هجمات بسيارات مفخخة في بغداد والموصل توقع 5 قتلى وعشرات الجرحى

3 وقعت قرب وزارتي الخارجية والمهجرين والسفارة الإيرانية.. واثنتان استهدفتا كنيسة

علامات الخوف ترتسم على وجوه عراقيين في موقع انفجار سيارة مفخخة في بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

قتل 5 أشخاص وجرح العشرات في هجمات، أغلبها بسيارات مفخخة، 3 منها في بغداد واثنتان في الموصل، أمس، حسبما أكدت مصادر أمنية. وأضافت المصادر أن هجمات العاصمة وقعت بالقرب من وزارتي الخارجية والمهجرين والسفارة الإيرانية.

وعلى الرغم من تعزيز الإجراءات الأمنية، انفجرت سيارة أولى نحو الساعة 7.30 في موقف للسيارات تابع لوزارة الدفاع يقع مقابل السفارة الإيرانية (وسط)، وأعقب ذلك انفجار سيارة ثانية في مرآب قريب من مبنى وزارة الخارجية بينما وقع الانفجار الثالث في مرآب للسيارات قرب وزارة المهجرين والمهاجرين، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت أم علي، وهي جالسة على الرصيف «كيف يمكن للشرطيين والعسكريين ترك سيارات مفخخة تمر؟». وقد أصيب ابنها مكي (28 عاما) الذي يدير المرآب المحاط بمبان قرب وزارة المهاجرين، بجروح خطيرة. وروت وهي تلطم رأسها وقد تلطخت ملابسها بالطين، «ترك رجل سيارته وابتعد مسرعا وعندما اقترب مكي ليتفحصها انفجرت».

من جهته، قال براء السراج (26 عاما) العامل في «المنطقة الخضراء» الخاضعة لتدابير أمنية مشددة وتضم السفارة الأميركية ومقر الحكومة العراقية «كل الذين يركنون سياراتهم هنا، هم موظفو وزارتي الدفاع والمهجرين أو العاملون في المنطقة الخضراء».

واستطاع خبراء المتفجرات السيطرة على شاحنة صغيرة مفخخة رابعة، وتفكيكها على بعد عشرات الأمتار من المرآب على امتداد الشارع المؤدي إلى مدخل رئيسي للمنطقة الخضراء. وقال ضابط في الشرطة في المكان طالبا عدم كشف هويته «إنها شاحنة صغيرة حمراء حديثة الصنع عام 2009، تحمل لوحة تسجيل في بغداد ويملكها رسميا رجل يدعى علي صاحب». وأضاف وهو يشير إلى عبوات ناسفة «عثرنا في داخلها على ثلاثة ألغام مضادة للدبابات وأربع عبوات ناسفة روسية الصنع تعود للجيش السابق، كانت مخبأة تحت المقاعد وفي أبواب الآلية». واتخذت قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة تمثلت بانتشار واسع وغلق الطرق المحيطة بالمنطقة الخضراء ووزارة الخارجية، على أعقاب الانفجارات.

كما أدى انفجار سيارة مفخخة أخرى في مرآب تابع لوزارة الدفاع على مقربة من مقر السفارة الإيرانية (وسط) إلى وقوع أضرار مادية فقط، حسبما أكد ضابط في الجيش. وأشار إلى أن «شخصين يحملان هويات ضباط، دخلا بسيارة سوداء كورية الصنع، بعد السابعة صباحا إلى المرآب حيث وقع الانفجار بعد السابعة والنصف وأدى إلى تدمير سبع سيارات دون وقوع ضحايا».

وتعد الهجمات التي وقعت أمس رابع سلسلة تفجيرات تضرب بغداد، خلال الأشهر الأربعة الماضية والتي استهدفت خصوصا مباني حكومية في العاصمة. واستهدف تفجيران متزامنان في 19 أغسطس (آب) وزارتي الخارجية والمالية مما أسفر عن مقتل 106 أشخاص وإصابة 600 آخرين بجروح. وفي 25 أكتوبر (تشرين الأول) استهدف انفجاران انتحاريان وزارة العدل ومبنى مجلس محافظة بغداد، مما أدى إلى مقتل 153 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح. والثلاثاء الماضي وقعت خمسة تفجيرات متزامنة في أماكن مختلفة من العاصمة العراقية مما أسفر عن 127 قتيلا و448 جريحا. وتأتي التفجيرات التي وقعت أمس قرب «المنطقة الخضراء» غداة انتهاء البرلمان من جلسات لعدة أيام استمع خلالها للوزراء والمسؤولين الأمنيين عن سبب وقوع موجة التفجيرات هذه.

وفي الموصل أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية مقتل شخص وإصابة 40 آخرين بجروح جراء انفجارين استهدفا الثلاثاء كنيستين للسريان في المدينة. وانفجرت سيارة مفخخة عند كنيسة مريم العذراء للسريان الأرثوذكس (وسط) على مقربة من مدرسة «الغساسنة» المسيحية، وفقا لمصدر في الشرطة. وأكد مصدر طبي في مستشفى مدينة الطب في الموصل «مقتل شخص وإصابة 40 بينهم خمسة أطفال بجروح».

وقال محمد حامد (39 عاما) صاحب محل تجاري قرب الكنيسة «كان هناك العديد من السيارات المتوقفة أمام الكنيسة والمدرسة وكنت أعتقد أنها لأولياء أمور الطلاب الذي ينتظرون خروج أبنائهم من المدرسة». وأضاف وهو يرقد في المستشفى «لكن نحو الساعة الحادية عشرة والربع انفجرت إحدى هذه السيارات ودفعني العصف إلى داخل المتجر، ووجدت نفسي بعدها أرقد في المستشفى مصابا في رأسي وذراعي».

بدوره، قال كريم جاسم (15 عاما) أحد طلاب المدرسة «كنا في الصف نستعد لبدء الدرس، عندما وقع انفجار هائل ودوي وتطاير الزجاج في كل مكان وأصبت في ذراعي». من جانبه، قال سائق سيارة الإسعاف الذي صادف مروره مع وقوع الانفجار «لقد نقلت 15 شخصا بينهم أربعة كبار السن إلى المستشفى». كما وقع انفجار آخر أمس بعبوة ناسفة قرب كنيسة للسريان الكاثوليك في حي الشرطة (شمال) دون وقوع ضحايا، وفقا لمصدر في الشرطة.

وفي 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، استهدف انفجاران كنيسة للكلدان وديرا للرهبان الدومينيكان في الموصل دون وقوع خسائر في الأرواح. وقال المسؤول عن رهبنة الدومينيكان في بغداد يوسف توماس مركيز، آنذاك، إن «هذا النوع من الهجمات هدفه إرغام المسيحيين على مغادرة بلدهم». وشهد أواخر عام 2008 حملة من أعمال العنف استهدفت المسيحيين وأدت إلى مقتل أربعين مسيحيا ورحيل أكثر من 12 ألفا من مختلف الطوائف المسيحية إلى خارج العراق.