الحريري: زيارتي لدمشق قريبة.. ونريد علاقات حقيقية مع سورية

التقى بان كي مون وقال إنه لا يريد سوى العدالة من المحكمة الدولية

رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، يصافح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لدى لقائهما أمس في كوبنهاغن في إطار المؤتمر الخاص بالمناخ (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن زيارته إلى دمشق «ستكون إن شاء الله في وقت قريب جدا»، وقال: «نحن ننظر إلى علاقات حقيقية مع سورية، علاقات تنفع البلدين وتعود بالمنفعة على الشعبين اللبناني والسوري، وتكون مبنية على الصراحة والصدق، ونحن ننظر إلى هذه العلاقات بشكل إيجابي، وهذا ما ننطلق منه».

وأشار الحريري بعيد اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة، استهلّ به لقاءاته، على هامش قمة كوبنهاغن حول التغير المناخي، إلى أن «لبنان ضمن الجامعة العربية، وهناك مصالحات تتم وهي لمصلحة العرب، وهناك مواجهة كبرى بيننا كعرب وبين إسرائيل»، وقال: «علينا أن نرصّ الصفوف ونتخذ موقفا موحدا في ما يخص سياسة القضم الإسرائيلية، أكان في فلسطين أو سورية أو لبنان، ويجب أن يكون الصف العربي موحدا لمواجهة السياسات الإسرائيلية، التي تحاول دائما أن تفرق العرب، إضافة إلى وجود محاولات إقليمية لزعزعة العرب وخلخلة الأمن العربي»، وتابع الحريري: «علينا أن نحمي عروبتنا والصف العربي وأن نحمي لبنان أولا، وهذا أمر يتطلب أن تكون هناك علاقات حقيقية مع سورية». وردّا على سؤال عما إذا كان الاجتماع تَطرّق إلى موضوع المحكمة الدولية، أجاب الحريري: «بالتأكيد تطرقنا إلى المحكمة الدولية وهي تسير بالشكل الذي يجب أن تسير عليه، والمدعي العام للمحكمة كان في لبنان، وقد أشار إلى وجود تقدم في ما يخص المحكمة وهذا أمر يهم كل اللبنانيين، ونحن نكرر ما قلناه في السابق وسنستمر في قوله: نحن نريد العدالة ولا شيء أكثر من العدالة، نريد الحقيقة والعدالة وهذه العدالة من شأنها أن تخدم لبنان وجميع اللبنانيين، وهي مطلب لجميع اللبنانيين على الدوام».

وأضاف: «كما تطرقنا إلى القرار 1701، وقد أبلغت الأمين العام احتجاجي إزاء الخروق اليومية التي تقوم بها إسرائيل ضد السيادة اللبنانية، وقلت له إن هذا أمر غير مقبول، وهناك أيضا تهديدات إسرائيلية يومية خاصة بعد تشكيل الحكومة»، وأردف: «نحن علينا تنفيذ القرار 1701 ونحن ننظر إلى التهديدات الإسرائيلية على أنها تهديدات جدية، ولكن هناك الأمم المتحدة ودول صديقة كبرى، يتحدثون إلى إسرائيل لمنعها من القيام بأي عمل عسكري ضد لبنان.

ورأى الحريري أن على إسرائيل أن تخرج من الزاوية الموجودة فيها الآن في ما يخص عملية السلام، وأكد أنها «لا تود إحراز تقدم على المسار الفلسطيني ولا السوري ولا أي مسار آخر، فإسرائيل تنتهج سياسة القضم، ونحن نرفض هذا الأمر، والعرب قالوا كلمتهم في هذا الشأن عام 2002 في ما يخص السلام، وإسرائيل تحاول أن تكسب مزيدا من الوقت، ولكن إلى متى ستستمر في القيام بذلك لتنفذ سياستها؟ بالأمس رأينا أمرا جديدا في بريطانيا وهو استدعاء وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة أمام القضاء البريطاني، وهذا أمر لم نعهده، وهو يُظهِر أن العالم كله يتغير وإسرائيل موجودة في الزاوية وأنه يجب عليها أن تتحرك، نحن علينا أن نحمي لبنان من أي تجاذبات، وهذا ما ناقشناه مع الأمين العام». وفي موضوع التغير المناخي قال الحريري: «صحيح أن لبنان بلد صغير، إلا أنه من بين البلدان التي تتأثر كثيرا بالتغير المناخي وبخاصة لجهة التصحر.

من جهته، خاطب بان كي مون الرئيس الحريري بقوله: «نحن مسرورون جدا بتشكيل الحكومة الجديدة، ونأمل أن تتمكن هذه الحكومة بقيادتكم من إرساء الأمن والاستقرار وتحقيق الازدهار، والأمم المتحدة مستعدة دائما للوقوف إلى جانبكم، فنحن نكنّ احتراما كبيرا جدا للشعب اللبناني ولقيادتكم».