والدة الأميركية المحتجزة في إيران مع صديقيها تناشد خامنئي إطلاقهم خلال الكريسماس

نورا شورد اشتكت من «التعتيم» حول مصير المحتجزين

TT

ناشدت والدة واحدة من الأميركيين الثلاثة المحتجزين في إيران، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، أمس، للإفراج عن ابنتها وصديقيها المحتجزين، خلال موسم عطلة الكريسماس الحالي، طبقا لشريط مصور صدر حديثا.

وكان الأميركيون الثلاثة قد ألقي القبض عليهم من قبل السلطات الإيرانية منذ نحو 5 أشهر بناء على مزاعم بدخولهم الأراضي الإيرانية، فيما وجهت لهم لاحقا تهمة التجسس، وقالت السلطات أخيرا إنهم سيقدمون إلى المحاكمة. ومنذ اعتقالهم لم ترد أي أنباء عنهم إلى أسرهم. وأكدت نورا شورد، من أوكلاند في كاليفورنيا، في مقطع مصور جرى بثه على موقع على شبكة الإنترنت مخصص لجهود إطلاق سراح الأميركيين الثلاثة، أن «سارة وشين وجوش (الأميركيين الثلاثة المحتجزين) أناس طيبون. ولم يقصدوا إلحاق أي أذى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ويحترمون حضارتكم القديمة والنبيلة. وإذا كانوا دخلوا إلى الأراضي الإيرانية، فإن هذا لا يعدو كونه خطأ اقترفوه بحسن نية».

يذكر أن أسر المحتجزين سبق وأن ناشدوا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إطلاق سراح أبنائهم، لكن الفيديو الذي نشر للمرة الأولى أمس يشكل أول محاولة علنية للتواصل مع المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يعد السلطة السياسية والدينية العليا بإيران. وفي تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس»، قالت شورد: «إننا نقول إن هذا موسم عطلات، فأرجوكم أظهروا بعض الرحمة وأعيدوهم إلى وطنهم». وكانت سارة شورد، 31 عاما، وشين باور، 27 عاما، وجوش فاتال، 27 عاما ـ وجميعهم من خريجي جامعة كالفورنيا في بيركيلي ـ يتنزهون سيرا على الأقدام في إقليم كردستان الواقع شمال العراق عندما عبروا عن غير قصد الحدود، طبقا لما رواه أقاربهم. من جهة أخرى، صرح وزير الخارجية الإيراني، الاثنين، بأن الثلاثة سيمثلون للمحاكمة، وإن كان أقاربهم عاجزين عن التأكد مما إذا كانت المحاكمة وشيكة. ولم يكشف الوزير عن موعد بدء المحاكمة أو حتى الاتهامات الموجهة إلى الأميركيين الثلاثة، بخلاف أن لهم «أهدافا مريبة». الشهر الماضي، أعلن المدعي العام الإيراني أن الثلاثة متهمون بالتجسس.

المعروف أن الولايات المتحدة لا تربطها علاقات دبلوماسية بإيران، وأحجمت أسر المحتجزين حتى الآن عن توكيل محامين للدفاع عنهم أملا في أن ينتهي الأمر من دون محاكمة. ومنذ احتجازهم، جاءت المعلومات الوحيدة عن حالتهم بعد زيارتين لهم في السجن من جانب دبلوماسيين سويسريين، يمثلون المصالح الأميركية في إيران. وكانت الزيارة الأخيرة لهم في السجن في نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، وأشار الدبلوماسيون إلى أن الثلاثة بدوا بصحة طيبة. وأشار أقارب المحتجزين إلى أن الدبلوماسيين السويسريين طلبوا عقد مزيد من الزيارات، لكن طلبهم رفض.

في هذا السياق، اشتكت نورا شورد من أنه «نتعرض للتعتيم، ومن الصعب علينا ألا نحصل على أية معلومات». ويأتي احتجاز الأميركيين الثلاثة في خضم حالة متفاقمة من التأزم المرير بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني. والشهر الماضي، أشار الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى أن الولايات المتحدة تحتجز العديد من المواطنين الإيرانيين، مما أثار المخاوف حيال إمكانية سعي حكومته لاستغلال الأميركيين المحتجزين لديها في إطار صفقة مقايضة. من ناحية أخرى، حث هادي غايمي، المتحدث الرسمي باسم «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران»، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، أسر المحتجزين على تعيين محامين لهم داخل إيران. وقال: «مع وجود محامي، ستكون هناك احتمالية لحصولهم على معلومات عنهم». إلا أنه سارع إلى الاستطراد بالقول إن أسر المحتجزين في وضع بالغ التعقيد. وقال: «من العسير للغاية حتى للمتخصصين أمثالنا ممن يضطلعون بهذا العمل طوال 24 ساعة الحصول على تفهم جيد لما يدور داخل إيران».