جندي إسرائيلي يخطط لتسليم مصر دفاتر يوميات لجنود مصريين قتلوا في حرب 1967

والده جمعها آنذاك ولم يعرف كيف يتصرف بها

TT

يعرض جندي إسرائيلي على مصر أن تتسلم منه مجموعة من التذكاريات التي كان والده قد جمعها من جثث الجنود المصريين الذين استشهدوا خلال الحرب الإسرائيلية العدوانية عام 1967، ويريد أن يكفر عن ذنب والده بهذه الطريقة.

ويتضح من كلام هذا الجندي، الذي يفضل عدم نشر اسمه أو اسم والده، أن والده حارب في سنة 1967 في إطار وحدة مظليين. واعتاد الجنود الإسرائيليون يومها على أخذ تذكاريات من الحرب إلى بيوتهم. فاختار هو أن يفتش في جيوب جثث الجنود المصريين ويحتفظ لنفسه بما يعثر عليه فيها. وتمكن بهذه الطريقة من جمع الكثير من التذكاريات، مثل: دفاتر يوميات، وبطاقات هوية، أو بطاقات تجنيد، أو صور لأفراد العائلة، وغيرها.

ويبدو أن هذا الجندي ندم على فعلته، حيث إن احتفاظه بما سماه «تذكاريات» أدى إلى صعوبات في التعرف على شخصيات بعضهم، فضلا عن أن أحدا لم يحاسبه على ما سرقه من جيوب الضحايا. فقرر أن يعيد ما أخذه إلى عائلاتهم. ولكنه، كما يقول نجله اليوم، خشي من ردود الفعل. فهو إن سلمها للسلطات الإسرائيلية سيتعرض للمساءلة. وإذا سلمها للمصريين، لا يعرف كيف سيكون رد فعلهم. وتوفي قبل سنة ونصف السنة، أي بعد أكثر مرور من 40 سنة على العملية، من دون أن يتوصل إلى قرار بشأنها. ولكنه أشرك زوجته في هذا الهم. وأبلغها برغبته في تسليم التذكاريات إلى أصحابها. وحمل نجله هذه الوصية، وهو أيضا جندي في جيش الاحتياط الإسرائيلي. وقال إنه إضافة إلى احترامه لوصية والده، يعرف أيضا ما هي قيمة التذكاريات. وأضاف، في حديث مع موقع الإنترنت التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «أنا أيضا جندي. وفي حرب لبنان الأخيرة كتبت ذكريات في دفتر يوميات. ولو قتلت في الحرب، كنت أود لو سلم هذا الدفتر إلى أهلي، لا أن يقع بأيدي جنود العدو». ولذلك، بدأ هو أيضا البحث عن وسيلة لتسليم المواد إلى عائلات الجنود المصريين. وفكر هو أيضا بتسليمها إلى الجيش الإسرائيلي، ولكنه تراجع لأنه يريد ضمان أن تصل إلى العائلات المصرية بشكل مضمون، حتى يريح ضميره. وفكر في التوجه إلى السفارة المصرية في تل أبيب، لكنه خشي من رد فعل المصريين. واختار بالتالي أن يسلم الموضوع إلى موقع الصحيفة الإلكتروني (ynet)، لكي يهتم به.

ولم ينشر الموقع المواد البعد الإنساني ذاته لذكريات الجنود، إنما اقتصر على بعض الروايات عن الحرب نفسها. فاختار من دفتر أحد الجنود المصريين الذي لم يذكر اسمه ما يلي «فوجئنا بهجوم مكثف للطائرات الإسرائيلية. لم نتوقع مثل هذا العدد من الطلعات الجوية والغارات. فوجئنا أيضا بالغارات على المطارات العسكرية في القاهرة». ومن دفتر جندي في سلاح الجو المصري اسمه محمد إبراهيم، خدم في الوحدة رقم 451031 ورقمه الشخصي 904841، اختاروا «نفذنا اليوم هجوما مع ضوء الفجر، وأسقطنا ثماني طائرات، وأسرنا ثمانية طيارين». ويذكر هذا الجندي صديقا له حارب إلى جانبه اسمه جلال سعيد عبد الحميد من مدينة الإسماعيلية ويسكن في شارع البلاج رقم 5. وهناك جندي ثالث اسمه حسن سليم عجوة من الزقازيق، يصف نقطة الحراسة التي أقيمت فوق جبل في سيناء. وهناك بطاقة تجارية تحمل اسم فتحي عبد الخالق شاهين، موسيقي وصاحب معمل حلويات في ديرب نجم بمحافظة الشرقية بمصر. وبطاقة شخصية للجندي علي حسن علي من مواليد القاهرة سنة 1905 ورقم بطاقته 518239 وغير ذلك من التذكاريات.