الفلسطينيون غاضبون من الغياب وقلة الدعم العربي في احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية

عباس اضطر لتسلم الشعلة بدلا من قطر.. وقال مازحا: أنا أبعثها لهم

جنود إسرائيليون في مواجهة متظاهرين فلسطينيين محتجين على بناء الجدار الفاصل في قرية لمعاصرة قرب بيت لحم أمس (إ.ب.أ)
TT

لم يستطع المسؤولون الفلسطينيون إخفاء غضبهم من الغياب العربي وقلة الدعم المالي لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، وزاد الطين بلة أن قطر التي كان يجب أن تتسلم الشعلة من الفلسطينيين، باعتبارها عاصمة الثقافة في العام المقبل، قد قاطعت أيضا الحفل الختامي في نابلس في الضفة الغربية، مما اضطر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يتسلم الشعلة بنفسه ويعلق على الغياب القطري بقوله، «أنا بسافر على قطر وبابعتها (الشعلة)».

وفي مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز، في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، قال رفيق الحسيني رئيس المجلس الإداري للاحتفالية مخاطبا الرئيس الفلسطيني ووفدين إماراتي وأردني رفيعين ومسؤوليين فلسطينيين، «أقمنا 300 فعالية للاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية ودعمناها وأقيمت 300 فعالية أخرى لم ندعمها، ولكن وبصراحة كان يمكن أن نفعل أكثر من هذا، لاعتقادنا الساذج أن الأموال العربية ستكون سخية».

وبحسب الحسيني فإن السلطة في اجتماع وزراء الثقافة العرب في دمشق تلقت وعودا بتقديم دعم سخي للاحتفالية، لكنها لم تحصل على شيء من مبلغ 6 ملايين دولار، «ولا حتى كتاب اعتذار».

وأضاف الحسيني «أن خمسة ملايين دولار تم إنفاقها بدعم من مكتب الرئيس والحكومة الفلسطينية ودعم مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال الفلسطينيين وجانب من الدعم الأوروبي».

واختتم الفلسطينيون الاحتفالية بمواجهات بالقدس، وحفل رئيسي في نابلس، وقال الحسيني إن قوات الاحتلال في القدس حاولت بشتى الوسائل منع إقامة الاحتفاليات ولكننا استطعنا تنفيذها، ولم تستطع ثقافة القوة أن تهزم قوة الثقافة في أهم مدن الثقافة العربية.

وعقب الرئيس الفلسطيني على منع اختتام احتفالية القدس في المدينة المقدسة بقوله «إن ما يفعله جنود الاحتلال الإسرائيلي في القدس يدعونا إلى التساؤل هل هؤلاء يريدون سلاما.. أشك في أنهم يريدون السلام».

وأضاف الرئيس «إذا أرادوا سلاما عليهم أن يرحلوا فعلا، لا فلسطين دون القدس.. لا يوجد أي شخص في العالم يقبل بأن تكون فلسطين دون القدس ونحن نقول لكل العالم بموقف واضح لا لبس فيه ولا غموض ولا إبهام ولا تكتيك، نحن نريد القدس، قدسنا عاصمة لدولة فلسطين، لا نريد أكثر ولا نريد أقل نريد هذا كموقف استراتيجي بلا تكتيك».

وطلب عباس من اللجنة الرباعية الدولية اتخاذ مواقف عملية تنقذ المسيرة السلمية وتحولها بالفعل لا بالقول إلى عملية سلام حقيقية.

وأضاف عباس «إن موقفنا السياسي القوي المتسلح بالحق وبالشرعية الدولية، يصطدم بالموقف الإسرائيلي المتشبث بفرض الأمر الواقع بالقوة، والتحدي لقرارات الأمم المتحدة، يدعونا، ويدعو غيرنا إلى التساؤل: إلى متى يستمر الكيل بمكيالين بالنسبة لقرارات الأمم المتحدة، والشرعية الدولية خاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، وإلا بماذا يفسر العالم الاجتياحات والاستيطان وهدم البيوت ومصادرتها والجدار وحرق المساجد».

وقال أبو مازن «إن إحدى أهم مسؤولياتنا جميعا في مواجهة ما يتهدد القدس ومستقبل قضيتنا هو التمسك بشعار احتفالية القدس (القدس تُوحد ولا تُفرق) فليكن هذا الشعار في وجداننا، وسلوكا نمارسه، بحيث يفتح الطريق أمام تحقيق المصالحة الوطنية التي ترعاها مصر الشقيقة، التي أنجزت مشكورة وثيقة للمصالحة الوطنية، وما زال من يرفض توقيعها لحسابات فئوية أو لارتباطات إقليمية، غير مدرك، أو ربما أنه يدرك تماما بأن الانقسام لا يخدم سوى مشاريع الحكومة الإسرائيلية الحالية التي أقصى ما تريده هو كانتونات ومعازل وجزر تسمى مجازا دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة».

وأعلن عباس انتهاء احتفالية القدس عاصمة للثقافة، وقال إن العاصمة الثقافية العربية لعام 2010 ستكون في الدوحة، وكان من المفترض حسب البروتوكولات أن تتسلم قطر شعلة المهرجان، لكنّ أيا من القطريين لم يحضر، واضطر عباس إلى تسلم الشعلة، وقال مازحا «أنا أرسلها إلى الدوحة».