مصادر الحريري: موعد الزيارة لم يحدد بعد.. ورئيس الحكومة لن يحمل ملفات إلى دمشق

نواب من «المستقبل» يتحدثون عن «تشويش» على زيارته لسورية

TT

غلب «الحضور السوري» على حركة الساحة اللبنانية الداخلية، وذلك لتقديم واجب العزاء إلى الرئيس بشار الأسد لوفاة شقيقه مجد. وقد أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الموجود في الولايات المتحدة في زيارة رسمية، اتصالا بالأسد لتعزيته. وكان قد أوفد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود لتمثيله في المأتم وتقديم التعازي باسمه. كما أبرق الحريري إلى الأسد معزيا بوفاة شقيقه، كذلك أبرق معزيا رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إلى الرئيس السوري ونقل إليه «التعازي الحارة باسم كتلة المستقبل النيابية».

وكان رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون قد توجه أمس على رأس وفد من «التيار الوطني الحر» إلى القرداحة في سورية، على متن طائرة خاصة، لتقديم واجب العزاء إلى الرئيس بشار الأسد لوفاة شقيقه مجد الأسد.

وكسر الجليد الذي رافق واجب العزاء لم يحُل دون التطرق إلى الزيارة التي يفترض أن يقوم بها الحريري إلى سورية بعد نيل حكومته الثقة. وفي هذا الإطار نقلت معلومات صحافية عن أوساط سياسية أن «الحريري لن يحمل معه الملفات الكبيرة ذات الصلة بالعلاقات بين البلدين، وسيكتفي بلقاء الأسد وكبار المسؤولين، على أن تكون هذه مقدمة لزيارة مماثلة يقوم بها نظيره السوري إلى لبنان، ومن ثم بدء بحث القضايا التي تهم العاصمتين».

من جهتها نقلت المعلومات عن مصادر السراي تأكيدها أنه «لم يكن هناك أصلا موعد ثابت لزيارة الحريري إلى دمشق، كما لم يتقرر بعد أي موعد». ورفضت الدخول في أية تفاصيل أو أجوبة حول أسئلة بهذا الشأن، مكتفية بالقول: «عندما يكون هناك جديد سنعلن عنه». وبالتالي فإن «موعد زيارة دمشق لم يحدد بعد، ولا شيء في هذا الإطار حتى اليوم». وأشارت إلى أن «جدول زيارات الحريري الخارجية لا يتضمن حتى الآن إلا المشاركة في قمة كوبنهاغن (اليوم الثلاثاء)».

وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أنه «لا علم لديه بتوقيت زيارة الحريري إلى سورية». وأشار إلى أن «هناك أطرافا تحاول عرقلة هذه الزيارة، وأنا لا أستغرب هذا من خلال الأجواء الإيجابية القائمة». ورأى أن «العلاقات بين لبنان وسورية يجب أن تكون من بلد إلى بلد ومع الاحترام المتبادل بين البلدين»، وقال إنها «لم تنقطع قط مع سورية، وآخرها كان من قبل الرئيس فؤاد السنيورة». وعن الوفد الرسمي لتقديم التعزية بوفاة شقيق الرئيس السوري قال فتفت: «الوفد سيتألف من الوزراء، وهذا يعود إلى الرئيس سعد الحريري».

كذلك تواصلت التعليقات على الاستنابات السورية بحق عدد من الشخصيات اللبنانية. وقد نفى النائب في كتلة التنمية والتحرير عبد المجيد صالح «أن تكون هناك نية سورية لرفع الجدار قبيل استقبال الحريري». وتحدث عن «صفحة جديدة وتعاطٍ إيجابي بروح عالية وبناءة وفعالة في خدمة أمن البلدين»، وأضاف: «يهم دمشق أن يكون لبنان دولة مستقلة، وأن يكون هناك علاقات طيبة بين اللبنانيين والسوريين».

أما عضو كتلة المستقبل النائب زياد القادري فقال إن «هناك من يسعى إلى التشويش على الزيارة وكأن هناك من لا يريد أن تعود العلاقات العربية ـ العربية إلى مجراها الطبيعي». وقال: «زيارة سورية مهمة جدا ونتطلع إليها بإيجابية لكي نعيد العلاقات اللبنانية ـ السورية إلى المكانة التي يجب أن تكون عليها». ورأى أن «الحريري لن يكون إلا مع تعزيز هذا المناخ، لأن العلاقة بين البلدين يجب أن تكون طبيعية إيمانا منا بالمصالح المشتركة بين لبنان وسورية».

وذكّر بأن «هناك ردا ومطالعة قانونية للدولة اللبنانية، من خلال وزارة العدل، على موضوع الاستنابات القضائية السورية»، ونوه بـ«دور المملكة العربية السعودية ودور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله الذي أعاد سورية إلى منظومة العمل العربي المشترك، كي نكون كعرب يدا واحدة وكي لا نضيع البوصلة باتجاه قضايانا المهمة والأساسية».

ورأى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا أن «زيارة الحريري إلى سورية ستتم سواء اليوم أو بعد فترة قصيرة». ولفت إلى أن «هذه هي الطريقة الوحيدة والإلزامية لأي تهدئة بالعلاقة السورية ـ اللبنانية». وأمل أن «تتم هذه الزيارة قريبا». واعتبر أن «المهم أن لا تتحول العلاقة بين فريق داخلي ودولة خارجية على حساب مصلحة الوطن».

ورأى عضو كتلة المستقبل النائب خالد زهرمان أن «هناك استياءً سوريا لأن زيارة الحريري لها ستكون ضمن جولته العربية»، وأشار إلى أن «سورية ليست مقتنعة بإقامة العلاقات الندية بين البلدين». وقال: «إن الحريري فضل بعض التنازلات على أن يبقى البلد من دون حكومة». وأثنى على «دور المملكة العربية السعودية ومواقفها تجاه لبنان خلال الأزمات التي مر فيها».

وعن الاستنابات القضائية لفت إلى أنها «صدرت قبل زيارة الحريري إلى دمشق، ولها بعد سياسي»، وقال إنها «لا تخدم مسار تنقية الأجواء بين البلدين التي سرنا بها منذ لقاء القمة السعودية ـ السورية». وأكد أن «تيار المستقبل اعتمد لغة التهدئة خلال مرحلة تشكيل الحكومة حفاظا على روح التوافق بين الجميع»، موضحا أن «هذه التهدئة لا تعني التخلي عن الثوابت الأساسية، والمواضيع التي نختلف عليها ستطرح إما ضمن المؤسسات وإما على طاولة الحوار».

هنية يدعو القاهرة لـ«سعة الصدر».. وينفي سعي حماس لإقامة إمارة إسلامية