الأمير سلطان في حوار صحافي مع نجليه خالد وفهد قبل نصف قرن

قال: أتمنى أن أرى نهضة أميركا وأوروبا في بلادي مع الاحتفاظ بتقاليدنا والاعتزاز بديننا وعروبتنا

الأمير سلطان في إحدى رحلاته البرية وخلفه الأمير خالد بن سلطان (تصوير: بندر بن سلمان)
TT

نشرت صحيفة «الناصرية» الصادرة عن معهد الأنجال في عام 1379هـ حديثا صحافيا أجراه الطالبان بالمعهد، الأميران خالد بن سلطان وفهد بن سلطان، مع الأمير سلطان عبد العزيز الذي كان وقتها وزيرا للمواصلات، وتظهر فيه بعض إنجازات وزارة المواصلات في عهده.

انتهز الابنان فرصة وجود والدهما الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير المواصلات في مكتبه، فوقف خالد عن يمينه، وفهد عن يساره، وأمسك كلاهما بورقة، وأخذا يوجهان بعض الأسئلة التي تدور حول المواصلات إلى والدهما، ولم يجد الأب بدا من الإجابة، واشترط عليهما ألا تكون أسئلتهما صعبة، مثل أسئلة الامتحان. وبعد أن استمع إلى الأسئلة، وأجاب عنها، طلب من ولديه إعلان النتيجة.. فقال خالد «أشهد لك بالنجاح في المواصلات مائة في المائة».. وقال فهد «أنت أنجح أب، وإني أدعو الله لك بطول العمر». وقد نشر الابنان هذا الحديث في مجلة «الناصرية» كما يلي:

بين خالد ووالده

* السؤال الأول:

* ما أهم المشروعات التي نفذتها وزارة المواصلات، والتي في سبيل التنفيذ.. وما الغرض من هذه المشروعات؟

ـ الأفضل أن تقتصر إجابتي على المشروعات التي يجري العمل فيها حاليا، وهي:

أ ـ إنشاء عدة طرق هي:

من مكة إلى جدة، وهو يوازي الطريق الحالي. ومن الطائف إلى عرفات. ومن الرياض إلى خريص. ومن الرياض إلى مرات طريق الخرج الدلم. توسعة ميناء الدمام الصغير، بإضافة مراس جديدة إلى المرسيين الموجودين حاليا، وسيتم هذا المشروع في ذي الحجة سنة 1981هـ، وكذلك إنشاء ميناء صغير للصنادل.

توسعة وتقوية محطات الهاتف اللاسلكي ليتسنى زيادة عدد ساعات الاتصال الداخلي والخارجي. أما المشروعات التي تزمع الوزارة تنفيذها فهي:

إنشاء أربعة طرق جديدة هي: الرياض ـ القصيم. مرات ـ الطائف، وبإتمامه يتم ربط الساحل الشرقي للمملكة بساحلها الغربي. الطائف ـ أبها. جدة ـ جيزان.

ب ـ إنشاء شبكات تلفونية في المدن المهمة. أما الغرض من هذه المشروعات فهو لا يخفى على أحد، إذ إن المواصلات بأنواعها هي شرايين البلاد، ولا توجد نهضة من دون المواصلات.

وعندما ترون بلادنا بإذن الله وقد ارتبطت كل أجزائها بوسائل مواصلات حديثة سريعة ستزداد خطوات نهضتنا اتساعا وقوة وثباتا.

السؤال الثاني:

صعوبات مشروعات الوزارة..

* هل تجدون صعوبات في تنفيذ مشروعات الوزارة، وما نوع هذه الصعوبات، وكيف تتغلبون عليها؟

ـ إن العناية والرعاية التي يشمل بها جلالة مولاي الملك بلاده، واهتمام ولي العهد بتقدم هذه البلاد وازدهارها، أهم العوامل التي تسهل لنا كل صعب في سبيل تحقيق ما يصبو إليه الجميع.

وعلى كل حال فإن قلة عدد الفنيين وذوي الكفاءات الممتازة في مختلف الفروع الهندسية مشكلة رئيسية تواجهنا دائما، ولكننا نعتمد على الله ثم على الجيل الجديد ليملأ هذا الفراغ.

السؤال الثالث:

* بلادنا مترامية الأطراف ولا بد من تسهيل الاتصال بين مناطقها المختلفة، وبينها وبين البلاد الشقيقة المجاورة، والطيران وحده لا ينهض بهذا العبء الآن إلا بصعوبة، كما يعاني المسافرون كثيرا من المشقة في أسفارهم، فما الوسائل السريعة التي ترونها كفيلة بتسهيل هذا الاتصال والقضاء على تلك الصعوبات؟

ـ حاجة بلادنا إلى وسائل مواصلات سهلة أكثر من حاجة أي بلد آخر لتباعد أطرافها ووجود بعض المناطق الوعرة، ولكننا نرجو أن يأتي سريعا إن شاء الله اليوم الذي نجد فيه بلادنا وقد انتشرت فيها جميع وسائل المواصلات الحديثة، بما في ذلك الطرق الواسعة السهلة والسكك الحديدية والطيران والمواصلات السلكية واللاسلكية.

من فهد إلى أبيه

* السؤال الأول:

* زار سموكم كثيرا من بلاد العالم، واطلعتم على كثير من ألوان الحضارة والتقدم، فماذا رأيت في هذه البلاد وتمنيت أن تراه في بلادنا، وكيف يمكن أن تتحقق هذه الأماني؟

ـ تمنيت أن أرى في بلادي النهضة الصناعية والزراعية والعمرانية التي رأيتها في أوروبا وأميركا، ولكنني أتمنى في الوقت نفسه أن نظل دائما محتفظين بتقاليدنا ومعتزين بديننا وعروبتنا.

السؤال الثاني:

* ماذا تتمنى لأولادك الذين يدرسون في معهد الأنجال، وما رأيك في هذا المعهد؟

ـ أتمنى لأولادي أن يكونوا رجالا يؤدون لمليكهم وبلادهم أجل الخدمات. أما معهد الأنجال فله في نفسي مكانة خاصة، وهو دائما محل إعجابي وتقديري.

السؤال الثالث:

* يسرنا أن نسجل على صفحات «الناصرية» نصيحتكم إلى شباب البلاد وناشئة الجيل..

ـ نصيحتي إلى الشباب أن يعتمدوا على أنفسهم قبل كل شيء، وأن يضعوا نصب أعينهم دائما حاجة بلادهم إلى جهودهم وقوتهم في سبيل النهوض والازدهار.