رحيل رائد الإصلاحات الاقتصادية لروسيا المعاصرة

جايدار هندس لعملية الانتقال إلى اقتصاد السوق في عهد يلتسين

TT

توفي أمس يجور جايدار رائد الإصلاحات الاقتصادية التي انتقلت بموجبها روسيا من اقتصاد التخطيط الاشتراكي إلى قوانين الاقتصاد الحر، عن عمر يناهز الثالثة والخمسين. وكان يجور جايدار، الذي تخرج في كلية الاقتصاد بجامعة موسكو في نهاية سبعينات القرن الماضي قد بدأ حياته العملية في صحيفة «البرافدا» لسان حال الحزب الشيوعي السوفياتي مشرفا على الصفحة الاقتصادية ومدافعا صلبا عن ثوابت النظام الاقتصادي الشيوعي. ويذكر كثيرون رفضه لنشر مقالة روسلان حسب اللاتوف، الاقتصادي المعروف الذي ترأس بعد ذلك السوفيات الأعلى (البرلمان) لروسيا خلفا للرئيس بوريس يلتسين. إلا أنه سرعان ما تراجع عن مواقعه في أواخر سنوات البيريسترويكا مع بعض من رفاقه الذين انضموا إلى فريق الرئيس الأسبق بوريس يلتسين.

وعلى ضوء ما طرحه من أفكار اقتصادية مغايرة عهد إليه يلتسين بوضع خطة انتقال روسيا إلى اقتصاد السوق بعد أن اختاره قائما بأعمال رئيس أول حكومة في عهده ووزيرا للاقتصاد والمالية.

وقد تحمل يلتسين المسؤولية عن العديد من قرارات جايدار الاقتصادية الجذرية التي عصفت بمدخرات الملايين من أبناء الشعب الروسي وأربكت أوضاعهم المعيشية. غير أن جايدار سرعان ما أدرك مغبة كثير من سياسات يلتسين ومنها الحرب في الشيشان ليعلن اعتراضه عليها ويتحول لاحقا إلى صفوف مناهضيه ويتزعم العديد من المظاهرات التي خرجت إلى شوارع موسكو احتجاجا على غزو العاصمة غروزني. ولم يمض من الزمن كثير حتى فرقت بينهما الأيام والأحداث وإن ظل متمسكا بمواقفه اليمينية.

وانطلاقا من هذه المواقف، قام مع زملاء له بتأسيس حزب «خيار روسيا» الذي فاز في أول انتخابات برلمانية لمجلس الدوما الجديد الذي بدأ أعماله عام 1994 بعد قصف السوفيات الأعلى (البرلمان السابق المناوئ ليلتسين) بالدبابات عام 1993. غير أن تطورات الأحداث، سرعان ما حملت جايدار بعيدا عن السلطة ما حد من نشاطه الذي اقتصر على تكرار محاولات حشد القوى اليمينية في حزب يحمل اسم تحالف القوى اليمينية، إلى جانب عمله كمدير لمعهد اقتصاد المرحلة الانتقالية بعيدا عن الأضواء، إلى أن فقد عضوية مجلس الدوما بعد خسارته في انتخابات عام 1999.