السعودية تدعم برنامج مفوضية اللاجئين في اليمن بمليون دولار

القوات العسكرية تزيل ألغاما مزروعة قرب سلسلة الجبال الحدودية

الأمير خالد بن سلطان خلال تأديته لواجب العزاء لأسرة الملازم أول لافي الجحدلي أمس (واس)
TT

كشفت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أمس، عن استمرار نوايا المتسللين المسلحين في الاستمرار بمحاولات التسلل والتغلغل إلى داخل الأراضي السعودية، وذلك بعد هدوء نسبي استمر ثلاثة أيام، مبينا أن اشتباكات فردية بين القوات وعدد من المتسللين وقعت يوم أمس أسفرت عن القضاء عليهم.

وأضاف المصدر أن القوات الجوية والبرية سددت أمس ضربات عنيفة لعدد من المعاقل التي تتمركز فيها المجموعات المسلحة للمتسللين في عدد من المناطق الوعرة شرق الشريط الحدودي، أسفرت عن تدمير بعض الأوكار التي حولت إلى ثكنات عسكرية يتم منها إطلاق صواريخ الكاتيوشا صوب أراضي المملكة، وأن المضادات الأرضية نجحت في التصدي لها.

وبين أن القوات السعودية قامت بإزالة عدد من الألغام المزروعة في عدة مناطق وعرة قريبة من سلسلة الجبال الحدودية، وفي الوقت الذي تتمتع فيه عناصر الجيش السعودي بروح معنوية مرتفعة، أكدت المصادر سيطرة القوات السعودية على سير العمليات العسكرية، وتسديد ضربات موجعة كبدت العدو خسائر كبيرة أدت إلى انخفاض معنوياتهم بشكل ملحوظ. وفي جانب آخر متصل، واصلت الشرطة العسكرية وقوات المجاهدين والشرطة المدنية عمليات تمشيط القرى والهجر المطلة على المنطقة الحدودية، بينما تحركت القوات البرية بمساندة المروحيات والطائرات الحربية إلى الخطوط الأمامية، حيث تمركزت عند بداية الحدود السعودية، وذكرت المصادر أن كافة قطاعات القوات السعودية تقوم بدور حيوي وفعال لحماية الوطن من أي محاولات دنيئة، وأنها تبذل جهودا جبارة انعكست إيجابا على سير المواجهات، وقالت المصادر «نحن مستمرون في حماية هذه الأرض الطاهرة وقادرون على تأديب هذه الشرذمة القذرة»، مشيرة إلى أن «المجموعات المتسللة المسلحة تم تلقينها درسا لن تنساه أبدا».

من جهة ثانية دعمت المملكة العربية السعودية برنامج مفوضية اللاجئين الإنساني في اليمن بمليون دولار من أصل خمسة ملايين دولار كانت المفوضية قد طلبتها في نداء إغاثة إنساني في شهر أغسطس (آب) الماضي لمساعدة النازحين اليمنيين الفارين من القتال الدائر حاليا في منطقة صعدة شمال اليمن، حيث وافقت الحكومة السعودية على هذا الدعم وتمرير المفوضية للمساعدات الإغاثية للنازحين اليمنيين في المناطق المتاخمة لحدود المملكة مع اليمن، وكشفت المفوضية أن الدعم السعودي ساعد على تلبية حاجات إنسانية عاجلة لعدد كبير من العوائل والنساء والأطفال والشيوخ بلغ 17500 شخص تقريبا، من خلال إقامة المخيمات الإيوائية وتوفير إجراءات التسجيل والحماية لهم أو توفير مواد إغاثية أخرى.

وفي تطور ذي صلة، أكدت مصادر في العاصمة اليمنية صنعاء في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن نتائج اتفاقية قبيلة دهم اليمنية لمنع التهريب والتصدي للحوثيين وأفكارهم، أسفرت أمس عن تصدي مجموعة من القبيلة لشاحنتين محملتين بالدقيق بمنطقة اليتمة القريبة من الحدود اليمنية السعودية كانت في طريقها إلى صعدة قادمة من العاصمة صنعاء، حيث قام أفراد القبيلة باحتجاز الشاحنتين بعد تفتيشهما والتحفظ على سائقيهما، وإبلاغ السلطات اليمنية.

وفي العاصمة السعودية الرياض، نقل الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والشعب السعودي، لأسرة الشهيد الملازم أول نواف بن سعد العبيد الذي استشهد خلال المواجهات لتطهير الشريط الحدودي الجنوبي للمملكة من المتسللين المعتدين، وكان في استقباله لدى وصوله منزل أسرة الشهيد، جد الشهيد ووالده وعدد من أسرة العبيد، وأوضح أن الشهيد الملازم أول نواف «عاش بطلا ومات بطلا في ميدان الشرف وميدان العزة والكرامة مدافعا عن دينه ووطنه»، وقال مخاطبا ذويه «إننا نعزي أنفسنا قبل أن نعزيكم، وأسرتكم ذات مواقف يشهد لها التاريخ منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه».

كما نقل مساعد وزير الدفاع والطيران، تعازي القيادة السعودية والشعب، إلى ذوي الشهيد الملازم أول لافي بن ملفي الجحدلي الذي استشهد خلال المواجهات مع المتسللين المعتدين، وكان في استقباله لدى وصوله منزل الشهيد، والده وعدد من أسرة الجحدلي، وقال «إننا فقدنا بطلا من أبطال القوات المسلحة البواسل الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل دينهم ووطنهم»، مؤكدا توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بالوقوف معهم قلبا وقالبا، وأفاد بأن الشهيد الملازم أول ملفي قد نال الشهادة التي يسعى لها الجميع «وهذا الشيء ليس بمستغرب على أبناء هذا الوطن المعطاء الذي يطبق الشريعة الإسلامية السمحة»، ورافقه في واجب التعزية الفريق أول ركن صالح المحيا رئيس هيئة الأركان العامة.