربية اليمنية والتي يعتبر الأمير سلطان هو المسؤول عن شؤونها من الجانب السعودي من خلال ترؤسه للجنة العليا المشتركة واللجنة الخاصة، وهو «بالنسبة لحكومة وشعب اليمن نافذتنا التي نتواصل من خلالها مع الشقيقة الكبرى السعودية».

وقال الأحمر الذي تربطه بالأمير سلطان علاقة صداقة شخصية ورسمية قوية: «لقد استثمرنا هذه العلاقة لصالح دولتينا، ومن جهتي، فقد وظفتها لفائدة الشعب اليمني».

مضيفا بالقول: «وأنا واحد أعتبر الأمير سلطان أبا لليمنيين، وله في نفوسهم مكانة كبيرة ومحبة ومودة واحترام وتقدير، وهو يشكل لنا معاني وأشياء كبيرة ليس من السهل وصفها والتحدث عنها».

وأشار إلى أن الأمير سلطان «كان هو المسؤول عن متابعة قضايا اليمن والخلافات السابقة بين البلدين، وكان له جهد كبير ومؤثر في تسوية هذه القضايا، وفي مقدمتها قضية الحدود، بشكل نهائي، وأقول هذا الكلام وأنا أعرف حجم المسؤوليات التي تحملها الأمير سلطان في موضوع حل الخلافات الطارئة وموضوع الحدود من خلال ترؤسه اللجنة الخاصة، وهى إدارة يتابع من خلالها أمور وشؤون اليمن لمواصلة أعماله الإنسانية والتنموية هناك».

وقال: «الأمير سلطان يحب اليمن ويهتم بشؤونه، وأنا أعرف كثيرين في اليمن يرون المملكة في الأمير سلطان».

وعن أبرز المواقف اللافتة التي تشده في الأمير سلطان من واقع تعامله المباشر معه، قال الشيخ الأحمر: «المواقف كثيرة وهى في مجملها تصب في قضايا وشؤون البلدين، وفى اليمن نقابل مواقف الأمير سلطان بالإكبار والإجلال، وأنا استثمرت علاقتي معه ووظفتها لصالح حل المشكلات، خاصة الحدود وما قد يحصل ويستجد فيها، إضافة إلى أمور الشعب اليمني الشخصية من مرضى ومحتاجين ومساجين وفقراء، فالأمير سلطان بقلبه الكبير يحتوي كل هذه المشكلات ويتجاوب ويتعاون معنا في كل ما نطلبه بشأن دعمه ومساندته لأمور إنسانية وخيرية لأبنائه اليمنيين»، وأضاف قائلا: «وبصدق، فإن الأمير سلطان يتعامل مع هذه الحالات وكأنها لمواطنين سعوديين، ولا أستطيع أن أقول عنه في هذه الأمور إلا أنه: الوفي والنقي معنا في كل شيء، فعندما نطلب تدخله لحالات مرضية طارئة وحرجة لأي مواطن يمني فإنه يبادر على الفور بإرسال طائرة خاصة مجهزة طبيا لنقل المريض إلى مستشفى متقدم في السعودية أو إلى أي بلد آخر في العالم».

ووصف رئيس مجلس النواب اليمني الذي رأس مع الأمير سلطان اللجنة المشتركة بين السعودية واليمن، أجواء المناقشات والمباحثات في ظل الخلافات التي سبقت إقفال ملف الحدود بين البلدين بقوله: «أثناء وبعد حرب الخليج الثانية حصل قليل من التصدع في علاقات البلدين، إلا أنه ومن خلال اللجنة العليا المشتركة تجاوزنا كل شيء، وبعد اجتماعات متواصلة توجت بتوقيعنا لمذكرة التفاهم بحضور وزيري الخارجية وعدد من المسؤولين في البلدين وذلك بعد حوار جاد وبناء، وقد مهدت أنا والأمير سلطان لخلق أجواء ودية قوية، وأثمرت جهودنا بدعم ومؤازرة القيادة السعودية واليمنية، فكانت مذكرة التفاهم اللبنة الأولى للمعاهدة التي وقعت بين البلدين قبل سنة ونصف السنة في محافظة جدة»، مضيفا أن «الفضل الكبير في توقيعنا لمذكرة التفاهم يرجع لدور وجهود الأمير سلطان واحتوائه للشد، خاصة حينما يتضايق زملائي من الجانب اليمني ويطالبونني بالتوقف وعدم الاستمرار والعودة إلى اليمن، إلا أن تدخل الأمير سلطان في كل الأوقات بكلامه العقلاني الأخاذ ويصاحبه رفضي بألا نتوقف وألا نعود إلى اليمن إلا بنتيجة مرضية ومقبولة من الطرفين ـ وهو ما تحقق بحمد الله ـ ساعد في الوصول إلى مذكرة التفاهم، وأيضا استمرارية الاجتماعات والمناقشات لمدة 40 يوما من دون توقف لقناعتنا بأن التأجيل يعني من ناحية أخرى توسيع مساحات الخلاف وقد يصعب من مهمتنا في أوقات لاحقة. وأكد أننا قبل هذا وبعده نظل إخوة وأشقاء، وكل الروابط قائمة بيننا بصورة قوية ومتينة لا تقبل الشك والدس، وهي بمنأى عن الإساءات التي تعرضت لها من بعض ضعاف النفوس الذين نعرف مقاصدهم وأهدافهم».

