اليمن: الحوثيون يتهمون الطيران الأميركي بدخول الحرب وقصفهم

متحدث أميركي لـ«الشرق الأوسط»: لا نلعب دورا عسكريا * صنعاء تعلن اعتقال 200 من الخلايا النائمة.. ومنحة من أبوظبي بـ650 مليون دولار

TT

فيما يبدو كمحاولة لتوسيع دائرة الصراع، اتهمت بيانات الحوثيين في اليمن الولايات المتحدة بالتدخل في الحرب الدائرة بينهم وبين الدولة اليمنية في صعدة.. كما اتهموا الطيران الحربي الأميركي بالمشاركة في عمليات القصف. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الطيران الأميركي قصف منطقة الحاربة، ودمر منزلا سقط فيه 7 قتلى، قال الحوثيون إنهم مدنيون، وكذا قصف مدينة ساقين، مما أدى إلى مقتل أفراد أسرة بالكامل، حسب زعم الحوثيين الذين قالوا أيضا إن الطيران الأميركي دمر عددا من المنازل في منطقة مران وعدد من القرى المجاورة لها، وتأتي مزاعم المتمردين الحوثيين هذه في وقت يسمع فيه أزيز الطائرات في سماء العاصمة صنعاء وهي تنطلق من المطارات العسكرية لقصف أهداف في صعدة قبل أن تعود.

وقالت بيانات الحوثيين إن التدخل الأميركي المباشر بدأ في مطلع الأسبوع المنصرم، وما زال مستمرا حتى الآن في قصف مختلف المناطق في المحافظات الشمالية، فارتكب الطيران الأميركي مجازر وحشية، واستخدم كل الأسلحة العسكرية والإمكانيات الأميركية من أجل تدمير القرى والمساكن والمدارس والمنشآت العامة وقتل المواطنين في مختلف البلاد. وأضافت البيانات أن التدخل الأميركي الصريح والمباشر في استهداف المواطنين في اليمن يحتم على أبناء العالم الإسلامي والعربي تحمل المسؤولية باعتبار التدخل الأميركي عدوانا على جزء من أبناء هذه الأمة ولن يقف عند هذا الحد، والصمت عنه تواطؤ وتشجيع.

وتعقيبا على اتهامات الحوثيين، نفت الخارجية الأميركية تدخل قواتها الجوية في القتال الدائر في اليمن، وقال مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الولايات المتحدة لا تلعب دورا عسكريا في القتال الدائر». وجدد المسؤول دعوات بلاده «لوقف جميع الأعمال العدائية»، وكرر القلق الأميركي «على أمن المواطنين المدنيين والأضرار اللاحقة بالبنى التحتية المدنية، وعلى حاجة وصول عمال الإغاثة (لمناطق القتال)». وأشار إلى أن الولايات المتحدة قدمت حتى الآن 8.7 مليون دولار مساعدات للاجئين اليمنيين الذين تم تشريدهم بسبب القتال الدائر.

وتتواصل العمليات العسكرية التي تنفذها قوات يمنية من الحرس الجمهوري وقوات مكافحة الإرهاب، في مدينة صعدة القديمة، منذ أكثر من أسبوع، وذكرت مصادر محلية في المدينة أن اثنين من العناصر الحوثية فجرا، أمس، نفسيهما بعد حصارهما، في حين قتل سبعة آخرون في انفجار قذيفة دبابة، في حين تؤكد المصادر أن المعارك الدائرة في أحياء صعدة القديمة، هي حرب عصابات في شوارع وأزقة ضيقة وسط المدينة.

