المستشار الإعلامي للمالكي: زيارة رئيس الوزراء للقاهرة ستبحث التأثير المصري لوقف استهدافنا

قيادي في «دولة القانون» لـ «الشرق الأوسط»: ملف العلاقات بين البلدين يجب أن لا يتناول الديون

TT

فيما يستعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، القيام بزيارة مصر غدا تلبية لدعوة نظيره المصري أحمد نظيف، لبحث تطوير العلاقات بين البلدين، وتنفيذ الاتفاق الاستراتيجي الذي وقع بين البلدين في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وصف علي الموسوي المستشار الإعلامي للمالكي بأن زيارة الأخير إلى مصر بـ«المهمة» وأنها «تحمل مضمونا سياسيا كبيرا».

وقال الموسوي لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارة ستبرز مستوى العلاقات بين البلدين وإيضاح أهمية دور مصر على المستوى العربي».

وحول الدور المصري في الوساطة بين العراق وسورية لاستئناف العلاقات التي انقطعت جراء اتهام بغداد لدمشق بإيواء عناصر بعثية خططت للتفجيرات التي هزت بغداد مؤخرا، أوضح الموسوي أن «مصر يمكنها أن تضغط بصورة غير مباشرة على الدول التي لم تتعاون في هذا الموضوع من أجل القضاء على الإرهاب».

وأضاف الموسوي، «لا توجد هناك مشكلة بين العراق وأي دولة عربية بما فيها سورية، سيما أن العراق يبحث عن علاقات جيدة مع الجميع، وهو بذلك لا يريد إلا التعاون من أجل القضاء على الإرهاب الذي يطال أبناء شعبه»، مشددا أن «العراق جاد في تعامله مع جميع الدول من أجل هذا الهدف، وإذا كان لمصر تأثير على تلك الدول فالعراق سيحاول من خلال هذا التأثير المصري الحد من هذه العمليات التي تستهدف العراق وأهله». وكان مصدر دبلوماسي مطلع أكد في وقت سابق بأن السفارة العراقية في القاهرة اتخذت كافة الترتيبات اللازمة لزيارة المالكي لمصر بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية المصرية ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية والوزارات المعنية بتنفيذ الاتفاق الاستراتيجي الذي وقع بين البلدين في الثالث من شهر نوفمبر 2009 الماضي.

من جانبه، أوضح خالد الأسدي، القيادي في ائتلاف دولة القانون، بزعامة المالكي، بأن ملفات مهمة ستناقش خلال زيارة المالكي المزمعة إلى مصر، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك الكثير من الملفات قد حسمت مع الجانب المصري، سيما ملف التمثيل الدبلوماسي للجانب المصري في العراق، وبالتالي لا بد من حسم الكثير من الملفات التي ترتبط بالعلاقات التجارية والاقتصادية فضلا عن بحث الملف الأمني خلال الزيارة»، مضيفا، أن «مصر باستطاعتها أن تلعب دورا أساسيا واستراتيجيا في ترتيب العلاقات العراقية مع الدول العربية خصوصا مع السعودية وسورية»، لافتا إلى أن «مصر إذا أرادت أن تبدأ علاقات استراتيجية مع العراق أن تقوم بهذا الدور الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز المصالح المشتركة وفتح الاستثمار بين البلدين».

وحول ما تردد عن توقيع ما يقارب من 16 اتفاقية اقتصادية مع مصر، قال الأسدي، إن «هناك مجموعة من الاتفاقيات تم الانتهاء من مجمل الإجراءات الفنية والعملية وبقي التوقيع عليها، سيما أننا نتوقع بأن يكون لمصر دور كبير في الاستثمار بالعراق ودور في فرص تجارية واقتصادية يفتحها العراق تساهم في الجانب الاستراتيجي بالمنطقة».

وعن الديون العراقية المستحقة لعدد من الشركات المصرية، أوضح الأسدي «أن ملف العلاقات بين البلدين يفترض أن لا يتضمن قضايا من هذا القبيل، لأننا نعرف بأن العراق طالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعدم تحميل الشعب العراقي إفرازات النظام السابق وأن الدول العربية عليها تقدير هذا الأمر». وفيما يخص مراقبة الانتخابات المقبلة ودور الجامعة العربية في ذلك، أكد الأسدي أن «موضوع مراقبة الانتخابات يعد واحدا من القضايا التي يهتم بها العراق، سيما فيما يخص دور الجامعة العربية في مراقبة الانتخابات وذلك لإعطاء تطمينات لدول العالم والعربية تحديدا بأن المسار الديمقراطي في العراق يتجه بمسار صحيح وعليه فإن دعم الجامعة العربية سيعطي الصورة الإيجابية لملف العلاقات العراقية». ويرافق المالكي في زيارته إلى القاهرة وزراء الخارجية والنفط والكهرباء والإسكان والنقل والاتصالات وعدد من أعضاء مجلس النواب والمسؤولين والخبراء ورجال الأعمال.

ويتوقع أن يبحث المالكي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، مواضيع تتركز على تفعيل دور الجامعة العربية في الحد من التدخلات الخارجية وتطوير التعاون العراقي ـ العربي إضافة إلى دعوة الجامعة العربية للمشاركة بمراقبة الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع إقامتها في السابع مارس (آذار) 2010 القادم.