المناخ: قادة الدول يتدخلون لإنقاذ المفاوضات وسط أجواء من التوتر

الهند: عروض الدول الغنية مخيبة للآمال * براون: من الصعب التوصل إلى اتفاق

الشرطة الدنماركية تعتقل ناشطين خارج «بيلا سنتر» حيث يعقد مؤتمر المناخ في كوبنهاغن أمس (أ.ف.ب)
TT

كان مقررا أن يبدأ رؤساء الدول ورؤساء الحكومات بإلقاء كلماتهم أمس أمام مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ، وسط توتر في مركز المؤتمرات المحاصر بسبب المظاهرات الاحتجاجية في كوبنهاغن. في البداية خصص يوم أمس، ومعه اليوم الخميس، لوزراء البيئة، على أن يكون اليوم الأخير من أعمال القمة غدا للقادة. لكن اتضح أن اليوم الأخير لن يكون كافيا ليتسنى للقادة إلقاء كلماتهم والمصادقة على الاتفاق الجديد حول ظاهرة الاحتباس، فتقرر حضور رؤساء الدول والحكومة إلى العاصمة الدنماركية قبل الموعد المحدد وبدأوا بالفعل أمس إلقاء كلمات باسم بلدانهم.

وضمت قائمة قادة الدول الذين يبدأون بإلقاء خطاباتهم، الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون.

وقبيل إلقاء الكلمات، عَلِق مائة شخص من أنصار البيئة والصحافيين والمندوبين، أمس، عند مدخل مركز المؤتمر بسبب توتر عناصر الأمن لوجود المتظاهرين على مسافة قريبة. وأدانت الهند ما سمته «البازار الشامل»، فيما احتجت البرازيل رسميا لدى الرئاسة الدنماركية على عدم سماح العناصر الأمنية لرئيس وفدها بدخول المركز.

وداخل قاعة المؤتمر تولى رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن رئاسة المؤتمر خلفا لكوني هيديغارد المكلفة المشاورات غير الرسمية للتوصل إلى اتفاق حول الاحتباس الحراري. وهذا الإجراء الفني أعلنه الأمين التنفيذي لمعاهدة الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية ايفو دي بوير، إذ إن رؤساء الدول أو الحكومات يتولون رئاسة المؤتمرات في ساعاتها الأخيرة.

وبشأن المفاوضات، انتقدت الصين أمس قلة الشفافية خلال المؤتمر، متهمة الرئاسة الدنماركية بالسعي لفرض نص اتفاق على حساب المفاوضات التي كانت تجرى منذ عامين. وقال سو وين كبير المفاوضين الصينيين: «تفتقر هذه العملية إلى الشفافية». وأضاف متوجها إلى رئيس الوزراء الدنماركي لارس راسموسن: «إنها عملية يجب أن يشارك فيها كل الأطراف. لا يمكنكم فرض نص أعد مسبقا. لسنا هنا لعرقلة العملية، بل تدفعنا إرادة حقيقية لإنجاح قمة كوبنهاغن ولتحقيق ذلك علينا متابعة نهج عادل».

أما الهند، فاعتبرت أن الأرقام التي عرضتها الدول الغنية لمكافحة الاحتباس «مخيبة للآمال». وصرحت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية نيروباما راو للصحافيين: «شددنا على ضرورة أن تعرض الدول المتطورة أرقاما طموحة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة». وأضافت أن هذه النقطة «في صلب» قمة كوبنهاغن و«ستكون حاسمة لإنجاحها، لكن الأرقام التي عرضت حتى الآن مخيبة».

وحذر رئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد من أن أي شيء يمكن أن يحدث قبل نهاية المؤتمر. وقال: «ليست هناك أي ضمانة للنجاح ولنكن واضحين في هذا الشأن». كما أبدى رئيس الوزراء البريطاني في تصريحات لـ«بي بي سي» تشاؤمه حيال نتائج المؤتمر، وقال إنه «من الصعب جدا» التوصل إلى اتفاق.

ولم يخف مفاوضون قلقهم بعد مشاورات كان يفترض أن تسمح للمؤتمرين بإعداد نص اتفاق. وقال سفير فرنسا للمناخ بريس لالوند: «إنني قلق قليلا لأن لدينا عملا كثيرا. أخشى حادثا جديدا لأنه سيزيد من صعوبة التوصل إلى إبرام» اتفاق. ويخشى لالوند من عراقيل إجرائية. وتحدث عن وجود «تفاوت بين رغبة رئاسة المؤتمر في تحقيق تقدم وبطء وتيرة الأمم المتحدة، كما أن الدول النامية تخشى تحركا من الدول الصناعية.. كل هذا يؤدي إلى كثير من التوتر».

أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فكرر أمس أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق من دون مساعدة محددة بالأرقام على الأمد البعيد للدول الفقيرة. والنقطة الوحيدة التي بدا المفاوضون متفقين عليها، تتعلق بمساعدة فورية تبلغ عشرة مليارات دولار سنويا بدءا من 2010 لمساعدة الدول الأكثر فقرا على مواجهة تأثيرات ارتفاع الحرارة.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن أنه سيؤمن وحده عشرة مليارات دولار بين 2010 و2012. لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق.