مؤيدو خامنئي ينظمون مظاهرات حاشدة للتنديد بحرق صوره ووصفه بالطاغية

موسوي ينفي مسؤولية أنصاره.. ومدعي المحكمة الثورية يهدد باستخدام الحزم ضد المسيئين

أحمد الخميني أحد علماء الدين في ايران يتحدث أمام متظاهرين كانوا يحتجون على ما سموه إهانات من المعارضة لمؤسس الجمهورية الايرانية اية الله الخميني (رويترز)
TT

في رد على ما قام به متظاهرون خلال احتجاجات المعارضة الأسبوع الماضي عندما كسروا أحد المحرمات في السياسة الإيرانية وأحرقوا صور مرشد الجمهورية، علي خامنئي، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إنه انطلقت، أمس، في وسط طهران مسيرات عفوية حاشدة لأهالي العاصمة يرافقها أساتذة وطلبة الجامعات، احتجاجا على الإساءة الموجهة إلى الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران. وقالت الوكالة إن «المشاركين في هذه المسيرات التي انطلقت من وسط طهران رددوا شعارات نددوا فيها بالإساءة التي وجهها بعض مثيري الفتنة في ذكرى يوم الطالب لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

من جانبها قالت وكالة «أسوشييتد برس» إن عشرات الآلاف من رجال الدين والمتشددين شاركوا في هذه المظاهرات التي رعتها الحكومة، أمس، في عدة مدن إيرانية لإعلان تأييدهم خامنئي بعدما أثار غضبهم إحراق صوره وهتافات المتظاهرين يوم الاثنين الماضي، ووصفهم إياه بالطاغية. ويعتبر أنصار خامنئي المرشد فوق القانون، وأن أي انتقاد له يعد إهانة للإسلام، وتستحق العقاب بالسجن.

وقالت الوكالة إن المتظاهرين، أمس، هتفوا في شيراز جنوب إيران: «يعيش الخميني قائدنا»، كما هتف المتظاهرون من رجال الدين في قم: «الموت للمناوئين للمرشد». وغطى التلفزيون الإيراني مظاهرات، أمس، بشكل موسع، وكانت قد نظمت تحت شعار «دعم المرشد الراحل ومؤسس الجمهورية آية الله الخميني». كما بث التلفزيون الإيراني صورا لمتظاهري المعارضة وهم يحرقون صور خامنئي، وكذلك حادثة منفردة تحرق فيها صورة المرشد السابق ومؤسس الجمهورية أية الله خميني واتهم أنصار المعارض ومرشح الرئاسة الخاسر، مير حسين موسوي، بأنهم وراء حرق هذه الصور.

ونفى موسوي وقادة المعارضة هذه الاتهامات وقالوا إن المتشددين فقدوا شرعيتهم ويختبئون خلف خامنئي من أجل تأليب الإيرانيين ضد المعارضة. وقال موسوي في بيان على موقعه إنه متأكد تماما من أن الذين يؤيدونه لن يسمحوا بأدنى إهانة توجه إلى خميني، وإنه «متأكد من أن الطلبة لا يمكن أن يقدموا على ذلك، لأننا كلنا نعرف أنهم يحبون الإمام».

كما أدان حفيد الخميني، حسن الخميني، التلفزيون الرسمي لبثه حرق صور خميني قائلا: «إنه أمر مزعج». كما انتقد أحد رجال الدين الكبار، آية الله يوسف صانعي، وهو أحد المؤيدين لموسوي المتشددين قائلا إنهم يحاولون استخدام خميني كرمز لتأليب الإيرانيين ضد المعارضة، وإخفاء عجزهم. وأضاف أن المتشددين عندما يصلون إلى طريق مسدود يحاولون استخدام الإمام. ووصف محاولة إلقاء اللوم على المعارضة في حرق صور خميني بأنه مشابه لتكتيكات الشاه خلال الثورة في 1979.