وبخصوص أعمال التنمية التي تبناها ويتولاها الأمير سلطان في اليمن وأعماله الإنسانية والخيرية نحو الشعب اليمني، أوضح الشيخ الأحمر أنه على مدى ثلاثة عقود ونسبة كبيرة من تلك الأعمال تمت من خلال اللجنة العليا بين البلدين والتي يرأس الأمير سلطان جانبها السعودي، وأنجز خلالها مشروعات خدمية كبيرة شملت المياه والطرق والمدارس والمستشفيات، لافتا إلى أن «الأمير سلطان لا يرغب في أن نطلق اسمه على أي من هذه المشروعات التنموية الضخمة»، مشيرا إلى أن «الأمير سلطان وبمجرد أن نتصل به أو نكتب إليه لا يتوانى أو يتأخر في التدخل لمعالجة المرضى اليمنيين وبصورة تتجاوز ما كنا نتوقعه مهما كانت احتياجات ومتطلبات حالة المريض، سواء أكان العلاج داخل المملكة أو على نفقتها في بلدان أخرى متقدمة طبيا». ويضيف عبد الله الأحمر: «الأمير سلطان شخصية نادرة وطاقة قوية في أعماله وجهوده، وتحمل جهودا كبيرة ليس في وزارة الدفاع فحسب، بل في كل مجالات الدولة، لأنه الرجل الثاني في هرم القيادة السعودية، وهو مع الملك الراحل فهد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عملوا ويعملون كالبنيان المرصوص وحققوا أرقى الإنجازات واتخذوا أصعب القرارات التي يشهد لها القاصي والداني والمحب والكاره والصديق والعدو، وشخصيا أجد الأمير سلطان يهتم بكل صغيرة وكبيرة في قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وتأتي قضية فلسطين في مقدمتها، وهو يعطيها جل تفكيره ووقته وجهده».

وشدد على أن للأمير سلطان سجلا أبيض ناصعا ومشرفا لن ينساه التاريخ في الأعمال والمجالات كافة، ليس محليا أو في اليمن فحسب، بل إنها موجودة وممتدة في البلدان العربية والإسلامية، وهى أعمال وجهود لا تمس جانبا واحدا فقط، فهي تتجاوز ذلك لتشمل الجوانب الخيرية والإنسانية وتعزيز العلاقات بين الدول وتقويتها بين الشعوب. واعتبر الأمير سلطان محركا رئيسيا في جهاز الدولة، يعمل ويساعد الملك في إدارة شؤون بلاده وشعبه في الداخل والخارج وخدمة قضايا أمته العربية والإسلامية ويبذل لأجلهما الغالي والنفيس.

أحمد اللوزي: الأمير سلطان رجل دولة وفارس وحكيم

* ويشدد أحمد اللوزي رئيس مجلس الأعيان السابق في الأردن على أن الأمير سلطان رجل دولة وفارس وحكيم وشجاع.

وأشار إلى أن معرفته بالأمير سلطان بدأت عندما جاءت قوات من الجيش السعودي قبل وبعد حرب 1967 إلى الأردن، وكان يزور المملكة الأردنية الهاشمية لتفقد هذه القوات في مناسبات عديدة. «وتوطدت علاقتي وصلتي الشخصية به عندما كنت رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع من عام 1971 إلى عام 1973. كنا على اتصال شخصي وأخوي دائم، وفي ضوء هذه الاتصالات والمعرفة التي أعتز بها استمرت الصلة والأخوة والمودة إلى هذه الأيام، وفي إطار ذلك كله، فإن صلته بالقيادة الأردنية الهاشمية والمسؤولين الأردنيين كانت حميمة وقوية ومتينة، تنظمها وتزينها مبادئ وأهداف مشتركة بين البلدين، متوجة بالعلاقات الأخوية التي تربط القيادتين الهاشمية الأردنية والعربية السعودية. فعلى سبيل المثال، فإن المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وعند تسلمه سلطاته الدستورية، كان في طليعة ما حرص عليه قيامه بزيارة تاريخية إلى الرياض، التقى خلالها المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود. وتواصلت الزيارات بين الملك حسين والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وكانت الزيارات تتم كل سنة بشكل دائم ومتواصل من أجل التشاور والتنسيق في المواقف، تحقيقا لأهداف مشتركة خدمة للعرب والمسلمين.

