مدعي طهران يعلن اعتقال ممزقي صورة الخميني.. ونجاد يصف معارضيه بالعملاء

موسوي يطالب السلطات بوقف «العنف» لتجنب تشدد الحركة الاحتجاجية.. ودعا لمواصلة الاحتجاجات السلمية

TT

أعلن المدعي العام في طهران أمس، أنه تم اعتقال العديد من الأشخاص لإقدامهم خلال تظاهرات المعارضة الأخيرة على «إهانة» مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، من خلال حرق وتمزيق صورتيهما. وفيما وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد معارضيه بأعداء إيران وأنهم عملاء للدول الأجنبية، طالب زعيم المعارضة مير حسين موسوي السلطات بالكف عن استخدام العنف ضد المعارضين لتجنب نشوء تشدد في الحركة الاحتجاجية. ودعا موسوي مناصريه إلى «مواصلة حركة الاحتجاج بشكل سلمي وفي الإطار القانوني لعدم توفير الذريعة لأعداء الشعب»، بحسب ما نقل عنه موقع «راه سبز» القريب من المعارضة.

وقال عباس جعفري دولت آبادي، مدعي طهران، «نحن متأكدون من (إدانة) بعض هؤلاء الأشخاص. لقد تم إثبات جرمهم وأقروا به». وأضاف أن أحد هؤلاء اعتقل خلال تظاهرات السابع من ديسمبر (كانون الأول) لتمزيقه صورة الخميني. وأوضح دولت آبادي أن «هذا المتهم في السجن. سيتم استكمال ملفه سريعا تمهيدا لإرساله إلى المحكمة». ولم يحدد عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم ولا ظروف هذا الاعتقال.

وأعلن عن الاحتجازات بعد يوم من توجيه المرشد الأعلى علي خامنئي تحذيرا شديد اللهجة للمعارضة المؤيدة للإصلاح، متهما إياها بخرق القانون بإهانتها الزعيم الراحل. ودعا خامنئي لملاحقة من أحرقوا صور الخميني، وفور انتهاء خطابه قامت قوات الأمن الإيرانية بمحاصرة جامعة طهران واعتقلت العشرات من الطلاب المشتبه بحرقهم لتلك الصور.

ومنذ أيام عدة، يتهم مسؤولون إيرانيون والإعلام الرسمي المتظاهرين المعارضين بالسعي إلى زعزعة أركان النظام الإسلامي. ولإثبات هذه الاتهامات، تم بث مشاهد تظهر صورة للإمام الخميني مزقها، على قول القادة الإيرانيين، معارضون خلال التظاهرات الأخيرة لمناسبة إحياء «يوم الطالب». وخرجت تظاهرات في كل أنحاء إيران تنديدا بهذه «الإهانة» لمؤسس الجمهورية الإسلامية. ونفت المعارضة ضلوعها في هذه الواقعة، مشيرة إلى أن السلطات تخطط لاستخدامها كذريعة لشن حملة من جديد ضد المعارضين بعد الانتخابات. وطالبت أنصارها بتوخي الحذر. وأشارت بعض المواقع الإصلاحية على الإنترنت إلى أن موسوي ربما يلقى القبض عليه. ووصف موسوي واقعة صورة الخميني بأنها «تبعث على الريبة البالغة». وقال دولت آبادي «كلهم في الحجز وأحدهم اعترف». وأضاف «إذا ظن البعض أن وراءهم بعض المؤيدين وأنهم لن يمثلوا أمام العدالة فهذا تفكير خاطئ». ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المدعي العام قوله «لن تكون هناك رأفة مع من أهان مؤسس الثورة». وقاد الخميني الثورة الإسلامية عام 1979 وتوفي عام 1989 وما زال محل احترام في إيران. وقال رجل دين يمثل خامنئي في الحرس الثوري، إن السلطات تهاونت مع المعارضة الإصلاحية ووسائل إعلامها فيما سبق. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن مجتبى ذو النور قوله «لو كنا كسرنا أقلام كتابهم ونصبنا المشانق لما كانوا هاجموا معتقداتنا بهذه الطريقة». وأوردت مواقع إصلاحية على الإنترنت أنباء عن استمرار احتجاجات صغيرة مؤيدة لموسوي في عدة جامعات على مدار الأسبوع الماضي.

من جهته وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد معارضيه بأعداء إيران وأنهم عملاء للدول الأجنبية. ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية عن أحمدي نجاد القول «إن أعداء الدولة الإيرانية غاضبون الآن ويريدون أن ينتقموا من خلال إهانة مقدسات البلاد». وحذر قائلا «يتعين على الأعداء الخوف من غضب الشعب الإيراني الكبير». وقال أحمدي نجاد إن الخطوة الأخيرة التي قامت بها المعارضة تثبت بوضوح أن قادة المعارضة «ضد الدولة وأنهم عملاء لدول أجنبية».

من جهته، دعا زعيم المعارضة رئيس الوزراء الإيراني السابق مير حسين موسوي السلطات الإيرانية إلى الكف عن استخدام العنف ضد المعارضين لتجنب نشوء تشدد في الحركة الاحتجاجية، فيما أعلنت السلطات تنفيذ توقيفات جديدة. ودعا موسوي مناصريه إلى «مواصلة حركة الاحتجاج بشكل سلمي وفي الإطار القانوني لعدم توفير الذريعة لأعداء الشعب»، بحسب ما نقل عنه موقع «راه سبز» القريب من المعارضة.

وقال موسوي «لدى الناس الحق في طرح أسئلة.. يجب عدم التحرك ضدهم بالقوة. لو قدمنا أجوبة عن أسئلتهم ولو لم يتم التحرك ضدهم بالعنف، لما كنا شهدنا بعض الأعمال» التي تهدد أسس الجمهورية الإسلامية. وأضاف أن «الشعب ينتظر أن نضع حدا للأجواء البوليسية، لأن التشدد يزداد في مثل هذا الجو». وكان موسوي، رئيس الوزراء خلال السنوات الثماني للحرب الإيرانية ـ العراقية (1980 ـ 1988)، يشير إلى اتهامات السلطة التي تقول إن بعض مناصريه مزقوا صورة لمؤسس الجمهورية خلال التظاهرات الأخيرة للمعارضة.