وخلال مظاهرات الاثنين للمعارضة وصف المتظاهرون الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالدكتاتور، وهتفوا: «الموت للطاغية.. سواء كان الشاه أو الزعيم»، في إشارة إلى خامنئي، وذلك في مقارنة تحدث لأول مرة بينه وبين شاه إيران السابق. وعكس تصرف الطلبة تحولا في احتجاجات الطلبة التي بدأت بغضب من نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها نجاد وأخذت تتحول إلى مواجهة مع النظام كله.

في غضون ذلك قال مدعي المحكمة العامة والثورية في طهران، عباس جعفري دولت آبادي، إن السلطات المعنية ستتصدي بحزم للمسيئين للإمام الخميني. وأضاف جعفري دولت آبادي، أمس، حول ما وصفته وكالة الأنباء الإيرانية بانتهاك حرمة الإمام الخميني من قبل بعض مثيري الشغب في جامعة طهران، «سوف لن نغض النظر عن الأشخاص الذين اعتقلوا في التجمعات غير القانونية في يوم الطالب الجامعي 7 ديسمبر (كانون الأول)، وكذلك جميع الذين اتخذوا إجراءات مناهضة للثورة في هذه التجمعات، بما فيها الإساءة إلى مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وصرح المسؤول القضائي بأن المحكمة العامة والثورية في طهران ستتخذ قرارها الحاسم والفوري في حق أحد المتهمين الذي شاركوا في المظاهرات، وأساء بشكل صريح للإمام الخميني. وأكد المدعي العام لطهران على عدم غض النظر عن الذين أساءوا إلى الإمام الخميني، وقال، إن القوى الأمنية قدمت تقارير حول المتهمين وسيتم البت بها بسرعة وبشكل حازم وسيقدم المتهمون إلى المحكمة.

وقالت الوكالة إن ما وصفته بـ«بعض مثيري الفتنة ومنتهكي القانون قد أساءوا إلى مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحوادث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية».

وفي تطور آخر أعلن قائد سلاح البحر في الجيش الإيراني أن الغواصات الخفيفة مزودة بأسلحة خاصة، وترافقها فرق تنفذ عملياتها في أي وقت.

وأفادت وكالة أنباء «فارس» أن قائد سلاح البحر في الجيش الأميرال حبيب الله سياري، أعلن ذلك في معرض إشارته إلى الإجراءات التي تم اتخاذها للدفاع عن حصة إيران في مياه بحر الخزر. وقال المسؤول: «إن لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصالح في بحر الخزر (قزوين)، ولذا فقد تم اتخاذ التدابير اللازمة لاستخدام المصادر التي هي من حصة إيران وينص عليها القانون».

و أضاف قائلا: «إن القوانين التي تسود البحار تنص على تحديد الدول المطلة عليها أطرها الخاصة بها، ومن هذا المنطلق فإن النظام الحقوقي لبحر الخزر يتم الآن صياغته من قبل الدول المطلة عليه». وشدد قائد سلاح البحر في الجيش على أن هذا القانون يضم البحار شبه المغلقة قائلا إن الخليج يعتبر من البحار التي يشملها القانون المذكور.

وأشار الأميرال سياري إلى الإنجازات التي حققها سلاح البحر في الجيش، مؤكدا أن قدرات القوى البشرية الإيرانية تحقق كل يوم المزيد من التقدم في مختلف المجالات الخاصة بالقوة البحرية بينها صناعة غواصة نوح ويونس وطارق والغدير التي تم تدشينها في يوم عيد الغدير السعيد.

وقال المسؤول: «إنه وعلى الرغم من قصر المدة التي بدأ فيها العمل بإنتاج هذه الغواصات، فإن الإنجازات التي تم تحقيقها خلال هذه الفترة الوجيزة كانت كثيرة للغاية». وتابع: «إن الغواصة الخفيفة التي تم إنتاجها في داخل إيران بيد الخبراء الإيرانيين مؤخرا تمتاز بخصوصيات كثيرة منها أن عدد طاقمها بلغ أقل ما يمكن».