النيجر يبحث مع الجزائر رفع مستوى التنسيق الأمني لمواجهة اختطاف الغربيين

واشنطن تدرب قوات مالية على القتال ضد الإرهاب في الصحراء

TT

يوجد بالجزائر منذ أمس الوزير الأول النيجري علي باجو غماتي، في إطار زيارة يبحث خلالها مع كبار المسؤولين في البلاد قضايا أمنية تتصل بمخاطر الإرهاب بالمنطقة. يتزامن ذلك مع إجراء تدريبات قرب الحدود الجزائرية المالية، يستفيد منها الجيش المالي بإشراف القوات الأميركية بغرض تطويق نشاط «القاعدة».

وقال مصدر أمني جزائري لـ«الشرق الأوسط»، إن الدافع الرئيسي لتنقل مبعوث رئيس النيجر ممادو تانجة إلى الجزائر هو الأحداث الأمنية التي وقعت بالمنطقة في الأسبوعين الماضيين، المتمثلة في خطف أحد الفرنسيين في مالي يوم 25 من الشهر الماضي، ثم اختطاف ثلاث رعايا إسبان من النشطين في المجال الإنساني في موريتانيا يوم 29 من نفس الشهر.

وينتظر أن يبحث الوزير الأول باجو غماتي، مع نظيره أحمد أويحيى رفع مستوى التنسيق الأمني بين البلدين خاصة على الحدود المشتركة التي يفوق طولها 500 كلم. ويعتبر التعاون الأمني والعسكري بين البلدين ضعيفا قياسا إلى درجة التنسيق بين الجزائر ومالي. وسبق للحكومة الجزائرية أن طلبت من سلطات بلدان الساحل، عدم التفاوض مع الخاطفين ولا القيام بأية وساطة قد تطلبها دولة غربية للإفراج عن رهائنها المختطفين من طرف «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». ويعتبر المسؤولون الجزائريون أن بلدهم المتضرر الأول من أموال الفدية التي يتلقاها الخاطفون، من الحكومات الغربية، ولهذا السبب أطلقوا مساعي منذ شهور لافتكاك لائحة من مجلس الأمن الدولي تمنع الدول من دفع فدية للإرهابيين حتى لو واجه رعاياها المختطفون خطر الموت.

وتعرض دبلوماسيان كنديان، روبرت فاولر ولويس غاي، للاختطاف بصحراء النيجر نهاية 2008 بينما كانا في مهمة بتكليف من الأمين العام الأممي. وقد تم إطلاق سراحهما بعد أربعة أشهر من الاحتجاز، نظير إطلاق سراح 3 إرهابيين من «القاعدة» كانوا مسجونين في مالي. وقد مارست كندا ضغطا كبيرا على النيجر ومالي لإقناع الخاطفين بفك قيود فاولر وغواي. واحتجت الجزائر، عبر قنوات غير رسمية، ضد الخضوع لشروط الخاطفين واعتبرت ذلك تشجيعا لهم على اختطاف المزيد من الأشخاص في صحراء الساحل التي تفوق مساحتها 4 ملايين كلم مربع.

يشار إلى أن فرع «القاعدة» في شمال أفريقيا تبنى خطف الفرنسي والإسبانيين، وألمح في بيان نشره الأسبوع الماضي على شبكة الإنترنت إلى أن الإفراج عنهم مشروط بإطلاق سراح أفراد ينتمون إلى شبكة التنظيم الإرهابي الدولية، لكن دون ذكر من هؤلاء ولا أين يوجدون.

وفي سياق متصل انطلقت بشمال مالي أول من أمس تدريبات عسكرية تحت إشراف قوات خاصة أميركية، هدفها تمكين الجيش المالي من مواجهة عناصر ينتمون إلى «القاعدة» كثيري النشاط في المناطق المتاخمة للحدود مع مالي، وتحديدا في غاو وكيدال وتومبوكتو التي تسكنها غالبية طرقية ناطقة بالعربية. وشهدت هذه المناطق أعمال خطف في العامين الماضيين، تقف وراءها جماعة عبد الحميد أبو زيد الذي يمثل القوة الضاربة لتنظيم «القاعدة» في المنطقة العابرة للساحل. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن عريف في الجيش المالي قوله، إن رفاقه استفادوا من تدريب المعارك في الصحراء وعلى فنيات إطلاق النار وتعقب الإرهابيين.