وسار الملك عبد الله الثاني على نهج والده بالزيارة والتواصل مع الملك فهد بن عبد العزيز، والملك عبد الله بن عبد العزيز، وفي اعتقادي أن المملكة العربية السعودية واستقرارها وازدهارها، ننظر إليه ونؤمن به كما نؤمن بأمننا واستقرارنا في المملكة الأردنية الهاشمية، وأن وجود القوات السعودية في مرحلتين متتاليتين ومهمتين هو تجسيد وتعزيز لهذا المفهوم. إن الأمير سلطان بن عبد العزيز رجل دولة وفارس وحكيم وشجاع في تقديره ونظرته إلى الأردن قيادة وشعبا وحكومة، وهناك مواقف للمملكة العربية السعودية لا تنسى تجاه الأردن والتعاون معه إلى أبعد الحدود، وفي رأيي أن المملكتين شكلتا نموذجا للتعاون في الإطار العربي القومي، وتمثلان ظاهرة في العمل العربي المشترك المسؤول في كل اتجاه وعلى كل صعيد. ومن الناحية الشخصية أتمنى للأمير سلطان بن عبد العزيز السلامة، وأن يظل دائما محاطا بالصحة والعافية، مما يعينه على أداء مهامه الأخوية تجاه العرب والمسلمين».

مصطفى طلاس: حارس النظام وشخصية عربية مميزة

* ويؤكد العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري السابق على أن «الأمير سلطان شخصية سعودية عربية مميزة، فهو أحد أعمدة النظام في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهو إضافة إلى ذلك يمكن اعتباره حارس النظام، لأنه وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للقوات المسلحة السعودية. من هذا المنطلق فهو يحظى بتقدير ودعم المملكة والمسؤولين العرب في الدول العربية كافة. أنا أعتز بصداقتي مع هذا الرجل وبمحبتي له، ولا يمكن أن أنسى أبدا أنه في عام 1972 كلفني الرئيس حافظ الأسد أن أعيد العلاقات السعودية السورية إلى سابق عهدها، وقد كانت المفاجأة أن الملك فيصل بن عبد العزيز كلف الأمير سلطان بالمهمة نفسها، والتقينا في القاهرة عبر الاجتماعات التي نجريها كوزراء دفاع، وتكلل المؤتمر بالنجاح وأصبحنا كما يقولون في بلاد الشام (دبس على طحينة) ولم تنتكس بعدها العلاقات مع المملكة أبدا.

كما شاركت المملكة في حرب تشرين (أكتوبر) بمجموعات قوات الملك عبد العزيز، وكنت أكثر سعادة عندما كنت أطلب من قائد المدفعية السعودية أن يرمي باتجاه العدو الإسرائيلي، وكان الجواب يأتيني (أبشر)، وبعد عدة ثوان تنطلق نيران الجحيم باتجاه العدو الإسرائيلي. لقد كان الأمير سلطان دائما مثال الأخ الذي يقف موقف الرجل إلى جانب عائلة أخيه، وله مواقف شخصية معي ومع عائلتي لا يمكن أن أنساها، تدل على معدنه الطيب.

لا أذكر أني طلبت أي طلب من الأمير سلطان إلا وكان جوابه بالإيجاب، وعندما جاء في آخر زيارة إلى دمشق أصرّ على زيارتي ليقول لنا بشكل غير مباشر (ما زلنا أصدقاء لهذا المنزل).

وقد كرمه الرئيس بشار الأسد بأن قام بوداعه في مطار دمشق الدولي، وهذه المأثرة تعتبر سابقة لرئيس الجمهورية. والأمير سلطان تربطه بالسوريين عموما علاقات ممتازة، كما أن السوريين الذين يعملون في المملكة أشد الناس إخلاصا للمملكة، ونحن أعطيناهم توجيها بذلك، ومن يخالف هذا التوجيه نبادر نحن إلى تأنيبه وحتى معاقبته وليس المملكة».

أسامة الباز: جهوده ملموسة لتسوية المنازعات

* ويعلق الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك على شخصية الأمير سلطان بقوله:

«باعتباره من أهم أعمدة الحكم في المملكة العربية السعودية، وباعتباره أحد الرجال العرب المعروفين كسليل أجيال أصيلة سارت في طريق طويل من أيام مؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود، بهذا الاعتبار، فقد قام بإسهامات كثيرة محمودا ومشكورا، وما زال هذا الإسهام مستمرا، ونتمنى له الاستمرار في القيام بهذا الدور المرموق والمهم جدا لمصلحة الشعوب العربية.

أما على صعيد العلاقات بين البلدين، مصر والمملكة العربية السعودية، فأنا دائما من المؤمنين باللحمة الوثيقة بين الشعبين، وبين القيادة في المملكة ومصر. ولقد لمست في العديد من المواقف مدى حرص الأمير سلطان بن عبد العزيز على هذه اللحمة سواء في الشؤون الرسمية أو غير الرسمية. وعلى الصعيد العربي، هو شخصية مرموقة جدا ومن الأشخاص الذين يذكرون عندما نتحدث عن الرجال القادرين على صون الأمن القومي العربي، وعندما نحصي عددا من المسؤولين العرب الذين لهم إسهام في تعزيز القوة العربية وتعزيز العلاقات بين الأشقاء عموما، فقد كان دائما ساعيا لتسوية المنازعات بين العرب، وكان ساعيا دائما لتعزيز القدرة الدفاعية للأمة العربية عموما، وللتضامن العربي، ولم نجده أبدا غائبا عن أي دعوة للعمل على تعزيز الأمن القومي العربي، وكل ما يؤدي إلى تعزيز القدرة العربية».