مسلحون يهاجمون سيارة تابعة للمعونة الأميركية في سيناء

قيادات محلية حذرت من ازدياد أعداد المسلحين وقطاع الطرق بسيناء

TT

هاجم مسلحون في مصر، سيارة تابعة للمعونة الأميركية في سيناء، كان يستقلها ثلاثة مصريين لم يصابوا بأذى، بينما حذرت قيادات محلية، من الحزب الحاكم والمعارضة، من ازدياد أعداد المسلحين وقطاع الطرق في شبه الجزيرة المصرية القريبة من الحدود مع إسرائيل.

وقالت مصادر في سيناء إن سيارة المعونة تعرضت الليلة قبل الماضية لإطلاق نار من مسلحين مجهولين في سيناء التي وقعت بها أعمال إرهابية ضد منتجعات سياحية قبل أربع سنوات، واعتقل فيها عناصر مما يعرف بـ«خلية حزب الله اللبناني في مصر» بداية العام الحالي. لكن مسؤولا أمنيا في سيناء قال في اتصال هاتفي مساء أمس أجرته معه «الشرق الأوسط» إن مباحث أمن الدولة ما زالت تحقق في الواقعة، مؤكدا في الوقت نفسه تعرض السيارة التابعة للمعونة لمطاردة من مسلحين مجهولين، لكنه رفض تأكيد ما إذا كانت السيارة قد تعرضت لإطلاق نار من عدمه.

وكان في سيارة المعونة الأميركية شخصان، هما محمد محمود، ورانيا رضوان، إضافة إلى السائق محمد عطية.. وقال المسؤول الأمني إنهم جميعا مصريون ولم يصابوا بأذى، وتابع موضحا أن الثلاثة من المتعاقدين مع هيئة المعونة، وليسوا موظفين رسميين لا في هيئة المعونة ولا في السفارة الأميركية. ورجح هذا المسؤول أن يكون المسلحون قطاع طرق، وليس لهم توجهات سياسية، مشيرا إلى حوادث مسلحة تقع بين الحين والآخر بين قبائل في سيناء.. «غالبا لا يوجد تعمد للأميركيين في هذا الحادث.. غالبا هو حادث عارض».

وقالت مصادر في مديرية أمن شمال سيناء إن المديرية تلقت بلاغا بتعرض سيارة لإطلاق النار، تحمل لوحة أرقام محلية، وليس عليها ما يشير إلى كونها تابعة لجهة أميركية، وإن الحادث وقع قرب قرية تلول التابعة لبئر العبد، قرب العريش. وتابعت أن أربعة مسلحين على الأقل كانوا يستقلون سيارة دفع رباعي من دون لوحة أرقام، قطعوا الطريق على سيارة المعونة، تحت تهديد السلاح، مشيرة إلى أن السيارة الأخيرة لاذت بالفرار، تحت وابل من رصاص المسلحين المجهولين.

وعلى الرغم من الاستمرار في فرض حالة الطوارئ في البلاد منذ اغتيال متشددين إسلاميين الرئيس أنور السادات، عام 1981، حتى الآن، فإن حوادث عنف لا تلبث تظهر بين وقت وآخر. وعقدت اللجنة الشعبية لحقوق المواطن في شمال سيناء مؤتمرا مساء أمس ناقشت فيه ما سمته «تداعيات وأسباب وسبل مواجهة ظاهرة الانفلات الأمني»، وقال الناشط المعارض مصطفى سنجر، منسق اللجنة بمنطقة رفح والشيخ زويد: «على الرغم من حالة الطوارئ، فإن حوادث السطو المسلح أصبحت تقع في وضح النهار».

وقال سليمان عياط، أمين إعلام الحزب الوطني في شمال سيناء، إن حوادث قطع الطرق والسطو على أيدي مسلحين في ازدياد في الفترة الأخيرة، بسبب انتشار ظاهرة حمل السلاح بين شبان عاطلين، مشيرا إلى أن المسلحين يستغلون في «إجرامهم» طول المسافات بين المدن والمناطق السكنية في شبه جزيرة سيناء. وأضاف: «وقع كثير من الحالات المماثلة قرب العريش وبعض المناطق الأخرى.. إن الأمر يحتاج لحسم أمني. توجد في أيدي بعض الأشقياء والخارجين عن القانون أسلحة آلية، من أحجام مختلفة».

ووقعت على الطريق نفسه، مظاهرة لسكان محليين الأسبوع الماضي كانوا يطالبون بتحسين أحوالهم المعيشية.

وتشهد منطقة الحدود بين مصر وغزة زيارات لوفود أجنبية للاطلاع على إجراءات تأمين الحدود ومنع التهريب إلى غزة، كما يوجد في منطقة الجورة بسيناء مقر القوات الدولية لحفظ السلام، التي سبق أن تعرضت لهجوم على أيدي متشددين إسلاميين. وكان وفد أمني أميركي قد استأنف أول من أمس، جولاته لتفقد الحدود المصرية مع قطاع غزة، ومتابعة أجهزة حديثة يجري زرعها هناك لرصد الأنفاق بين حدودي البلدين، وذلك وسط حراسة مشددة، وضم الوفد 4 أميركيين بينهم الملحق العسكري بالسفارة الأميركية في القاهرة.