برهم صالح ينهي زيارته لبغداد اليوم بعد استكشاف آفاق الحلول للخلافات

مصدر مقرب من رئيس حكومة كردستان: اتفاق على التمسك بالدستور

عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية العراقي، لدى استقباله، مساء أول من أمس، برهم صالح، رئيس حكومة إقليم كردستان («الشرق الأوسط»)
TT

من المقرر أن ينهي رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح اليوم زيارته الخاصة إلى بغداد بعد إجرائه العديد من اللقاءات مع قادة الدولة العراقية. وعلى الرغم من التصريحات الخاصة التي أدلى بها مسؤولو الإقليم حول الهدف من الزيارة، وهو استئناف المحادثات بشأن الملفات العالقة التي تثير الخلافات بين أربيل وبغداد، فإن مصدرا في مكتب صالح أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الزيارة كانت خاصة لرئيس حكومة الإقليم، وتهدف إلى «استكشاف آفاق الحلول لتلك الخلافات بالتشاور مع قادة الدولة، قبل الشروع في المفاوضات الرسمية بهذا الشأن».

وقال المصدر «إن صالح أجرى خلال الزيارة العديد من اللقاءات المثمرة مع رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبي رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ووزيري الدفاع والأمن الوطني للتشاور حول الملفات العالقة، وكانت الأجواء إيجابية جدا سادتها الثقة المتبادلة، وأكدت الحكومتان تمسكهما بالحلول الدستورية للمشاكل العالقة، والتأكيد على الابتعاد عن السجالات الإعلامية، حيث إن هناك تهديدات ومخاطر حقيقية على العملية السياسية، مما يفرض على الحكومتين تنسيق مواقفهما المشتركة لدرء تلك المخاطر عن البلد، وفي هذا السياق تم بحث مشكلة قوات البيشمركة، وأكد رئيس حكومة الإقليم خلال محادثاته مع قادة الدولة ضرورة التعامل مع هذه القوات باعتبارها قوات حرس للإقليم وهي جزء من منظومة الدفاع الوطني في البلد، ولها دور مهم في الحفاظ على أمن البلاد ومواجهة القوى الإرهابية، وبالمقابل تترتب على الحكومة الاتحادية التزامات في هذا الصدد خصوصا لجهة التجهيزات العسكرية وتوفيرها لتلك القوات إلى جانب تدريبها وإعدادها لوجستيا».

وحول الملف النفطي، أكد المصدر «أن صالح أكد أن العراق بحاجة إلى تعزيز إنتاجه النفطي بأسرع وقت ممكن، وأن هناك إمكانيات في كردستان لضخ النفط، والإنتاج النفطي في الإقليم سيكون من مصلحة العراق والإقليم معا، حيث إن المتضرر الأكبر من عدم استثمار هذه الثروة في الإقليم هو الخزينة العراقية، لذلك شدد صالح على ضرورة استثمار هذه الثروة وحل إشكالية العقود النفطية ودفع مستحقات الشركات الخاصة التي عملت بكردستان في مجال الاستثمار النفطي، وتم التأكيد خلال اللقاءات على العمل معا من أجل استكشاف الآليات القانونية حول هذا الملف». وأشار المصدر إلى أن برهم صالح «أكد خلال لقاءاته واجتماعاته تمسك القيادة الكردستانية بالثوابت الوطنية وبالاحتكام إلى الدستور في معالجة الإشكالات القائمة مع الحكومة الاتحادية، وأن حكومة الإقليم الجديدة تستند على نفس الثوابت التي رسمها السيد رئيس الإقليم مسعود بارزاني والتي سارت عليها حكومة الإقليم السابقة برئاسة السيد نيجيرفان بارزاني، باعتبار تلك الثوابت تعبيرا عن الإجماع الوطني الكردستاني. كما شدد صالح خلال تلك اللقاءات أيضا على أهمية التواصل بين الحكومتين الاتحادية والإقليمية لترابط مصالح الطرفين حيث من غير الممكن، حسب تعبيره، فصل مصالح كردستان عن بقية مصالح العراق، مؤكدا ضرورة مجابهة الدعوات التي تحاول تسييس هذه الملفات لدق إسفين بين أبناء الشعب العراقي».

وفي ختام تصريحه أكد المصدر «أن لجان العمل ستبدأ في عقد اجتماعاتها قريبا لوضع إطار الحلول لتلك الخلافات على ضوء نتائج هذه الزيارة، بما يتوافق مع أسس ومبادئ الدستور العراقي».