القوات الأميركية الإضافية تبدأ الوصول إلى أفغانستان الأسبوع الحالي

مقتل 15 من رجال الشرطة الأفغان في هجومين

طفل أفغاني يرافق جنودا أميركيين يقومون بدورية راجلة في مقاطعة خوست (رويترز)
TT

أعلن الأميرال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان الأميركية، أمس، أن طلائع قوات مشاة البحرية «المارينز» الإضافية ستبدأ في الوصول إلى أفغانستان هذا الأسبوع وسط تزايد المخاوف من التواطؤ بين طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان وجماعات مسلحة في باكستان. ويزور مولن أفغانستان لإجراء محادثات مع الزعماء الأفغان بشأن الاستراتيجية الأميركية الجديدة حول الحرب في أفغانستان والتي تهدف إلى التصدي لتمرد طالبان المتصاعد وحرمان «القاعدة» من مأوى آمن وكذلك تدريب القوات الأفغانية.

وصرح مولن للصحافيين بأن «الجزء الرئيسي من الاستراتيجية كان القرار بإرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان، وسيصل عناصر المارينز من معسكر لوجون هذا الأسبوع»، في إشارة إلى أكبر قاعدة لمشاة البحرية (المارينز) على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وأعرب مولن عن قلقه بشأن «تزايد» التواطؤ بين طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان والجماعات المتطرفة في باكستان المجاورة. وقال «لا أزال قلقا للغاية بشأن زيادة مستوى التواطؤ بين طالبان أفغانستان و(القاعدة) والجماعات المتطرفة التي تختبئ في باكستان». وأضاف أن «الوصول إلى هذه الشبكة التي أصبحت أكثر رسوخا الآن، سيصبح مهمة أكثر صعوبة مقارنة بعام مضى». ويتوقع أن يصل 1500 من عناصر المارينز هذا الأسبوع إلى ولاية هلمند الجنوبية التي تشهد أسوأ أعمال قتال، في إطار قوة أولية ستقوم بالإعداد اللوجستي لآلاف من الجنود المقرر أن يصلوا أفغانستان خلال الأشهر المقبلة. وأعرب مولن عن قلقه بشأن زيادة التواطؤ بين طالبان و«القاعدة» في أفغانستان والجماعات المتطرفة التي تتخذ من باكستان ملجأ لها. وقال «لا أزال قلقا للغاية بشأن زيادة مستوى التواطؤ بين طالبان أفغانستان و(القاعدة) وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تختبئ في باكستان». وأضاف أن «الوصول إلى هذه الشبكة التي أصبحت أكثر رسوخا الآن، سيصبح مهمة أكثر صعوبة مقارنة بعام مضى». وتمارس الولايات المتحدة مزيدا من الضغط على باكستان التي تملك أسلحة نووية لبذل جهود إضافية لمقاتلة المسلحين الذين يستخدمون أراضيها لمهاجمة قوات حلف الأطلسي في أفغانستان. ويرغب كبار المسؤولين الأميركيين في توسيع الهجمات التي تشنها طائرات بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية على مدينة باكستانية رئيسية في محاولة للضغط على حكومة باكستان لملاحقة زعماء طالبان المتمركزين في مدينة كويتا، حسب صحيفة «لوس أنجليس تايمز». وحذر مولن من أن المسلحين أصبحوا يسيطرون على نحو ثلث الولايات في البلد المضطرب. وأضاف «لقد أصبح التمرد أكثر عنفا وانتشارا وتطورا. وأصبح المسلحون يسيطرون على تسع من الولايات الأفغانية الـ34 لقد أصبحوا أكثر فاعلية». وتأمل الولايات المتحدة في زيادة عدد عناصر الجيش والشرطة الأفغانية إلى 287 ألف عنصر بحلول يوليو (تموز) 2011، وهو التاريخ الذي ترغب فيه الإدارة الأميركية في البدء بسحب قواتها من أفغانستان، إلا أن القادة حذروا من وجود تحديات في تجنيد عناصر جديدة لتلك القوات.

