هاني المصري لـ «الشرق الأوسط»: باب المصالحة مغلق إلى إشعار آخر

قال إن سليمان أبلغ وفد الوفاق بأنه سيلتقي به العام المقبل ويجد أن حماس لم توقع بعد

TT

قال عضو لجنة الوفاق والمصالحة، هاني المصري، لـ«الشرق الأوسط»، إن باب المصالحة بين فتح وحماس أغلق إلى إشعار آخر. وأوضح المصري، الذي زار مع وفد من المستقلين جمهورية مصر قبل 4 أيام، والتقى الوزير عمر سليمان، أن مصر وصلت إلى قناعة بأن حماس لا تريد التوقيع.

وأبلغ سليمان وفد المصالحة، أن القاهرة لن تسمح بفتح الورقة المصرية، وتغيير أي حرف فيها، بل اعتبر أن «فتحها بمثابة مساس بهيبة وأمن مصر ومحاولة للي ذراعها، وهذا ما لن يحدث ولن تقبل به مصر على الإطلاق». وكانت حماس قد طلبت إجراء تعديلات على الورقة التي وقعت عليها فتح، من أجل أن توقع، وحذرت فتح من أن أي تعديل على الورقة يعني أن توقيعها سيعتبر لاغيا.

ونقل المصري عن سيلمان قوله للوفد، «سنلتقي العام القادم وتجدون أن حماس لم توقع بعد». وأضاف سليمان «قرارها ليس بيدها». وحسب المصري، فإن سليمان مصاب بخيبة أمل كبيرة وإنه منفعل بسبب موقف حماس المفاجئ الرافض للتوقيع. وقال المصري «رفع الرجل (سليمان) تقارير للرئيس المصري والدول الكبرى تقول إن حماس ستوقع وحدث العكس، المسألة أصبحت شخصية أيضا بالنسبة له». ويرى «أن حماس لن توقع قبل أن تحسن شروطها، وهي تتعامل بمنطق غزة بالأيد ولا عشرة على الشجرة». وقال المصري: «ربما بعد إتمام صفقة شاليط، إذا رفع الحصار عن غزة، فستوقع حماس من موقع أقوى». وأضاف، «حماس لا تزال تراهن على الوقت والمتغيرات التي يمكن أن تأتي لصالحها قبل إتمام المصالحة، بما يحفظ مكانتها في النظام الفلسطيني».

وتابع القول: «حماس تخشى أن تنتهي سيطرتها على غزة دون أن تصبح شريكا كاملا في السلطة والمنظمة، وهذا يتطلب موافقة إسرائيلية وأميركية وعربية، أعتقد أن الأمر ليس بيد (الرئيس محمود) عباس وحده».

ويقترح المصري، وهو محلل سياسي بأن يبدأ حوار شامل بين فتح وحماس وفصائل أخرى من أجل الوصول إلى تفسير مشترك للورقة المصرية وكيفية تطبيقها. وردا على سؤال حول جدوى الحوار طالما يقول إن حماس وفتح لا يملكان قرارهما، قال المصري «لإبقاء باب الأمل مفتوحا». ونفى المصري أن تكون مصر قد قررت التخلي عن ملف المصالحة، ناقلا تأكيد سليمان، أن مصر لن تتخلى عن دورها القومي تجاه القضية الفلسطينية حتى تحقيق إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية. وأكد المصري، أن مصر لا تمانع بلقاء أي من الفصائل لكنه قال إنها لن تدعو أيا من الفصائل من أجل الحوار.

ولا يعتقد المصري أن غضب مصر سيتحول إلى قطيعة مع حماس، وقال إن سليمان أبلغهم بأن القاهرة لن تدفع باتجاه صدور قرار عربي بتحميل حماس مسؤولية عدم تحقيق المصالحة الوطنية، «حتى لا تقطع شعرة معاوية معها».

وخرج وفد المصالحة من لقاء سليمان بقناعة تقول، إن المصالحة لن تتحقق على المدى المنظور إلا إذا «طرأت تطورات مفاجئة».

وكانت مصر قد طلبت من حماس التوقيع على الورقة كما هي، وأبلغتها أنها ستأخذ ملاحظاتها بالحسبان عند تطبيق الورقة المصرية، لكن هذا لم يقنع حماس.