قمة الكويت: دعم قوي للسعودية في مواجهة المتسللين.. وقطر توافق على ترشيح بحريني للأمانة العامة

جدول زمني جديد للعملة الخليجية.. وتدشين الربط الكهربائي

قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم أمس (واس)
TT

وجه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، رسالة دعم قوي للسعودية في مواجهة هجمات المتسللين الحوثيين، حيث أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في افتتاح القمة الثلاثين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن استهداف السعودية من قبل الحوثيين «يمثل مساسا بالأمن الجماعي لدول المجلس».

وحملت كلمة أمير الكويت الافتتاحية لهجة قوية وصارمة في استنكار وإدانة دول المجلس للاعتداءات التي تعرضت لها السعودية، التي وصفها بـ«العدوان السافر»، كما قال عنها الشيخ صباح الأحمد الصباح بأنها «أمر مرفوض منا جميعا»، في إشارة واضحة للهجمات التي يشنها متسللون على الحدود السعودية اليمنية، مضيفا «نجدد استنكارنا وإدانتنا لهذه الاعتداءات والتجاوزات، مؤيدين وداعمين أشقاءنا في كل ما يتخذونه من إجراءات للدفاع عن سيادة وأمن المملكة العربية السعودية، وحماية وصيانة أراضيها».

ومن المقرر أن تختتم القمة الخليجية ظهر اليوم، حيث سيصدر عن جلسة القادة الختامية، البيان الختامي، الذي يتضمن أهم القرارات والنتائج الذي تمخضت عنها القمة في دورتها هذه.

وحرص أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في افتتاح القمة، على الترحيب أولا بـ«أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين» الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، قبل أن يواصل الشيخ صباح الترحيب ببقية قادة دول المجلس عندما خاطبهم جميعا «إخواني الأعزاء أصحاب الجلالة والسمو»، وهو ما كان واضحا في أجواء القمة بأنه احتفاء كويتي بملك السعودية، على وجه الخصوص. وحضر قادة الخليج الخمسة للقمة، إلا أن سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد لم يحضر القمة لـ«ظروف طارئة»، وحضر بدلا منه السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء العماني. وفي كلمة أمير الكويت الافتتاحية قال إنه يقدر «الظروف الطارئة التي حالت دون تمكن جلالته من الحضور والمشاركة».

وكان لافتا في كلمة أمير الكويت، الذي تستضيف بلاده القمة للمرة الخامسة، تأكيده على أن «أي مساس بأمن واستقرار المملكة يمثل مساسا بالأمن الجماعي لدول المجلس»، مشددا في الوقت ذاته على دعم السعودية في كل الإجراءات التي تتخذها للدفاع عن سيادتها وأمنها.

أجواء القمة سادها شيء من الارتياح في أعقاب تصريحات قطرية للشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري، التي قال فيها إن بلاده ترحب بترشيح أمين عام بحريني، لكن اللافت أنه على الرغم من أن البحرين طلبت رسميا من قطر الموافقة على ترشيح وزير إعلامها السابق محمد المطوع ليتولى أمانة المجلس، فإن الرد القطري لم يأت حتى بدء القمة، على عكس الدول الخليجية الأربع، السعودية والإمارات والكويت وعمان، ونشير هنا إلى أنه حتى عندما رحبت قطر، لم تحدد على وجه الخصوص المرشح محمد المطوع، وإنما كان الترحيب بـ«مرشح بحريني»، غير أن كل هذا الغموض سيبدو جليا في البيان الختامي للقمة، الذي من المفترض أن يحدد هوية الأمين العام الجديد، بدلا من الأمين العام الحالي القطري عبد الرحمن العطية، الذي تنتهي ولايته في أبريل (نيسان) 2011.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، دعا أمير الكويت إلى «حل أزمة الملف النووي الإيراني بالحوار والطرق السلمية»، داعيا إيران ضمنا إلى «الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية بما يحقق التوصل إلى تسوية سلمية لهذا الملف، ويوفر الاطمئنان والثقة، ويسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة».

وطالب أمير الكويت، دول المجلس، بتكثيف الجهود لدعم العمل الخليجي المشترك لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية «الإقليمية منها والدولية»، مضيفا «متمسكين بالمثل والمبادئ التي ميزت عملنا، بالعزم والإصرار على تطوير منظمتنا، ومتابعة تنفيذ قراراتنا ومشاريعنا بما يحقق تطلعات دولنا وشعوبنا».

اقتصاديا، قال أمير الكويت إن القادة الخليجيين سيدشنون مشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس، مؤكدا العزم «على الدخول في البرنامج الزمني لاتفاقية الاتحاد النقدي وكذلك إنشاء هيئة سكة حديد دول المجلس».

وستبدأ كل من السعودية والكويت وقطر والبحرين العمل باتفاق الاتحاد النقدي الخليجي الذي ينص على إنشاء مجلس نقدي خليجي يتحول في ما بعد إلى مصرف مركزي يصدر العملة الموحدة. وسبق أن انسحبت سلطنة عمان والإمارات من مشروع العملة الخليجية الموحدة الذي أطلق عام 2001، فيما تردد عن محاولات كويتية لإعادة الإمارات لمشروع الاتحاد النقدي، إلا أن مداولات يوم أمس لم تكشف عن أي جديد في هذا الشأن. ودشنت دول مجلس التعاون الخليجي أمس، بعيد جلستهم المغلقة، مشروع الربط الكهربائي لدول الخليج العربي، وهذه من المناسبات القليلة التي يدشن فيها قادة دول التعاون لمشروع خليجي مشترك، وكان لافتا في حفل التدشين الاحتفاء الكبير من قبل الكويت بالعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

إلى ذلك، أبدى أمير الكويت استنكار دول المجلس «للهجمات الإرهابية» في العراق ودعا الأطراف الفلسطينيين «لنبذ خلافاتهم وتجاوزها». كما دعا «المجتمع الدولي لإحداث تحرك نوعي على مسار هذه القضية وممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة والتوقف الفوري عن بناء المستوطنات وتهويد القدس وتهديد المسجد الأقصى».