في هذه الأثناء، أعلن اللواء محمد عبد الله القوسي، وكيل أول وزارة الداخلية والذي يقود العملية العسكرية، أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من اعتقال قرابة 200 من عناصر الخلايا الحوثية النائمة بالمدينة القديمة، مشيرا إلى أن «البعض سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن، والبقية تم القبض عليهم أثناء مهاجمة الأجهزة الأمنية لأوكار خلايا عصابات التخريب والإرهاب الحوثية». لكن اللواء القوسي طلب من أجهزة وقوات الأمن التحلي باليقظة الأمنية العالية والتصدي بحزم وقوة لعصابات التمرد الحوثية. وذكرت مصادر الأمن بصعدة اعتقال قيادي بارز في حركة الحوثي في مدينة صعدة القديمة اسمه عبد السلام محمد علي أبو طالب.

إلى ذلك، أشاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالقوات المسلحة اليمنية، ووصفها بأنها «المؤسسة الوطنية الكبرى، وهي رمز الوحدة الوطنية التي ينتسب إليها أبناء الوطن من المهرة حتى ميدي، ومن صعدة حتى عدن، وهي التي لقنت دوما الأعداء والمرتزقة والعملاء الدروس البليغة انتصارا للوطن وللثورة والجمهورية والوحدة، وقدم أبناؤها ولا يزالون أغلى التضحيات في سبيل الواجب والحفاظ على أمن الوطن واستقراره وسكينته العامة».

ودعا صالح أفراد القوات المسلحة والأمن إلى أن يكونوا «محصنين للتصدي لكل الدعايات الحاقدة من العملاء والعناصر المدسوسة والعناصر الإمامية والانفصالية والعميلة»، وقال خلال زيارة تفقدية لعدد من المعسكرات إن «من يدعون اليوم إلى التغيير عليهم أولا أن يغيروا من أنفسهم، ونحن نقول لهم نعم للتغيير والإصلاح والنزاهة والشفافية، ولا للعمالة والارتزاق، كما أن الذين يدعون إلى حسم العملية العسكرية ضد العناصر الإرهابية عليهم أن يحسموها في مزارعهم وقراهم المحتلة من تلك العناصر الحوثية».

إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية يمنية إن الوحدات العسكرية من قوات الجيش وقوات الأمن استهدفت الحوثيين بضربات موجعة في محور صعدة في مناطق مطره والنقعة وأحمى والخزائن، أسفرت عن خسائر كبيرة في أرواح ومعدات الحوثيين في هذه المناطق والأوكار والتحصينات. وهاجم الجيش مركزا رئيسيا لعناصر الحوثي في مدينة ضحيان، ونجم عن هذا الهجوم تدمير هذه المركز وإحراق 4 سيارات للحوثيين كانت بجوار المركز الذي دمر بالكامل من قبل قوات الجيش، كما تم تدمير ورشة يستخدمها الحوثيون لتموين السيارات في منطقة الطلح. وحسب المصادر العسكرية، أخفق مهاجمون من المسلحين الحوثيين في محالة لاختراق المواقع العسكرية في جبلي وهبان والصمع وفي المهاذير وآل عمار، ودمرت قوات الجيش أوكارا وتحصينات ومواقع للحوثيين في محضة والجبل الأحمر، وإلى الشرق من الخرائب والخيام والمقباب. وأكدت المصادر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المسلحين الحوثيين وقتل عدد من الحوثيين برصاص الجيش في اشتباكات بين الجيش ومسلحين حوثيين في منطقة آل مزروع وفي وادي والبة ومديرية ساقين، وأفشلت وحدات عسكرية عملية تسلل نفذتها عناصر من أنصار الحوثي في مناطق التمثلة وشبارق والمصياد والشقراء والضلعة وذو سليمان، ولحق بالحوثيين مزيد من الخسائر في المعدات الحربية والبشرية، واستولى الجيش على عتاد وأسلحة كانت بحوزة الحوثيين نتيجة لهذه الاشتباكات.

إلى ذلك، أعلن صندوق أبوظبي للتنمية أمس منح اليمن منحة 650 مليون دولار لمشروعات طاقة وإسكان وصحة وبنية أساسية وذلك حسب «رويترز».