وهاجم مسلحون إسلاميون ومنشقون عن قوات الشرطة مركزين للشرطة في شمال وجنوب البلاد أمس وقتلوا 16 رجل شرطة مما يؤكد ضعف القوات الأفغانية. وقالت الشرطة في بيان إن «ثمانية من رجال الشرطة استشهدوا في هجوم إرهابي في ولاية باغلان.. واستشهد ثمانية آخرون في هجوم إرهابي في ولاية هلمند». وألقى مسؤول محلي مسؤولية الهجوم في ولاية هلمند على ثلاثة من رجال الشرطة المنشقين فتحوا النار على زملائهم في حادث آخر من سلسلة من الحوادث المشابهة. وصرح المتحدث باسم إدارة الولاية داوود أحمدي «لقد فتحوا النار على زملائهم في الشرطة وقتلوا سبعة. واستولى أحد الثلاثة على أسلحة وعربة تابعة للشرطة وتمكن من الفرار واللحاق بطالبان». وأضاف أن «اثنين آخرين اختبآ في مناطق مجاورة واعتقلا خلال عملية بحث». أما الهجوم في الشمال فقد استهدف نقطة للشرطة على الطريق السريع يصل شمال شرقي أفغانستان بكابل عبر ولاية باغلان، وهو طريق الإمدادات الرئيسي لقوات حلف الأطلسي التي تقاتل طالبان. وألقى حاكم ولاية باغلان محمد أكبر برقزاي مسؤولية الهجوم على الحزب الإسلامي، وهو جماعة إسلامية متشددة تنشط في المناطق الشمالية الشرقية التي شهدت عنفا متصاعدا خلال العامين الماضيين. وصرح رجل قال إنه يتحدث باسم الحزب الإسلامي لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف، إن جماعته شنت الهجوم، وقال إن أحد المقاتلين في الجماعة قتل. ويتزعم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، رئيس الوزراء السابق والمطلوب على قائمة المشتبه بضلوعهم في الإرهاب. إلى ذلك أعلن مسؤولون أن 15 من رجال الشرطة قتلوا في هجومين منفصلين في أفغانستان أمس في واحد من أكثر الأيام دموية لقوات الأمن الأفغانية منذ عدة أشهر. وقتل ثمانية من رجال الشرطة في هجوم على نقطة التفتيش التي يحرسونها بعد منتصف الليل بوقت قصير في منطقة آمنة نسبيا بإقليم بغلان بشمال أفغانستان وبعد ساعات انقلب ثلاثة من رجال الشرطة على زملائهم وقتلوا سبعة منهم في إقليم هلمند الجنوبي. وقال متحدث باسم حاكم الإقليم إنه ألقي القبض على اثنين من رجال الشرطة الضالعين في هجوم هلمند بينما استسلم الثالث لمقاتلي حركة طالبان. ويقاتل آلاف من الجنود الأميركيين والبريطانيين المتمردين في هلمند حيث قتل عدد قياسي من الجنود الأجانب والأفغان هذا العام. وفي الشهر الماضي قتل رجل شرطة أفغاني قالت طالبان إنه من مقاتليها خمسة من الجنود البريطانيين في هلمند. وقال المتحدث: «فتح المهاجمون الثلاثة نيران أسلحة صغيرة على رجال الشرطة السبعة أثناء نومهم». ولم يتضح على الفور ما إذا كان الثلاثة ينتمون لطالبان أو يريدون الانشقاق إليها. وشكا قادة عسكريون أميركيون وأفغان من افتقار الشرطة الأفغانية للنظام وضعف التدريب الميداني بصف خاصة في المناطق النائية حيث يكون مستوى التعليم منخفضا ويجري التجنيد محليا. وقال زلماي مانجال، وهو مسؤول كبير بشرطة إقليم بغلان، إن الهجوم على نقطة التفتيش شنه موالون للحزب الإسلامي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار.