مؤتمر المناخ يدخل أسبوعه الأخير.. وسباق مع الزمن لإبرام اتفاق

أفريقيا ترغم المؤتمرين على إدراج كيوتو في النقاش

TT

يبدو أن الوقت بدأ ينفد للتوصل إلى اتفاق بشأن المناخ في الوقت الذي دخلت فيه محادثات مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي أسبوعها الأخير، أمس، في كوبنهاغن. وجاء هذا في وقت أرغمت البلدان الأفريقية الـ53، التي ترأسها الجزائر، المؤتمر، على إدراج بروتوكول كيوتو ضمن المناقشات، وتزامنا مع إعلان الصين أنها لن تطالب بتمويل خفض انبعاثاتها الضارة.

فبعد ساعات على إعلان تعليق مشاركتها في المحادثات، عاودت الدول الأفريقية الانضمام إلى الجلسات العامة. وقال مفاوضون إن الجلسة العامة استؤنفت بعد الظهر بعدما حصل المندوبون الأفارقة على تأكيدات من الرئيسة الدنماركية للمؤتمر، كوني هيدغارد، بأن يخصص جزء من البرنامج لمناقشة بروتوكول كيوتو. وقال مندوب الغابون، ماسار ماكادا، إن هيدغارد «وعدت بأن يكون لنا قراران (في الاتفاق النهائي)، واحد في إطار بروتوكول كيوتو، والثاني في إطار اتفاقية» الأمم المتحدة.

وكانت البلدان الأفريقية الـ53، التي تترأسها الجزائر، علقت صباحا مشاركتها في المناقشات، مطالبة بعقد جلسة عامة مخصصة لمستقبل بروتوكول كيوتو الذي يعتبر الاتفاق الدولي الوحيد حول المناخ. وأضاف ماكادا «هذا هو السبيل الوحيد للتأكد من التزام الآخرين الحد الأدنى».

وقبل القمة الختامية التي سيحضرها نحو 120 من قادة العالم، حذرت أستراليا من أن المحادثات يمكن أن تفشل، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه الوزراء لإجراء جلسة مغلقة لمحاولة صياغة مسودة اتفاق. وبعد أن أصرت على أنه ينبغي على الدول الغنية أن تدفع المزيد من الأموال للتوصل إلى الاتفاق، قالت الصين إنها لم تعد تتوقع من تلك الدول تمويل الجهود الصينية لمكافحة التغير المناخي.

وصرح كبير المفاوضين الصينيين بشأن المناخ نائب وزير الخارجية، هي يافي، لصحيفة «فايننشيال تايمز» أن «الصين لن تكون عائقا أمام التوصل إلى اتفاق». وأضاف: «أعلم أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن الناس سيقولون إن تلك غلطة الصين. هذه خدعة تلعبها الدول النامية. عليهم أن ينظروا إلى موقفهم وعدم استخدام الصين حجة».

واختلفت الصين والولايات المتحدة، أكبر ملوثين في العالم، بشأن قضايا رئيسية مثل كيفية تقاسم عبء خفض انبعاثات غازات الدفيئة وحول ما إذا كانت الدول الغنية تدين للدول النامية بـ«دين المناخ». وصرح يافي لصحيفة «فايننشيال تايمز» في العاصمة الدنماركية أن توفير «المصادر المالية لجهود الدول النامية (لمكافحة التغير المناخي) هو واجب قانوني». وأضاف: «ذلك لا يعني أن الصين ستأخذ جزءا من تلك الأموال. لا نتوقع أن تتدفق الأموال من الولايات المتحدة وبريطانيا (وغيرها) إلى الصين».

وتعهدت الصين بخفض انبعاثات الكربون لكل وحدة من إجمالي الناتج المحلي بنسبة 40 إلى 45 في المائة بحلول عام 2020. إلا أن خبراء يقولون إنه نظرا لتوقعات النمو الاقتصادي، فإن انبعاثاتها يمكن أن تتضاعف.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد، الذين من المقرر أن يشارك في القمة إلى جانب قادة آخرين من بينهم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن التوصل إلى توافق يبدو صعبا. وأضاف أنه من الممكن جدا «وجود آراء متضاربة بين الدول النامية والمتقدمة ويوجد دائما احتمال الفشل». وقال راد إنه سيلعب دور الوسيط في كوبنهاغن، مضيفا أنه سيكون من الصعب التوصل إلى حل وسط نظرا للتضارب الواضح في موقف الدول النامية والدول المتقدمة. وأضاف في مقابلة مع «سكاي نيوز»: «أمامنا الكثير من العمل»، داعيا إلى «التوصل إلى تسوية شاملة».