ردود فعل متباينة حيال دعوة البولاني لطي صفحة الماضي مع البعث

برلمانيون اعتبروها رسالة بأنه رئيس الوزراء المقبل.. وآخرون طالبوا بتعويض الضحايا

TT

أثارت تصريحات وزير الداخلية العراقي جواد البولاني الأخيرة، حول دعوته إلى طي صفحة الماضي مع البعثيين، ردود أفعال مختلفة لدى العراقيين بين مؤيد ورافض لها. وبينما اعتبر برلمانيون أن عودة البعث إلى الحياة السياسية تعني العودة إلى المربع الأول، رأى آخرون أنها دعوة مهمة مطالبين بإلغاء هيئة المساءلة والعدالة.

وكان البولاني، رئيس ائتلاف وحدة العراق، قد دعا أول من أمس إلى طي الصفحة والمضي قدما «لأن حزب البعث أصبح من الماضي ولأن الكراهية لن تعيد الموتى». وجاءت تصريحاته تلك في أعقاب التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد الثلاثاء الماضي والتي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى. واتهمت الحكومة العراقية دولة مجاورة بتمويل تلك التفجيرات. وكانت أزمة دبلوماسية قد نشبت بين العراق وسورية إثر اتهام بغداد لدمشق بإيواء العناصر التي نفذت موجتين سابقتين من التفجيرات، واللتين تعرفان بتفجيرات الأربعاء والأحد الداميين.

وقال النائب صباح الساعدي، عن كتلة الفضيلة إن «الكراهية والعنف لا يعيدان الموتى، لكن الحقوق يجب أن تؤخذ والقصاص والمساواة يجب أن يكونا هما أساس العدل داخل العراق».

وأضاف الساعدي لـ«الشرق الأوسط» أن «جرائم حزب البعث يجب أن تكون عبرة لكل نظام سياسي جديد»، مؤكدا أن «مقولة عفا الله عما سلف، يجب أن لا تأتي بدكتاتورية جديدة إلى العراق مثل دكتاتورية حزب البعث».

وقال الساعدي إن «على الحكومة العراقية الاهتمام بذوي شهداء المقابر الجماعية والسجناء وجميع ضحايا النظام البعثي السابق»، واستطرد قائلا إن «حزب البعث ما زال نشطا وما زال يمارس عملياته الإجرامية داخل العراق وعودته من جديد تعني العودة إلى المربع الأول»، وأضاف أن «صفحة حزب البعث لا يمكن أن تنطوي وهي صفحة مظلمة بتاريخ الشعب العراقي».

وحول الهدف من تصريحات وزير الداخلية العراقية، قال الساعدي «هي رسالة إلى الدول التي تحتضن حزب البعث وأفراده، يراد منها بشكل أو آخر أنه سيكون رئيس وزراء قادم».

وينوي البولاني خوض الانتخابات النيابية المقبلة ضمن قائمة وحدة العراق التي يعتقد مراقبون بأن لها حظا كبيرا في الانتخابات المقبلة، إذ تضم شخصيات بارزة من بينها أحمد أبو ريشة، رئيس الصحوات في العراق، وأحمد عبد الغفور السامرائي، رئيس الوقف السني. وأكد البولاني في وقت سابق أن قائمته ستشكل الحكومة المقبلة.

ومن جهته، قال لطيف العميدي، قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة عمار الحكيم، «نحن ضد مبدأ طي صفحة الماضي، وحزب البعث لم يصبح إلى الآن من الماضي، بل لديه جذور في داخل وخارج العراق يجب إقصاؤها وعدم السماح لها بالظهور مرة أخرى».

وأضاف لطيف العميدي لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب البعث إذا عاد سوف تعود معه الأساليب الإجرامية والقمعية، ونحن نرفض عودته بكل أشكالها»، مؤكدا أن الماضي لم ينته والدليل «الجرائم التي يرتكبها ضد العراقيين بين فترة وأخرى». ومن جانبه، أعلن عبد مطلك الجبوري، رئيس الكتلة العربية المستقلة في مجلس النواب العراقي، عن تأييده لطروحات البولاني، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «على الكتل السياسية إعلان نسيانها للماضي والتفكير بالمستقبل»، مطالبا بـ«إلغاء هيئة اجتثاث البعث أو هيئة المساءلة والعدالة وتحويل عملها وملفاتها للقضاء العراقي لأنه الحكم والفاصل في من آذى الشعب وله جرائم».

وقال الجبوري إن «بالإمكان تغيير مسار هذه المؤسسات وتعيين قضاة متخصصين للمباشرة في العمل بها وإبعاد الأحزاب عنها جملة وتفصيلا»، مؤكدا أن «دعوة البولاني مهمة ويجب دراستها والبدء بصفحة جديدة في الحياة السياسية العراقية، وأن هذا الأمر يتطلب تغيير بعض فقرات الدستور المختصة بالبعث».