طهران: سنحاكم الأميركيين المحتجزين.. وواشنطن تطالب بالإفراج عنهم

وزير الخارجية الإيراني: أوباما يعاني تخبطا في تحليله للوضع

TT

أكدت السلطات الإيرانية أمس أن ثلاثة أميركيين كانوا قد اعتقلوا في إيران ووجهت لهم تهم بالتجسس سيمثلون أمام المحكمة في قضية يمكن أن تزيد من توتر العلاقات بين البلدين. وحضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إيران على الإفراج عنهم «في أسرع وقت».

واحتجز الثلاثة بعد أن ضلوا الطريق ودخلوا إيران قادمين من إقليم كردستان العراق، في نهاية يوليو (تموز). وقالت كلينتون إن واشنطن تعتقد بشدة أنه لا توجد أدلة تدعم أي اتهامات ضدهم. وقال متقي في مؤتمر صحافي «دخلوا إيران بأهداف مثيرة للريبة».

وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس في مؤتمر صحافي إن الأميركيين الثلاثة «دخلوا إيران بأهداف مثيرة للريبة.. القضاء سيحاكمهم» مضيفا أنهم ستصدر عليهم أحكام موضوعية. ولم يدل بمزيد من التفاصيل. وفي الشهر الماضي أعلنت السلطة القضائية في إيران توجيه اتهامات بالتجسس ضد الثلاثة وهم شين بوير (27 عاما)، وسارة شورد (31 عاما)، وجوش فتال، (27 عاما). وقالت أسرهم إنهم كانوا يقومون برحلة كشفية وضلوا الطريق وعبروا الحدود من دون قصد.

ويمكن أن تصل عقوبة التجسس وفقا للقانون الإيراني إلى الإعدام. وأشار الرئيس محمود أحمدي نجاد في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية في سبتمبر (أيلول) إلى أن الإفراج عن الأميركيين قد يرتبط بإطلاق سراح دبلوماسيين إيرانيين قال إن القوات الأميركية في العراق تحتجزهم. وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق هذا الشهر أنها تعتقد أن هناك 11 إيرانيا محتجزا بالولايات المتحدة، بينهم عالم نووي ونائب سابق لوزير الدفاع اختفى عام 2007. وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد الثورة الإسلامية عام 1979 بوقت قصير. وهناك خلاف الآن بين الدولتين بشأن برنامج إيران النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلى إنتاج قنابل، وتنفي طهران هذا.

من جهة ثانية، أدانت إيران أمس ما سمته بـ«التصريحات غير المنطقية» التي أدلى بها الرئيس الأميركي باراك أوباما وأشاد فيها بالمتظاهرين المناهضين للحكومة الإيرانية، أثناء تسلمه جائزة نوبل للسلام الأسبوع الماضي. وقال متقي «بعد تصريحات أوباما غير الناضجة عن الانتخابات الإيرانية، منعه الخبراء الواقعيون من الإدلاء بمثل هذه التصريحات الخاطئة التي تعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لفترة من الوقت». وتدارك «إلا أن الرئيس الأميركي استأنف تصريحاته غير المنطقية لأنه يعاني تخبطا في تحليله للوضع». وقال إن «أوباما والشعب الأميركي سيواجهون عواقب أخطر وأكثر تعقيدا إذا استمر سوء الفهم، وذلك كنتيجة للأخطاء التي ارتكبت في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش». وأضاف «يجب أن يتعلم الأميركيون الاستماع ليفهموا الواقع الراهن للدول الأخرى».

وأثناء تسلمه جائزة نوبل للسلام في أوسلو (الخميس الماضي)، قال أوباما، الذي وعد بفتح حوار مع إيران رغم ثلاثة عقود من انقطاع العلاقات بين البلدين، إن الولايات المتحدة «ستقف دائما إلى جانب من يسعون إلى الحرية بما في ذلك في إيران». وأضاف «سنكون شاهدين.. على مئات الآلاف الذين ساروا بصمت في شوارع إيران».

ويتهم القادة الإيرانيون القوى الغربية وأهمها الولايات المتحدة وبريطانيا بأنها تقف وراء الاضطرابات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.