برلسكوني يغادر المستشفى اليوم.. ومهاجمه يعتذر عن تصرفه «المتهور»

رئيس وزراء إيطاليا يحتاج لراحة أسبوعين.. وتوقع بارتفاع شعبيته

TT

يفترض أن يغادر رئيس الوزراء الإيطالي اليوم المستشفى الذي دخله إثر تعرضه الأحد الماضي في ميلانو لاعتداء تسبب في جروح بوجهه وكسر اثنتين من أسنانه، فيما راسله الشخص الذي اعتدى عليه من محبسه معتذرا. وأعلن الطبيب الشخصي لبرلسكوني، ألبرتو زانغريللو، أنه سيغادر المستشفى الأربعاء لكن عليه «الامتناع عن أي أنشطة عامة لأسبوعين» على الأقل. وأضاف زانغريللو، الذي يرأس أيضا قسم التخدير والإنعاش في مستشفى «سان رافاييل» الذي نقل إليه رئيس الوزراء، أن الأخير أمضى ليلة ثانية «هادئة» في المستشفى. وأوضح الطبيب أن برلسكوني، 73 سنة، تلقى نصيحة بالغة الوضوح: «الامتناع عن كل الأنشطة العامة، وعن الإرهاق». وأضاف الطبيب: «على المستوى الجسدي، إنه يتناول الطعام بشكل طبيعي، ولكن مع بعض الصعوبة. وعلى المستوى المعنوي، لا يزال الأمر يدعو إلى القلق لأنه لا يزال متعبا لكنه بدأ يتعافى».

وقال زانغريللو من جهة أخرى إنه اضطر «لزيادة» جرعات الأدوية المخففة للآلام لأن «الجانب الذي يثير أشد القلق هو الألم»، مشيرا إلى أنه من غير المرتقب أن يترك الحادث ندبات على وجه برلسكوني. وأضاف الطبيب أن زيارات كثير من الشخصيات السياسية إلى المستشفى «تثير قلقنا بعض الشيء» من وجهة نظر صحة برلسكوني، لكنها من جانب آخر «تساعده على البقاء مطلعا على ما يحصل خارج المستشفى». وأعلن المستشفى أنه لن ينشر بعد الآن تقارير طبية أخرى عن وضع برلسكوني قبل خروجه من المستشفى. وذكرت نشرة طبية صدرت أول من أمس أن برلسكوني يشكو من آلام حادة في الرأس والوجه وأنه فقد نحو لتر من الدم.

وكان رئيس الحكومة أصيب في وجهه حين ضربه ماسيمو تارتاليا، 42 عاما، بتمثال صغير لكاتدرائية ميلانو على وجهه الأحد بعد انتهاء تجمع. وخلف الاعتداء كدمات بالغة في وجه برلسكوني وجرحا داخليا وخارجيا في شفته وكسرا صغيرا في أنفه إضافة إلى كسر اثنتين من أسنانه. واعتقل المعتدي تارتاليا الذي عولج منذ عشر سنوات لإصابته باضطرابات عقلية، وأودع السجن. وخضع تارتاليا للاستجواب من قبل الشرطة أمس في السجن. وقالت محاميته دانييلا انسالاكو للصحافيين خارج سجن «سان فيتور» في ميلانو إنها في انتظار البت في إرسال موكلها إلى مصحة نفسية، من دون توضيح الموعد المرتقب للحكم.

وردا على سؤال حول مشاعر برلسكوني تجاه المعتدي، قال الطبيب زانغريللو إن رئيس الحكومة «ليس رجلا يكن الضغائن».

كذلك، أعلن محامو الرجل الذي اعتدى على برلسكوني، أن موكلهم اعتذر عن «عمله الجبان المتهور». وأضاف المحامون أن المهاجم تحرك بشكل منفرد وأنه ليست له أي مصالح سياسية أو اتجاهات متشددة. وأضافوا أن تارتاليا بعث برسالة إلى برلسكوني من السجن عبر فيها عن «أسفه الصادق عن عمله غير الموضوعي الجبان والمتهور الذي لا يرى نفسه فيه».

وقال معلقون إن الهجوم سيساعد برلسكوني الذي تضررت معدلات التأييد العالية التي كان يتمتع بها بسبب اتهامات بالفساد وفضائح جنسية. وأضافوا أن من المرجح أن يعزز «عامل التعاطف» شعبيته وأن الهجوم سيقوي موقفه في ائتلاف يمين الوسط الذي يتزعمه والذي يشهد انقسامات في بعض الأحيان.

وذكرت مصادر سياسية أنه تجري مراجعة الإجراءات الأمنية المحيطة ببرلسكوني لأن المهاجم اقترب من رئيس الوزراء بدرجة كانت تسمح له بأن يقتله لو كان استخدم مسدسا. ووصف وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني الهجوم بأنه هجوم مع سبق الإصرار والترصد نجم عن حالة الغضب المتنامية ضد برلسكوني بسبب عدد من الفضائح المحيطة به. وقال الوزير ماروني للبرلمان الإيطالي أمس إن تارتاليا الذي يعاني من خلل عقلي كان ينتظر في الميدان منذ الصباح استعدادا لهجومه الذي وقع في المساء كما كان يحمل رذاذ الفلفل وصليبا مصنوعا من الراتينغ وهي مادة صمغية طبيعية. ودافع وزير الداخلية عن قوات الأمن وقال إنها لا تلام لإخفاقها في منع الهجوم.

إلى ذلك، رحب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بالتصرف «الشجاع» الذي أبداه نظيره الإيطالي برلسكوني لدى تعرضه للاعتداء، حسبما أعلن المتحدث باسمه أمس. واتصل بوتين ببرلسكوني الذي يقيم معه علاقات ودية، ليطمئن على صحته ويتمنى له الشفاء العاجل. وأضاف المتحدث ديمتري بيسكوف للصحافيين، أن بوتين «أعرب عن تضامنه ودعمه وأدان بشدة الحادث وأكد أن برلسكوني أظهر شجاعة في وضع خطر».