محامو الجزائر يوجهون «عتابا» لنظرائهم المصريين

في اجتماع لاتحاد المحامين العرب في دمشق

TT

أعلن وفد المحامين الجزائريين المشاركين في أشغال اتحاد المحامين العرب المنعقد أمس في دمشق، عدم اقتناعه بنفي نقيب المحامين المصريين الأخبار التي تحدثت عن حرق علم الجزائر، على خلفية المباراة الكروية المشهودة التي أثارت أزمة حادة بين مصر والجزائر.

وقال ساعي أحمد، النائب الأول لرئيس «اتحاد المحامين الجزائريين»، إنه تبلغ برسالة من رئيس المحامين العرب المصري حمدي خليفة، تفيد بأن المحامين المصريين نظموا فعلا اعتصاما أمام مقر نقابتهم بالقاهرة يوم 22 من الشهر الماضي، للتنديد بـ«ضرب الجمهور الكروي المصري» بعد مباراة الخرطوم. وذكر ساعي في رسالة قرأها على المحامين المشاركين في أشغال المكتب الدائم للمحامين العرب بدمشق، والتي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، أن حمدي خليفة «أبلغنا أن مواطنا مصريا اندس بين المحامين المصريين، فحرق العلم الجزائري»، ونقل عنه أنه يتبرأ من ذلك.

وأوضح ساعي «إن هذه الرواية لا يصدقها أحد، لأن نفيكم جاء متأخرا حيث صدر بعد أكثر من 10 أيام من الحادثة». ولاحظ المحامي الجزائري أن رئيس نقابة المحامين المصريين «لم يصدر منه نفي أو تنديد بما حصل»، داعيا المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب إلى «إصدار إدانة صريحة لهذا الفعل». وأضاف أن زملاءه في الجزائر «أصيبوا بالصدمة من هذا التصرف الذي قام به هؤلاء الذين تجردوا من قيم الشرف والاستقامة والأخوة، مع العلم بأننا لا نتهم جميع المحامين المصريين بهذه الجريمة البشعة».

وتميزت أشغال أول يوم من الاجتماع (الأحد) بحدوث اضطرابات، عندما قام المحامون الجزائريون من أماكنهم عندما قام خليفة لإلقاء كلمة الافتتاح. وذكر ساعي أن السجون الفرنسية عجت بآلاف المجاهدين الجزائريين بعد اندلاع ثورة التحرير (1954 ـ 1962)، وأن قيادة الثورة أسست فريقا من المحامين للدفاع عن المساجين خلال محاكمتهم من طرف السلطات الاستعمارية، «وقد انضم إلى فريق الدفاع محامون من المغرب وتونس وبلجيكا وإيطاليا وسويسرا، ومحامون فرنسيون، كلهم ضربوا أروع الأمثلة في النبل والأخلاق وإعلاء كلمة الحق. وسجل التاريخ امتناع نقابة المحامين بالقاهرة عن الانضمام لهذا الفريق». وتابع المتحدث باسم المحامين الجزائريين، أن زملاءه «لديهم عتاب تاريخي على نقابة المحامين المصريين».

ونقل رئيس البعثة الجزائرية تداعيات الحدث الكروي إلى القضية الفلسطينية، حيث تهجم على المسؤولين المصريين «الذين وقفوا صامتين عندما جاءهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال لا للقدس ولا للمسجد الأقصى ولا لوقف الاستيطان ولا للدولة الفلسطينية». وأفاد بأن المصريين «الذين راهنوا على كسب المباراة لأغراض سياسية داخلية لم يقبلوا الهزيمة، فازدادت حملتهم شراسة ضد الجزائر». ودعا ساعي إلى توسيع انضمام محامين من عدة جنسيات عربية في هياكل الاتحاد، «تجسيدا للإصلاح وتحقيقا للعدل في التمثيل».