الرئيس الأفغاني كرزاي يؤجل تشكيل الحكومة الأفغانية الجديدة إلى السبت

مصادر: طالبان خططت لاقتحام معسكر القوات الألمانية في قندز

TT

قال متحدث باسم الرئاسة إن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أجّل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة الذي طال انتظاره حتى يوم السبت وطلب وقتا إضافيا لاستكمال قائمته. وكان كرزاي الذي تولى فترة رئاسة ثانية الشهر الماضي بعد فوزه بانتخابات شابها التزوير في أغسطس آب قال الأسبوع الماضي إنه سيقدم التشكيل الوزاري للبرلمان أمس. وقال المتحدث سياماك هراوي إن إعلان تشكيل الحكومة تأجل في الوقت الذي يختار فيه كرزاي مرشحيه لوزارتين. ويتعرض كرزاي الذي تولى رئاسة أفغانستان منذ الإطاحة بحركة طالبان في عام 2001 لضغط مكثف من الغرب لمنح أشخاص من التكنوقراط مناصب هامة، ولكنه قد يحتاج أيضا إلى عرض مناصب على قادة الميليشيات السابقين وحلفائهم الذين دعموا إعادة انتخابه. وسيحتاج المرشحون إلى موافقة البرلمان، الأمر الذي قد يستغرق عدة أسابيع. وكان كرزاي تعهد لدى تنصيبه الشهر الماضي بأنه سيعين وزراء يتمتعون بالكفاءة والنزاهة. من جهة أخرى يتواصل الكشف عن معلومات جديدة بشأن غارة قندز التي أمر بها قائد ألماني في سبتمبر (أيلول) الماضي على صهريجَي وقود تعرضا للخطف على يد عناصر من طالبان تسببت في مقتل وجرح العديد من المدنيين وكانت السبب وراء استقالة مسؤولين بارزين في ألمانيا ووضع آخرين تحت ضغوط متزايدة من قِبل المعارضة.

ووفقا لمعلومات وكالة الأنباء الألمانية فإن القائد الألماني الذي أمر بالغارة جيورج كلاين اتخذ هذا الإجراء بناء على معلومات استخباراتية تفيد بوجود خطط لطالبان لاقتحام معسكر القوات الألمانية. وتشير المعلومات الجديدة إلى أن المخابرات الألمانية وقيادة القوات الخاصة في الجيش كشفت في الأسابيع التي تسبق الغارة عن خطة لطالبان مكونة من ثلاث مراحل. واعتقد كلاين أن طالبان تعتزم تنفيذ خطتها عبر خطف صهريجي الوقود مساء الثالث من سبتمبر الماضي ولذلك أعطى الأمر بقصف صهريجي الوقود في أولى ساعات الرابع من سبتمبر.

وأسفرت الغارة التي نفذتها طائرات أميركية عن مقتل وإصابة 142 شخصا بينهم الكثير من المدنيين. ووفقا للمعلومات الاستخباراتية فإن مقاتلي طالبان كانوا يخططون لتفجير أول الحواجز المؤدية إلى معسكر الجيش الألماني باستخدام صهريجي الوقود قبل أن يستعينوا بانتحاريين في سيارات صغيرة من أجل اختراق الحاجز الثاني ومن ثم الوصول إلى الخطوة الثالثة التي تتمثل في اقتحام عدد من المسلحين للمعسكر. وكان هذا الهجوم سيأتي على غرار اقتحام عناصر طالبان لأحد السجون في جنوب أفغانستان عام 2008. ورصدت المخابرات الألمانية والقوات الخاصة عمليات تجنيد انتحاريين كانت تقوم بها عناصر طالبان في المنطقة. وبعد كل هذه المعلومات رأى كلاين أن خطف صهريجي الوقود اللذين انغرسا بالقرب من أحد الأنهار بالإضافة إلى توافر معلومات تشير إلى وجود أربعة عناصر قيادية من طالبان في المكان، تبرر قراره بشن الغارة الجوية. وتشير المعلومات إلى أن قيادات الجيش الألماني وقتها فكرت في طريقة إحباط خطة طالبان لا سيما أنه كان من الممكن أن يتمكن صهريجا الوقود من التحرك مرة أخرى ويجري نقلهما إلى إحدى القرى المجاورة الأمر الذي كان سيصعب من شن غارة على قرية. وترى مصادر في الجيش الألماني أن الغارة كانت «ناجحة من الناحية العسكرية والتكتيكية ولكنها كانت كارثة من الناحية الاستراتيجية»، مشيرة إلى أن الكثير من الأضرار والتوتر في العلاقات بين ألمانيا وحلفائها حدثت نتيجة مهمة أفغانستان والارتفاع الكبير في أعداد القتلى مما يعني أنه كان من الأفضل ألا يتخذ كلاين قرار الغارة. وكان كلاين قد قال في يونيو (حزيران) الماضي خلال زيارة قام بها الرئيس السابق للكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي بيتر شتروك، إن عناصر إعادة الإعمار الألماني في أفغانستان عرضة للتهديدات متزايدة من قبل طالبان. وأضاف كلاين وقتها: «يجب أخذ الوضع مأخذ الجد». من جهته أشار مفتش عام الجيش الألماني المستقيل فولفغانغ شنايدرهان خلال تقييمه لتقرير حلف شمال الأطلسي (الناتو) حول الغارة في التاسع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى الإشكالية الأمنية في منطقة قندز. وقال شنايدرهان إن الفترة بين يناير وأغسطس (آب) شهدت خطف ست شاحنات وصهاريج وقود استُخدمت في اعتداءات أدت إلى خسائر كبيرة بين المدنيين أيضا. وأضاف أن الأدلة تزايدت منذ منتصف يوليو (تموز) الماضي حول إمكانية شن هجمات مشابهة على موظفي إعادة الإعمار الألمان.