مسؤول عسكري بريطاني: لولا مشاركتنا في حرب العراق.. ربما لكان الأميركيون خسروها

اتهامات لرئيس المخابرات البريطانية بتضليل لجنة شيلكوت خلال شهادته الأسبوع الماضي

اللفتنانت جنرال السير روبرت فراي، نائب رئيس هيئة الأركان البريطاني السابق، لدى وصوله إلى مقر لجنة التحقيق في حرب العراق للإدلاء بشهادته أمس (أ.ف.ب)
TT

للمرة الأولى منذ بدء جلسات الاستماع في تحقيق الحرب على العراق في بريطانيا، قال مسؤول عسكري كبير إن الغزو الأميركي على العراق كان ليفشل لولا مشاركة القوات البريطانية. وانتقد الجنرال روبرت فراي، نائب رئيس أركان الدفاع السابق، الحكومة البريطانية لعدم إرسالها جنودا إضافيين إلى العراق لتأمين الاستقرار في مرحلة ما بعد الغزو، واضعا اللوم على «الخلافات الداخلية» بين السياسيين.

وفراي هو أول مسؤول عسكري بريطانيا يتحدث أمام لجنة شيلكوت عن دور بريطانيا الأساسي في العمليات العسكرية في العراق. وكان مسؤولون سابقون في الجيش البريطاني قالوا أمام اللجنة إن الولايات المتحدة كان بإمكانها الفوز بالحرب من دون مشاركة بريطانيا، ولكنها كانت تفضل وجود حليفتها التقليدية إلى جانبها. وشرحوا سبب قرار بريطانيا المشاركة بقوات كبيرة في الحرب، لدعم علاقتها بواشنطن.

وردا على سؤال عن ما الذي كانت ستخسره بريطانيا لو لم تشارك في الغزو، قال الجنرال فراي «ربما الحرب». وعندما علق أحد أعضاء اللجنة بأن المسؤولين العسكريين الذي شهدوا في السابق قالوا عكس ذلك، رد موضحا «خطط المناورة التي وضعها الأميركيون كانت لديها القدرة على الفشل».

وأيضا على عكس تصريحات المسؤولين السابقين، انتقد فراي السياسيين في لندن لعدم تجاوبهم مع طلبات لإرسال المزيد من الجنود لإرساء الأمن، في حين كانت الشهادات السابقة تؤكد أن واشنطن لم ترد أن تلعب بريطانيا دورا قياديا في مرحلة ما بعد الحرب. وقال «لا الوطن ولا البرلمان ولا حتى الحكومة كانوا موحدين حول الحرب.. طوال فترة مشاركة بريطانيا في الحرب، أراد القادة العسكريون على الأرض قوات إضافية، ولكن السياسيين في لندن أرادوا قوات أقل، وفي النهاية السياسيون ربحوا».

وأشار إلى أن رئاسة الحكومة البريطانية ووزارة الدفاع ظنوا أن القوات البريطانية «ستدخل لتنفيذ مهمتها وتخرج بسرعة»، مشيرا إلى أنه جرى التقليل كثيرا من العنف الذي يمكن أن تواجهه قوات التحالف بعد إسقاط جيش صدام حسين. وقال «لم نعرف نطاق الحرب التي تورطنا فيها».

من جهة أخرى، اتهم خبراء في وزارة الدفاع رئيس المخابرات البريطانية الخارجية (إم آي 6) جون سكارليت، الذي أدلى بشهادته أمام لجنة شيلكوت الأسبوع الماضي، بتضليل اللجنة عبر تضخيم مدى دقة معلومات ذكرها في تقرير قبل الحرب حول امتلاك صدام لأسلحة دمار شامل يمكن تشغيلها خلال 45 دقيقة، تبين أنها خاطئة في وقت لاحق. وكان سكارليت قد وصف هذه المعلومات التي ذكرها في تقرير حضره يفسر فيه أسباب ضرورة المشاركة في الحرب، بأنها «موثوق بها».

إلا أن صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية كتبت أمس أن خبراء في أسلحة الدمار الشامل اطلعوا على التقرير الذي كتبه سكارليت. ونقلت عن براين جونز، رئيس فرع الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية للاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع، قوله إن المعلومات التي جاءت في التقرير كانت «غامضة وغير موثوق بها». وكان ادعاء التقرير أن الأسلحة يمكن أن تشكل خلال 45 دقيقة، أحد الأسباب الرئيسية التي أقنعت البرلمان بالتصويت للمشاركة في الحرب. وأضاف جونز أن سكارليت ضلل لجنة التحقيق حول مصدر المعلومات تلك.

ومن المفترض أن تستجوب اللجنة سكارليت مرة ثانية في العام المقبل، إلا أنه من المفترض أن تكون الجلسة الثانية سرية. وكان أعضاء لجنة شيلكوت تعرضوا إلى انتقادات كثيرة خلال استجوابهم سكارليت، بسبب تساهلهم معه وعدم التعقيب على معلومات أساسية أو استجوابه بطريقة فعالة.