أوباما: قرار إرسال القوات لأفغانستان كان الأصعب منذ تسلمي الرئاسة

منح نفسه علامة «16 على 20» تقييما لأدائه.. ولام الخدمة السرية في قضية صلاحي

TT

أقر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن قرار إرسال 30 ألف جندي أميركي لتعزيز القوات في أفغانستان كان «القرار الأصعب» الذي اتخذه منذ وصوله إلى البيت الأبيض. ومنح نفسه، من ناحية أخرى، علامة «بي+» (أي 16 على 20) تقويما لأدائه في الأشهر الـ11 الأولى له في البيت الأبيض.

وقال أوباما، في حديث بثته قناة «سي بي إس» الأميركية الليلة قبل الماضية: «لم ألق أي خطاب أزعجني إلى هذا الحد»، في إشارة إلى الخطاب الذي توجه فيه إلى الأميركيين الذين يعارضون أكثر فأكثر الحرب بعد 8 سنوات من اجتياح أفغانستان، وأعلن فيه إرسال مزيد من القوات. وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا القرار المنتظر الأصعب خلال الفترة القصيرة من رئاسته حتى الآن، قال أوباما: «نعم على الإطلاق. إنه على الأرجح الخطاب الأكثر تأثيرا لأنني كنت أنظر إلى مجموعة من طلاب الأكاديمية كان سيتم إرسال بعضهم إلى أفغانستان، وقد لا يعود بعضهم».

وكانت هذه أول مقابلة لأوباما منذ إعلان استراتيجيته في أفغانستان في خطاب ألقاه في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية العريقة في الأول من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. كذلك أكد أوباما في برنامج «60 دقيقة» أن المشاركة في تشييع جنازة جنود سقطوا في العراق وأفغانستان أثرت عليه كثيرا. وقال: «ليس هناك ما يؤثر في بعمق إلى هذا الحد، ومن واجبي الرسمي كقائد الجيوش اتخاذ القرارات الصائبة». وحذر رئيس الولايات المتحدة من أي تباهٍ بالانتصار في الحرب، وهو الموقف الذي هيمن في عهد إدارة الرئيس السابق، جورج بوش. وقال أوباما: «كانوا يميلون إلى القول: نستطيع أن نفعل ذلك.. إنها مهمة من أجل المجد. بينما هي مهمة صعبة جدا».

وفي هذا الحديث دافع الرئيس أيضا عن نفسه ممن ينتقدون إعلانه بداية الانسحاب اعتبارا من يوليو (تموز) 2011. وقال أوباما إنه من دون مهلة محددة «الرسالة التي نوجهها إلى الأفغان ستكون هي ذاتها دائما: إنه التزام مفتوح». وأضاف أن «هناك عناصر في أفغانستان سيشعرون بالارتياح لجعل أفغانستان محمية دائمة للولايات المتحدة ولا يتحملون أي أعباء، وهذا ليس ما اختاره الأميركيون عندما ذهبوا إلى أفغانستان في 2001».

من جهة أخرى أكد الرئيس أن الولايات المتحدة ستكون في حاجة إلى «مزيد من التعاون مع باكستان» لمكافحة «القاعدة». وأضاف أن المناطق القبلية شمال غربي باكستان، المجاورة لأفغانستان، التي لا تبسط فيها إسلام آباد نفوذها تمثل «مركز التطرف العنيف الذي يستهدف الغرب والولايات المتحدة». وتابع أنه في هذا الشهر الحالي سيتم تقييم فاعلية إرسال التعزيزات إلى أفغانستان، «وإذا كانت المقاربة التي أوصينا بها غير صحيحة فإننا سنغير الطريقة».

يشار إلى أن أكثر من 400 جندي أجنبي، معظمهم من الأميركيين، قتلوا في أفغانستان خلال سنة 2009 التي شهدت سقوط أكبر عدد من القتلى في صفوف القوات الأميركية منذ بداية التدخل في 2001.

وتطرق أوباما في المقابلة ذاتها إلى قضية الزوجين الذين تسللا إلى حفل عشاء رسمي كان أقامه في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فقال: «أنا غير راض عن كل من شارك في تلك العملية. كان ذلك خطأ جسيما، ولن يحدث مرة أخرى». وألقى باللائمة على أعضاء الخدمة السرية الأميركية، أي الوكالة المسؤولة عن حماية الرئيس وأسرته، في سماحها لزوجين من فرجينيا، هما طارق وميشيل صلاحي، بدخول حفل العشاء الذي أقيم على شرف رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، من دون دعوة.

وقال أوباما، الذي تم تصويره وهو يبتسم ويصافح ميشيل صلاحي أثناء العشاء، إنه كان غاضبا عندما اكتشف أنهما اخترقا العشاء، ولكنه لم يوضح كيف اخترقا الأمن. وقال أوباما: «ما أعرفه هو ما يعرفه الجميع وهو أنهما كان لا ينبغي أن يدخلا من البوابة». وقال بعض الجمهوريين إن مسؤولة العلاقات الاجتماعية في البيت الأبيض، ديزيريه روغرز، كان بإمكانها منع وقوع الحادث بوضع شخص من مكتبها مع أمن الرئاسة. وسئل أوباما عن ما إذا كان راضيا عن روغرز فقال إنه غير راض عن كل من شارك في هذا الخرق الأمني.

وفي سياق متصل، منح أوباما، في مقابلة أجرتها معه مقدمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري وبثت الليلة قبل الماضية، نفسه علامة «بي+» (أي 16 على 20) تقويما لأدائه في الأشهر الـ11 الأولى له في البيت الأبيض، مشددا على أنه لا يزال أمامه الكثير من العمل. وقال أوباما في المقابلة التي استمرت ساعة في إطار حلقة خاصة حول عيد الميلاد في البيت الأبيض: «أمنح نفسي علامة (بي+) بارتياح»، وذلك ردا على سؤال حول العلامة التي يضعها لنفسه. وعزا الرئيس عدم منح نفسه العلامة المطلقة بالقول إن إدارته «ورثت أكبر مجموعة من التحديات تواجه رئيسا منذ فرانكلين روزفلت»، ولا تزال تتطلب عملا. وأضاف أوباما أنه يمنح نفسه «بي+» «بسبب الأمور التي لا تزال تحتاج إلى إنجاز. فلم نوقع بعد (مشروع) الضمان الصحي». وتابع: «في حال تم تمرير قانون الضمان الصحي فسأنتقل إلى علامة (إيه ـ)».

وقد أجرت أوبرا وينفري جولة داخل البيت الأبيض برفقة السيدة الأميركية الأولى ميشال أوباما، واطلعتا على زينة الميلاد وأشجار العيد التي تزين زواياه. وزينت أكبر هذه الأشجار القاعة الزرقاء، وقد ازدانت بأكثر من 650 قطعة كانت أرسلت إلى أشخاص في أنحاء البلاد لتزيينها يدويا بما يضفي عليها طابعا محليا.