المرشد الأول لأبناء ولي العهد: لم ألجأ أبدا لرفع تقارير عنهم لوالدهم

فيحان المرزوقي يروي لـ «الشرق الأوسط» قصة 25 عاما من مرافقته لـ6 من أبناء الأمير سلطان

الأمير سلطان والأمير سلمان خلال إحدى الرحلات البرية في لقطة باسمة للكاميرا (تصوير: بندر بن سلمان)
TT

«الحديث عن طريقة تربية الأمير سلطان بن عبد العزيز لأبنائه، أمر صعب، فلقد كان يتخذ من الطرق أسهلها وأكثرها عمقا وتأثيرا لتنشئة جيل لا يعرف الاتكالية، ويمزج في تعاملاته بين الالتزام بتعاليم الدين، ومواكبة متطلبات العصر». بهذه الكلمات روى لـ«الشرق الأوسط»، أول مرشد لأبناء ولي العهد السعودي الطريقة التي كان يتبعها في تربية أبنائه.

شخصية في عظم مسؤولية ولاية العهد، وقيامها بمنصب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، إلى جانب توليها موقع النيابة لرئيس مجلس الوزراء، ورئاستها لعدة هيئات ومؤسسات حكومية، لن يكون لديها من الوقت الكثير لمهمة «تربية الأبناء».

إلا أن الأمير سلطان بن عبد العزيز، كما يحكي عنه فيحان المرزوقي المرشد الأول لـ6 من أبناء ولي العهد، كان يحرص على متابعة تربية أبنائه بشكل دقيق وملحوظ، حتى أنه لجأ بعد تعاظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، إلى تعيين مرشدين مع عدد من أبنائه الصغار، للأخذ بآرائهم ونصائحهم في أي من مجالات الحياة.

يقول المرشد الأول لأبناء الأمير سلطان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «ولي العهد كان يعزز من مكانة المرشد في نفوس أبنائه الصغار، وكان يعطيهم من التوجيهات التي تفرض عليهم حتمية الانصياع لأوامر المرشدين الذين عادة ما يتوخى الدقة في اختيارهم».

ورافق فيحان المرزوقي، الذي تعود أصوله إلى محافظة تربة (غرب السعودية)، عددا من أبناء الأمير سلطان بن عبد العزيز، هم: (نايف، وبدر، وسعود، ونواف، ومنصور، وعبد الله).

ويتذكر المرزوقي جيدا، حينما طلبه الأمير سلطان بن عبد العزيز، قبل أكثر من 25 عاما، وكان وقتها ابنه نايف، الذي تجاوز عمره هذه الأيام 30 عاما، حاضرا، فأكد ولي العهد على ابنه بسماع توجيهات المرشد قائلا له: «هذا فيحان، حينما يقول لك اجلس تجلس، وحينما يقول لك قف تقف»، فما كان من نايف إلا أن أومأ برأسه إيجابا، قائلا: «سم يبه»، وهي عبارة تعكس الانصياع التام لتلك الأوامر.

ويشير فيحان المرزوقي، إلى أن الأمير سلطان بن عبد العزيز، أراد من خلال هذا الموقف، أن يعمق مكانة المرشد في نفوس أبنائه، وأهمية أن يكون هناك احترام لآراء كبار السن، مهما كان موقعهم من التعليم، على اعتبار أن الأمية كانت تسيطر قبل أكثر من ربع قرن على أعداد ليست ببسيطة من كبار السن.

وفيحان المرزوقي، واحد من 4 مرشدين على الأقل، استعان بهم الأمير سلطان بن عبد العزيز لمرافقة أبنائه في صغرهم. ويتذكر المرزوقي، أن الأمير سلطان عين كلا من عبد الله بن سيف من محافظة الخرج، وصالح بن عبد الواحد من مدينة الرياض، والدكتور عبد المجيد الغامدي من الجنوب، كمرشدين لأبنائه الصغار.

ويلاحظ التنوع الجغرافي في اختيار ولي العهد لمرشدي أبنائه، وذلك لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من آراء ومشورة أبناء مناطق مختلفة من البلاد.

في العادة، يكون ضمن مهام المرشدين لصغار أبناء الأمير سلطان، رفع تقارير عن أي خطأ سلوكي يتم ملاحظته على الأبناء الصغار.

غير أنه، وعلى مدار الـ25 عاما التي قضاها فيحان المرزوقي مع أبناء الأمير سلطان الستة، يقول إنه لم يلجأ يوما إلى رفع تقارير عنهم إلى والدهم، وهو ما يعكس قدرا كبيرا من الانضباطية في التعامل التي كان يبديها الأمراء الصغار مع الآخرين.

ويسترجع المرشد الأول لأبناء الأمير سلطان، كل هذه الذكريات مع الأمراء الصغار خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، في الوقت الذي يحضر بعض من رافقهم خلال صغرهم، هذه الأيام، لدراساتهم العليا في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.